اللقاء التضامني اللبناني مع سورية يدعو أميركا إلى «محاسبة» إسرائيل عن جرائم القتل الجماعية

TT

انعقد في بيروت امس لقاء حاشد للتضامن مع سورية رفضاً لمشروع قانون «محاسبة سورية» في الكونغرس الاميركي. وقد اعتبر المشاركون في اللقاء ان المشروع «يهدف للثأر من لبنان وسورية». واكدوا «التمسك بوحدة المسار والمصير بين لبنان وسورية... وحق لبنان وفلسطين في المقاومة والانتفاضة وحق سورية في استرجاع كامل اراضيها المحتلة في الجولان».

وألقى 23 خطيباً كلمات مؤيدة لسورية ورافضة للمشروع، في مقدمهم ممثلون عن رئيس الجمهورية اميل لحود ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة رفيق الحريري ونواب ومرجعيات دينية واحزاب.

وألقى وزير الداخلية الياس المر كلمة رئيس الجمهورية فاعتبر ان «التهديد بمحاسبة سورية تهديد بمحاسبة لبنان ايضاً». وقال: «نحن ما تعوّدنا ان نهاب تهديداً او وعيداً. من يحاسب من؟ أيحاسب صاحب الحق ويكافأ المجرم المحتل؟ من يواصل مسلسل قتل الابرياء في فلسطين؟ من قتل الاطفال اللبنانيين في قانا؟ من يرفض السلام العادل الشامل؟ نعم، نحن مع مشروع للمحاسبة، ولكن لمحاسبة اسرائيل على جرائم القتل الجماعية التي ترتكبها ضد الشعب الفلسطيني. نحن مع مشروع محاسبة اسرائيل على المجازر التي ارتكبتها في لبنان، على رفضها تنفيذ قرارات الامم المتحدة، على استمرارها في احتلال الاراضي العربية من مزارع شبعا الى الجولان، الى فلسطين. وبالتأكيد نحن ضد محاسبة سورية. سورية بتضحياتها وثوابتها النضالية هي رمز للكرامة العربية وقلعة للدفاع عن الحقوق العربية. ولا يمكن لاي عربي ان يقبل المسّ بهذا الرمز وهذه القلعة».

وسأل النائب ايوب حميدا. الذي ألقى كلمة رئيس مجلس النواب ـ «اولئك الذين يحملون الهوية اللبنانية ويزعمون انهم يعملون من اجل السياسة اللبنانية والمصلحة اللبنانية، وهم اليوم في اميركا: لو كانت سورية مهادنة لاسرائيل هل يُسمح بخدمة لبنان بهذا الشكل على حساب سورية؟» مشيراً الى ان «الجواب الطبيعي هو لا كبيرة لانه بالنسبة لاميركا لا يمكن ان تقدم خدمة لبنان على مصلحة اسرائيل. ونستنتج ونخلص الى ان اولئك انما يخدمون اسرائيل بقصد او بغير قصد وهنا المصيبة اعظم».

وألقى وزير العمل علي قانصو كلمة رئيس الحكومة رفيق الحريري فقال: «من المفارقات المرة ان تنجح المؤامرات الاميركية واسرائيل لخلق دفرسوارات في الساحة اللبنانية من خلال امتطاء بعض القوى والشخصيات السياسية التي تسعى خلف مصالحها الضيقة وغرائزها الطائفية لتشكل من حين لآخر او لتحاول ان تشكل خرقاً اميركياً - اسرائيلياً في الساحة اللبنانية، تمثل ذلك في لقاء مؤتمر لوس انجليس».

وألقى الشيخ هشام خليفة كلمة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني، فاعتبر «ان العدو الصهيوني يحاول في اميركا فيحرك اللوبي الصهيوني قواه ونفوذه في اميركا للنيل من سورية» مشيراً الى ان السبب هو ان «سورية بهذا الحجم والقوة في هذا المحيط المستسلم».

وألقى النائب انطوان حداد كلمة «اللقاء التشاوري» الذي يضم النواب المسيحيين الموالين، مبدياً تمسكه بالثوابت الوطنية «التي في طليعتها العيش المشترك وتلازم المسار والمصير مع سورية» ومؤكداً ان اللقاء «يتضامن مع سورية بمواجهة هذا القانون لمحاسبتها في الكونغرس الاميركي والذي يقف وراءه اللوبي الصهيوني ويدين كل من روج له ان في لوس انجليس او في مهرجان انطلياس». والقى النائب محمد رعد كلمة كتلة «الوفاء للمقاومة» التي تضم «حزب الله» وحلفاءه، فقال: «ان كل محاولة انى كان مصدرها واياً كانت ساحتها تستهدف النيل من سورية بهدف الاساءة الى موقعها ودورها او اضعاف ارادة الصمود لديها او استفرادها او تفكيك وحدة المصير بينها وبين لبنان هي محاولة عدوانية مدانة نجد انفسنا جميعاً معنيين بالتصدي لها وقطع الطريق عليها».

واكد رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» كريم بقرادوني: «ان الكتائب مع سورية، لان سورية مع وحدة لبنان وعروبته وتحريره، ومع استقلاله وسيادته ونظام الحريات فيه. وضد اسرائيل لانها مع تقسيم دولة لبنان الكبير وكل دول الشرق الاوسط، وتجهد في هدم النموذج اللبناني ورسالته المميزة في التفاعل بين المسيحيين والمسلمين».

والقى عضو اللجنة المركزية في حزب الطاشناق استيبان دريدروسيان كلمة الاحزاب والقوى اللبنانية فرأى ان «مشروع محاسبة سورية هو مشروع فتنة موجهة ضد السلم الاهلي في لبنان». والقى الرائد المتقاعد فؤاد مالك كلمة جناحه في «القوات اللبنانبة»، وقال: «ان اللبنانيين عموماً والمسيحيين خصوصاً يرون في تأييد البعض القليل لمشروع قانون محاسبة سورية في الكونغرس مغامرة لا تمت بصلة الى الاخلاقيات السياسية التي تطبع اللبنانيين».

ورأى النائب باسم يموت ان مشروع الكونغرس الاميركي «موجه ضد سورية بقدر ما هو موجه ضد لبنان وضد كل عربي شريف مؤمن بعروبته» واعتبر النائب ناصر قنديل ان «خطورة هذا المشروع لا تتأتى من سياقه الهادف الى اضعاف سورية وبالتالي معاقبتها على دعمها للمقاومة في لبنان والانتفاضة في فلسطين بل لان هذا المشروع الهادف للضغط على سورية، هو مشروع اعلان الانتداب الاميركي على لبنان».

ووجهت امانة السر في اللقاء التضامني مع سورية وانفاذاً لقرارات وتوصيات اللقاء برقيتين الى الرئيس اللبناني اميل لحود والرئيس السوري بشار الاسد اكدت فيها «الرفض المطلق لمشروع قانون محاسبة سورية على انه شكل من اشكال الاعتداء المباشر على كل من لبنان وسورية والامة العربية جمعاء». وعند السادسة مساء عقد لقاء تضامني آخر مع سورية بدعوة من الرابطة الثقافية في طرابلس.