لبنان يبلغ أنان وسفراء الدول الكبرى تهديدات إسرائيل لمنعه من استثمار مياهه

TT

استدعت وزارة الخارجية اللبنانية، امس، سفراء الدول الخمس الكبرى الدائمة العضوية في مجلس الامن، وذلك في اطار تحرك دبلوماسي بدأه لبنان دفاعا عن حقوقه في استثمار مياهه ولا سيما نهر الوزاني الذي هددت اسرائيل بالحرب اذا حول قسما من مياهه للقرى اللبنانية المتاخمة للحدود. فيما اعلن الرئيس اللبناني اميل لحود ان لبنان «لن يرضخ للتهديدات الاسرائيلية الهادفة الى منعه من تحصيل حقوقه الكاملة في مياه الوزاني».

وابلغ الرئيس لحود زواره، امس، في القصر الجمهوري «ان هذه الحقوق، منصوص عنها في المواثيق والاتفاقات الدولية، وان استغلال اسرائيل لكل مياه الوزاني، خلال فترة احتلالها للجنوب، لا يعني ابدا تكريس الامر الواقع على هذه المياه عن طريق القوة».

وقال: «ان اسرائيل لا تريد ان تصدق ان احتلالها للجنوب قد انتهى وان بقاءها بالتالي في مزارع شبعا، كما وضع اليد على المياه اللبنانية، هما من رواسب الاحتلال التي يجب على اسرائيل التخلي عنها والاقتناع بأن استعادتها بكل الوسائل هو من الحقوق المشروعة للبنان».

واطلع الرئيس لحود زواره على تفاصيل التحرك الذي يقوم به لبنان لتأكيد حقه وللرد على التهديدات الاسرائيلية، مشيرا الى انه اتصل بوزير الخارجية والمغتربين محمود حمود، الموجود في نيويورك (حيث يشارك في اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة) وطلب اليه اجراء اتصالات عاجلة مع الامين العام للامم المتحدة كوفي انان وممثلي الدول الكبرى والشقيقة والصديقة المشاركين في اعمال الجمعية العامة لشرح الموقف اللبناني من موضوع الوزاني والحاصباني والرد على التهديدات الاسرائيلية ضد لبنان.

وكان هذا الموضوع محور بحث بين رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء رفيق الحريري، في اجتماع عقداه امس في المقر الرسمي لرئاسة مجلس النواب في بيروت. وقد دعا بري الى «مواجهة التهديدات الاسرائيلية في هذا الموضوع وذلك بعمل ناشط من خلال وضع مذكرة في هذا الخصوص تتضمن كل المعلومات والتفاصيل، على ان توزع على جميع بعثاتنا الدبلوماسية في الخارج».

وقال بري: «ان الاعمال في مشروع تأمين المياه وايصالها الى القرى الجنوبية العطشى سيبقى مستمراً، وهذا من حقنا»، مشيراً الى انه «من الطبيعي ان تقف الامم المتحدة الى جانب لبنان في هذا الموضوع».

وفي وزارة الخارجية، استدعى امس الامين العام للوزارة السفير محمد عيسى ممثلي الدول الخمس الكبرى الدائمة العضوية في مجلس الامن، وطلب منهم العمل لدى دولهم لردع اسرائيل عن تنفيذ تهديداتها ضد لبنان بحجة تحويل السلطات اللبنانية لمجرى نهر الليطاني. وحضر الاجتماع سفراء الولايات المتحدة الاميركية فنسنت باتل وبريطانيا ريتشارد كينشن وروسيا الاتحادية بوريس بولوتين، والقائم بأعمال فرنسا كريستيان تيستو والقائم بأعمال الصين هوانغ شانغكينغ.

وذكرت مصادر الخارجية اللبنانية ان السفير عيسى لمس لدى سفراء الدول الخمس الكبرى تفهماً للموقف اللبناني، وطلب من دولهم بذل كل ما في استطاعتها لمنع ترجمة التهديدات الاسرائيلية والحؤول دون حدوث عمليات عسكرية. وفي حال حصلت تتحمل اسرائيل مسؤوليتها لانه لا مبرر لها.

وابدى عيسى «استعداد لبنان لاستقبال بعثة دولية لتحديد حصته من مياه الحاصباني والوزاني مع الاشارة الى انه وضعت دراسة في عام 1953 من قبل هيئة جونستون الاميركية التي كلفها لبنان رسمياً وقدرت حصته آنذاك بـ35 مليون متر مكعب».

وذكر السفير الروسي بوريس بولوتين عقب الاجتماع ان سفراء الدول الخمس الكبرى استمعوا الى قلق لبنان نتيجة التوتر حول مياه الوزاني والحاصباني. وقال: «سنبلغ الى حكومات دولنا هذا الموضوع. وان التوتر يثير القلق. ومن الضروري حل النزاع القائم بالوسائل السلمية والدبلوماسية وعلى اساس مبادئ الشرعية الدولية».

وتعقد الثلاثاء المقبل في البرلمان اللبناني جلسة للجنة الطاقة والمياه للبحث في مشروع ضخ مياه نبع الوزاني وحق لبنان القانوني بمواجهة التهديدات الاسرائيلية.