الحص: بأي حق تحاسب الولايات المتحدة سورية وإذا كان لها شكوى ضدها فلتقدمها للأمم المتحدة

TT

وصف الرئيس السابق للحكومة اللبنانية سليم الحص تنصيب الولايات المتحدة نفسها «سيدة للنظام العالمي الجديد» بأنه «عربدة القوة الطاغية». وتساءل: «بأي حق تحاسب اميركا سورية؟ ومن يحاسب اميركا على دعمها الاعمى لاسرائيل في رفضها قرارات الامم المتحدة واستمرار عدوانها على الشعب الفلسطيني؟». واعتبر ان قانون محاسبة سورية اذا اقر في الكونغرس الاميركي «سيشكل سابقة خطيرة جداً في مسار النظام العالمي الجديد».

وقال الحص امس: «بأي حق تحاسب اميركا سورية؟ هل يكون ذلك من موقع الديان الذي انتحلته اميركا لنفسها في النظام العالمي بفعل قوتها العسكرية والاقتصادية الطاغية في العالم؟ اذا كان لدى اميركا شكوى ضد سورية، أليس من الطبيعي في منطق العلاقات الدولية ان تتقدم بهذه الشكوى امام الامم المتحدة وتحديداً مجلس الامن؟ فما هو مبرر وجود الامم المتحدة ومجلس امنها اذا كانت اميركا تحتفظ لنفسها بحق محاسبة الدول؟ واذا كان موضوع الوجود السوري في لبنان من المواضيع التي يتناولها مشروع القانون الاميركي، الا يعد ذلك من باب التدخل الاميركي في شؤون لبنان الداخلية؟».

واضاف: «ثم اذا كانت اميركا ستحاسب سورية، فمن الذي سيحاسب اميركا، ومن الذي يحاسب اسرائيل؟ ان اسرائيل تتحدى الامم المتحدة برفض قراراتها التي تقضي بانسحابها الى ما وراء خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1976 وترتكب يومياً جرائم منكرة في حق الانسانية في فلسطين. وتخرق اتفاقية جنيف في تصرفاتها داخل الاراضي المحتلة. وقد رفضت دعوة الرئيس الاميركي نفسه للانسحاب من المناطق التي اجتاحتها خلال الاشهر الاخيرة. فمن يحاسب اسرائيل؟ فبدلاً من محاسبة اسرائيل على كل ذلك، لا تتوانى اميركا عن اغداق المساعدات المالية عليها واحاطتها بكل الدعم السياسي والدبلوماسي وتزويدها الاسلحة المتطورة». وافاد الحص: «اننا لا نرى تفسيراً لتنصيب اميركا نفسها سيدة النظام العالمي مع وجود الامم المتحدة ومجلس امنها. انها عربدة القوة، قوة اميركا الطاغية اقتصادياً وعسكرياً وبالتالي سياسياً. انها تنادي دولياً بالحرية والعدالة وحق الشعوب في تقرير مصيرها، ولا تتورع عن اهدار كل هذه القيم في تعاطيها مع قضية الشرق الاوسط».