واشنطن تطلب من تل أبيب عدم التدخل ضد العراق والجيش والبلديات الإسرائيلية تواصل استعداداتها لمواجهة خطر سقوط صواريخ

TT

كشف رئيس اركان الجيش الاسرائيلي، الجنرال موشيه يعلون ان الادارة الاميركية طلبت من اسرائيل عدم التدخل في موضوع الضربة المحتمل توجيهها الى العراق، معتبرة ان مثل هذا التدخل سيكون كالرياح الجانبية التي تضر ولا تفيد.

واعلن يعلون ذلك اثناء حديث له في المركز الاستراتيجي في هرتسليا في اطار بحث اكاديمي حول نتائج هجمات 11 سبتمبر على خريطة العالم. لكنه اشار الى ان بلاده، رغم الطلب الاميركي، تستعد لمواجهة خطر هجوم عراقي، اي انها تجري الاستعدادات الحربية اللازمة في حالة تعرضها لهجوم كهذا».

وتحدث رئيس الحكومة، ارييل شارون في الاطار نفسه فقال: «نحن سندعم أي قرار اميركي في موضوع العراق، لكننا لسنا شركاء في القرار. ومع ذلك، فاذا هوجمت اسرائيل فانها ستعرف ماذا ستفعل، وهي دولة قوية ولديها الوسائل الكافية للرد».

وعلى الصعيد الميداني يقوم الجيش الاسرائيلي ومختلف الأذرع الامنية والدفاع المدني باعداد الرأي العام لاحتمال نشوب حرب مع العراق عبر التشجيع على حيازة الكمامات الواقية واعداد الملاجئ. وكشف النقاب امس عن ان بلدية مدينة رمات فان، المجاورة لمدينة تل ابيب والتي تعرضت لاكبر عدد من الصواريخ العراقية في حرب الخليج الثانية 1991، اعدت خطة متكاملة لترحيل سكان المدينة عنها في حالة تعرضها لهجوم صاروخي جديد. وفي اطار الخطة اعدت قطعة ارض مفتوحة واسعة لنصب الخيام فيها واخلاء بيوت المدينة بالكامل.

وقال رئيس البلدية تسفي بار، ان مدينته تعلمت الدرس سنة 1991 حيث دمرت منازل وقتل مواطن واحد، ونحن لا نريد ان نكون ابطالا يموتون في البيوت، بل ما يهمنا هو حماية سكان المدينة.

ودعا بار الحكومة الى عدم الوقوف حجر عثرة أمام البلدية في جهودها للحفاظ على ارواح المواطنين.

بالمقابل تساءلت وسائل الاعلام الاسرائيلية امس، عما اذا كانت الحكومة قد نظمت عملية الدفاع المدني في وجه هجمة صاروخية عراقية محتملة خصوصا بعد ان اصبح واضحا ان هذه الهجمة ستتضمن صواريخ ذات رؤوس كيماوية وغازية سامة. ونشرت صحيفة «يديعوت احرونوت» نص رسالة سرية كان قد ارسلها قائد قوات الدفاع المدني، الجنرال العربي يوسف مشلب، الى رئيس اركان الجيش، الجنرال يعلون، يشكو فيها من النواقص الخطيرة في وسائل الدفاع المدني. ويقول انه بعد ان تبين ان الكمامات الموجودة بأيدي المواطنين لا تحميهم من الغازات السامة، اصبح هناك نقص خطير في وسائل الوقاية. وحتى في حالة اطلاق صواريخ كيماوية، او الغاز السام، فان هناك نقصا بحوالي 600 ألف كمامة. وانتاجها يكلف 200 مليون شيكل (46 مليون دولار).

كما كشف عن وثيقة سرية داخلية اخرى تسربت من دائرة الدفاع المدني يتضح منها ان مليونين و338 ألف اسرائيلي (37%) من السكان يعيشون في مناطق وعمارات من دون ملاجئ ويواجهون خطر اصابة قاسية جدا في حالة اطلاق الصواريخ باتجاههم. وفي تحليل معمق للاحصائيات يتضح ان النقص الاكبر في الملاجئ قائم في المدن والقرى العربية في اسرائيل. إذ ان 70% من العرب (مقابل 24% من اليهود) لا توجد لديهم ملاجئ. وعمليا فقط هناك مليون و875 ألف مواطن في اسرائيل محميون من حرب كيماوية ومليونان و135 ألفا محميون في ملاجئ ضد حرب تقليدية. ومن اجل سد الحاجة يجب رصد مبلغ 4.5 مليار شيكل (اي حوالي مليار دولار).

من هنا، فان تصريحات رئيس الوزراء ووزير الدفاع وقادة الجيش بأن اسرائيل جاهزة لمواجهة الخطر لا تطمئن الجمهور.