انتقال القيادة المركزية إلى قاعدة «العديد» يعكس تحول قطر إلى حليف رئيسي لأميركا

600 عسكري يصلون إلى القاعدة في نوفمبر ليرتفع العدد إلى 3 آلاف

TT

أفاد مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية بأن القيادة العسكرية الأميركية المسؤولة عن العمليات في وسط آسيا والخليج سترسل 600 شخص من قاعدتها في تامبا بولاية فلوريدا الى قاعدة العديد القطرية التي تكلفت مليارات الدولارات في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل لاختبار ما يمكن استخدامه مقراً رئيسياً لقيادة الحرب في العراق.

وبالرغم من ان هؤلاء المسؤولين وصفوا هذه الخطوة بأنها تأتي في اطار مناورات نصف سنوية تستغرق أسبوعاً واحداً، فانهم أوضحوا ان الجنرال تومي فرانكس قائد القيادة المركزية سيقود المناورات، كما اعترفوا بأن فكرة نقل بعض العمليات والأفراد من فلوريدا الى قطر للبقاء بشكل دائم في قاعدة العديد، هو أمر يجري بحثه في الوقت الراهن.

وإذ يأتي هذا الاجراء في الوقت الذي تعزز فيه ادارة الرئيس جورج بوش خططها لحرب محتملة بهدف اسقاط صدام حسين، فانه يعكس ظهور قطر كحليف استراتيجي للولايات المتحدة في الخليج.

ويقع المقر في قاعدة العديد الجوية بالقرب من العاصمة القطرية الدوحة، حيث تزايد الوجود الأميركي في الشهور الأخيرة. ويوجد في القاعدة مدرج اقلاع وهبوط للطائرات طوله 15 ألف قدم يكفي لاقلاع الطائرات الأميركية الثقيلة والقاذفات بكامل حمولتها. وقد بدأ البنتاغون في بناء مركز عمليات في غاية التقدم في الموقع الذي يمكن ان يحل او يدعم التسهيلات الموجودة حالياً في قاعدة الأمير سلطان الجوية خارج الرياض.

وتجدر الاشارة الى انه منذ بداية الحرب ضد الارهاب في الخريف الماضي، بدأت السلطات الأميركية تركيب شاشات كومبيوتر وأجهزة اتصال وأجهزة استخبارية وغيرها من المعدات في قاعدة العديد. وفي الشهور الأخيرة تضاعف عدد الطائرات الأميركية والأفراد في القاعدة حيث يوجد الان حوالي ألفي جندي في مدينة مبنية من الخيام العسكرية في الصحراء طبقاً لمسؤول.

ويأتي نقل هذه المجموعة الى قطر والتي يمكن ان تشمل 400 جندي آخرين لكي يصل العدد الى حوالي الألف، بعد الجدل الذي أثير فيما يتعلق بقرار الجنرال فرانكس ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد ببقاء القيادة الوسطى في تامبا خلال حرب افغانستان.

وذكر المسؤولون في وزارة الدفاع ان فرانكس قرر آنذاك البقاء في تامبا لأنه اعتقد هو ورامسفيلد ان الانتقال خلال العمليات الأولية للحرب سيؤدي الى قدر من البلبلة، كما اعتقدوا ان السعودية ستعترض على اقامة القيادة في قاعدة الأمير سلطان.

غير أن العديد من قيادات سلاح الجو والجيش التي شاركت في عمليات أفغانستان اشتكوا من تلك الترتيبات، وأشاروا الى انه كان من المفروض على فرانكس الانتقال الى المنطقة بحيث يمكن لأفراد القيادة المركزية العمل في نفس التوقيت مثل القيادات الميدانية في افغانستان وباكستان وجمهوريات آسيا الوسطى.

كما أشاروا الى ان قائداً سابقاً للقيادة المركزية وهو الجنرال نورمان شوارزاكوف، انتقل من تامبا الى السعودية بعد فترة قصيرة من الغزو العراقي للكويت عام 1990.

وجاء الاعلان عن قرار القيادة المركزية بنقل مجموعة عسكرية الى قاعدة العديد في وقت كان فيه وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم آل ثاني في واشنطن للقاء المسؤولين في الادارة وأعضاء الكونغرس. ومن المتوقع ان يدلي حمد بشهادته في جلسة مغلقة أمام لجنة العلاقات الدولية في مجلس النواب الأميركي ومع المسؤولين في البنتاغون.

وكانت قطر قد أوضحت في فترة مبكرة من العام الحالي انها لن تضع قيوداً على استخدام القادة الأميركيين للتسهيلات في اطار الحرب ضد الارهاب.

وفي الوقت الذي سمحت فيه السعودية للولايات المتحدة باستخدام مركز العمليات في قاعدة الأمير سلطان خلال الحرب في افغانستان. لكن السعودية الان لا توافق على استخدام تسهيلاتها العسكرية بما فيها قاعدة الأمير سلطان للهجوم على العراق. ان السعودية انتقدت علناً الموقف الأميركي من النزاع الفلسطيني ـ الاسرائيلي.

وأوضح مسؤولون في وزارة الدفاع وجنرالات كبار انه لم يتم اتخاذ أي قرار بعد حول ما اذا كانت المجموعة التي ستنتقل الى قطر ستبقى هناك بصفة دائمة او ان الجنرال فرانكس سينتقل بصفة دائمة الى قطر. واكتفى القومندان نك باليس المتحدث باسم القيادة المركزية بالقول «ان الجنرال فرانكس يسافر كثيراً وليس من الغريب عندما تجري مناورات ان يشارك فيها». غير ان مسؤولاً كبيراً في وزارة الدفاع أشار الى ان بقاء فرانكس في قطر بعد المناورات امر محتمل.

وذكر عضو في مجلس النواب الأميركي من الحزب الجمهوري ان المناورات في قطر تتخذ أهمية اضافية في الوقت الذي تدرس فيه ادارة بوش احتمال الحرب ضد العراق.

وأوضح العضو الذي عاد أخيراً من زيارة الى الشرق الأوسط ان قطر تزداد أهمية كحليف للولايات المتحدة ويمكن ان تحل في النهاية محل السعودية كأهم ضيف للعمليات العسكرية الأميركية، ولا سيما في الوقت الذي تبني فيه القوات الجوية مركزاً مشتركاً للعمليات الجوية في قاعدة العديد.

وقال عضو مجلس النواب «اعتقد بوجود عدد من القوات الأميركية في قطر اكثر مما في السعودية، واذا لم يكن ذلك دقيقاً فان العدد متقارب».

وفي تطور آخر ذكر مسؤول في قوات مشاة الأسطول ان هذه القوات تخطط لارسال وحدة متخصصة لاكتشاف الهجمات النووية والكيميائية والبيولوجية الى الكويت في نهاية الشهر الحالي، وتعكس هذه الخطوة ادراك المخططين العسكريين بأن النقطة الجوهرية في أي حملة ضد صدام حسين تتمثل في حشد القوات الأميركية قرب حدود العراق.

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»