مباحثات الرئيسين مبارك وميغاواتي تؤكد دور الأمم المتحدة في قضية العراق

TT

أكد اسامة الباز المستشار السياسي للرئيس المصري ان مباحثات الرئيس حسني مبارك مع رئيسة اندونيسيا ميغاواتي سوكارنوبوتري خلال لقائهما أمس بالقاهرة اظهرت تشابها في وجهات النظر بين البلدين بشأن العديد من القضايا الدولية والاقليمية في الشرق الاوسط وآسيا. وقال الباز ان المباحثات تركزت أساسا على القضايا الملحة والأماكن الملتهبة مثل الوضع في الاراضي الفلسطينية والممارسات والسياسات الاسرائيلية، والعراق والسودان. وحول موضوع العراق قال الباز ان «مصر واندونيسيا تريان انه ليس من اختصاص دولة واحدة أو تجمع دولي معين السعي الى تغيير نظام الحكم في بلد ما». واوضح انهما متفقان على ضرورة قيام الأمم المتحدة بدور «التحقق من عدم تطوير العراق أو حيازته مجددا لأي مواد تستخدم في صناعة أسلحة الدمار الشامل أو اثبات وجود أي برنامج لانتاج اسلحة دمار شامل كيماوية أو بيولوجية». واضاف الباز «لا يصح اطلاقا ان يترك المجتمع الدولي لمجموعة من الدول الحق في معاقبة العراق أو القيام بعمليات عسكرية فيه دون موافقة من الامم المتحدة».

وحول الاستعدادات من جانب الولايات المتحدة لضرب العراق قال الباز «ربما كانت الادارة الاميركية تعد لتوجيه ضربة ضد العراق غير انه لا يصح علينا أن نأخذ ذلك على انه قضية مسلم بها وانه أمر واقع لا محالة». وحول تضاؤل فرصة اجراء انتخابات فلسطينية في ظل اصرار اسرائيل على عدم الانسحاب من الاراضي الفلسطينية قال الباز ان «الاسرائيليين يخطرون الولايات المتحدة بأنهم لن يتعرضوا لعملية الانتخابات ولكن الواقع على الارض ينبئ بأنه لن يكون هناك مناخ مناسب لاجراء عملية الاقتراع، وبالتالي مطلوب من اسرائيل تصفية احتلالها للاراضي التي أعادت احتلالها وانهاء العمليات التعسفية التي تقوم بها، خاصة القيود التي تفرضها على التنقل وضرورة رفع حظر التجول واتاحة الفرصة للأجهزة الأمنية الفلسطينية ان تمارس عملها».

ورداً على سؤال عما اذا كانت المباحثات المصرية الاندونيسية قد تطرقت الى التعاون بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب، وصف الباز التعاون بين القاهرة وجاكرتا في هذا المجال بأنه الأفضل من نوعه، مشيرا الى ان اندونيسيا من البلدان التي عانت من الإرهاب كثيرا. وقال ان المباحثات المصرية ـ الاندونيسية شملت قضية التعاون في مكافحة الإرهاب، إلا انها لم تكن القضية الرئيسية لان القمة تناولت القضايا السياسية على مستوى الرئيسين وقام المسؤولين بتبادل الرأي حول كيفية الاستمرار في هذا التعاون من خلال جمع المعلومات وتبادلها وتحليلها وتدفق الأموال على التنظيمات والجماعات المتطرفة.

وأكد الدكتور الباز ان مصر واندونيسيا لا تواجهان حاليا خطر الإرهاب، مشيرا الى ان الدولتين قد عانتا في الماضي من ذلك الخطر وقامتا بمكافحته، وانهما الآن يناقشان طرق ووسائل تحسين قدراتهما في التعامل مع هذه الظاهرة على الصعيدين الداخلي والخارجي. ورداً على سؤال عما اذا كانت مصر واندونيسيا قد حققتا نجاحا في مجال القبض على الإرهابيين خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر (ايلول) 2001 قال الباز «كان لدى مصر الكثير من المعلومات ارسلتها للدول الصديقة في المنطقة ولأوروبا والولايات المتحدة أيضا حول موضوع الارهاب، لكن اصدقاءنا في الولايات المتحدة في ذلك الحين لم يبدوا أي تعاون ولم يصدقوا حتى ما نقلناه لهم من معلومات، وتساءلوا عن دوافعنا في الوقت الذي كنا نريد فيه ان نجعلهم على وعي بالمخاطر التي تشكلها هذه الجماعات المتطرفة». وقال الدكتور الباز ان «ما حدث بعد ذلك هو ان معظم ما كشفناه قد ثبتت صحته فلجأوا إلينا مرة أخرى وطالبوا بالمعلومات وكيفية تحويل الأموال الى الدول الأوروبية». ورداً على سؤال حول هوية الاشخاص الذين تم اعتقالهم أو العمليات التي تم كشفها قبل وقوعها أكد الدكتور الباز انه لا يريد التطرق الى التفاصيل، مشيرا الى ان هذه الدول ترغب في «أن تحافظ على سرية المعلومات التي لديها».