ثلاثة وزراء إسرائيليين سابقين بينهم جنرال يطالبون بوش بفرض حل سلمي على الطرفين

العديد من القادة والإعلاميين الإسرائيليين يستبشرون خيرا بسقوط حكومة عرفات

TT

ازاء موقف الحكومة الاسرائيلية العدائي من الفلسطينيين وما يسببه ذلك من اخطار لتأجيج نار الحرب، توجه ثلاثة قادة بارزين في المجتمع الاسرائيلي كانوا وزراء في حكومة ايهود باراك، برسالة الى الرئيس الاميركي جورج بوش يطالبونه فيها بفرض حل سلمي للنزاع الاسرائيلي ـ الفلسطيني على الطرفين ومنع التدهور الداهم.

جاءت هذه الدعوة في الوقت الذي كان فيه الاسرائيليون منشغلين في متابعة التطورات المتسارعة على الساحة الفلسطينية، بعد استقالة حكومة ياسر عرفات الاضطرارية والهجوم الكاسح عليها من النواب في المجلس التشريعي الفلسطيني. ورحب معظم المتحدثين الاسرائيليين بهذه التطورات، باستثناء قوى اليمين المتطرف، التي كانت عارضت مجرد انعقاد المجلس التشريعي بحجة انه يعيد الحياة الى ياسر عرفات. والآن، وبعد ان شهد المجلس تلك التطورات وبدا انه سيسقط حكومة عرفات بنزع الثقة، شعر اليمين الاسرائيلي بان مصيبة حلت عليه. إذ ان الديمقراطية الفلسطينية التي تجلت في المجلس بدأت تنعكس بشكل ايجابي على القضية الفلسطينية في الرأي العام الاسرائيلي والعالمي. وهذا يضر بمصالح اليمين واهدافه الحربية.

وكانت وسائل الاعلام الاسرائيلية نشرت انباء المجلس التشريعي الفلسطيني في صدارة عناوينها. وعندما اضطرت الحكومة الفلسطينية الى الاستقالة، كان ذلك النبأ الأول في وسائل الاعلام هذه حتى قبل ذكرى 11 سبتمبر (ايلول) الاميركية وخطاب الرئيس جورج بوش. وقالت مصادر عسكرية استخبارية في اسرائيل ان ما دار في المجلس ليس تمثيلية في الديمقراطية الفلسطينية من اخراج ياسر عرفات، بل اجواء حقيقية تعبر عن رغبة الشعب الفلسطيني في محاسبة قيادته، وتستحق الثناء والاهتمام. وقال وزير الدفاع، بنيامين بن اليعزر، ان ما حدث هو ثورة وتمرد على عرفات حتى من داخل حركة «فتح» التي يقودها «وصفعة توجه له لن يستطيع تجاوزها بالاحابيل كما كان يفعل خلال 40 السنة الماضية».

واشاد رئيس المعارضة اليسارية، يوسي سريد، بهذه التطورات. وقال: يبدو ان هناك مسيرة ديمقراطية حقيقية تنطلق لدى جيراننا الفلسطينيين لكننا لم نحس بها في الأشهر الأخيرة بسبب ازعاج الدبابات الاسرائيلية. ودعا الحكومة الى اتخاذ موقف حكيم يشجع الفلسطينيين على هذه المسيرة، والانسحاب فورا من المدن الفلسطينية.

وقال وزير الشؤون الاستراتيجية في حكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون، دان مريدور، ان على الحكومة ان تتجاوب مع هذه المظاهرة الديمقراطية الفلسطينية وتبادر الى اعلان الرغبة في اجراء مفاوضات سلمية مع الحكومة الفلسطينية القادمة.

وكان الدكتور صائب عريقات، كبير المفاوضين الفلسطينيين، دعا اسرائيل الى مساعدة الشعب الفلسطيني في مسيرته الديمقراطية هذه ووقف الأعمال الحربية والتوجه لادارة مفاوضات سلام. وقال عريقات، في حديث مع اذاعة الجيش الاسرائيلي امس، هو الأول منذ اربعة أشهر، انه كما يبدو لن يجد مكانا له في الحكومة القادمة وسوف يعتزل السياسة. وبدافع موقعه الجديد هذا ينصح اسرائيل بوقف تعاملها العدواني الفظ مع الفلسطينيين والتوجه بايجابية نحو التطورات الديمقراطية الجديدة. وحملها مسؤولية التخريب على هذا التطور اذا واصلت عملياتها الحربية.

وكان الوزراء الاسرائيليون السابقون، شلومو بن عامي (وزير الخارجية في حكومة باراك السابقة) وامنون لفكين شاحك (وزير السياحة في حكومة باراك الذي كان رئيسا لاركان الجيش الاسرائيلي قبل شاؤول موفاز) ويولي تمير (وزيرة الاستيعاب التي كانت في قيادة حركات السلام في الماضي)، قد بعثوا برسالة الى الرئيس بوش في مطلع هذا الاسبوع ونسخة منها الى وزير الخارجية، كولن باول، يدعون فيها الى فرض حل سلمي على الطرفين بروح المبادئ التالية:

ـ دولتان متجاورتان ومستقلتان: اسرائيل وفلسطين.

ـ انسحاب اسرائيلي الى حدود الرابع من يونيو (حزيران) 1967 مع تعديلات حدودية طفيفة وتبادل اراض.

ـ سيادة مشتركة لمدينة القدس على ان تكون المدينة عاصمتين للدولتين، كل حي يهودي فيها خاضع لاسرائيل، وكل حي فلسطيني خاضع لدولة فلسطين.

ـ حل قضية اللاجئين الفلسطينيين على اساس دفع تعويضات او العودة الى اراضي الدولة الفلسطينية او التوطين، بشرط عدم تطبيق حق العودة بشكل كامل او في تخوم اسرائيل.

ـ ترتيبات امنية مناسبة.

ـ الاعلان عن انهاء النزاع في الشرق الأوسط ووقف اي شكل من اشكال المواجهة والعنف والارهاب.

وقال الوزراء الثلاثة السابقون ان الأوضاع الحالية ابعدت امكانية المفاوضات المباشرة بين الطرفين وجعلتها شبه مستحيلة. ولذلك، فلا بد من ان يفرض عليهما حل سلمي من الخارج.