الأمير بندر بن سلطان يحذر من تحويل نزاع عائلي بين سعوديين ومطلقاتهم الأميركيات إلى «كرة قدم سياسية» لتحقيق أهداف الشهرة

TT

حذر الامير بندر بن سلطان بن عبد العزيز سفير خادم الحرمين الشريفين في واشنطن من تحويل ملف النزاع العائلي على حضانة الابناء، بين سعوديين ومطلقاتهم الاميركيات، الى «كرة قدم سياسية» لتحقيق الشهرة، معرباً عن استغرابه مما نسب الى زيارة السيناتور الاميركي دان بيرتن الى السعودية، حيث تبنى بيرتن مهمة حل النزاع وزار جدة والرياض الاسبوع الماضي برفقة 5 اعضاء آخرين من الكونغرس، والتقوا ببعض الازواج والابناء محل النزاع.

وللمرة الاولى، كشف الامير بندر في بيان وجهه الى صحيفة «وول ستريت جورنال» الاميركية وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، عن وجود حالات اختطاف لابناء من الاراضي السعودية اقترفها اولياء امور اميركيون، ضاربين عرض الحائط بأحكام قضائية شرعية صدرت عن المحاكم السعودية. واكد الامير بندر ان حكومة بلاده تسعى لايجاد حل لهذه الحالات، مستعينة بالحكومة الاميركية.

واكد السفير السعودي في بيانه، ان هناك الكثير من الخلط وسوء الفهم لدى الاوساط الاميركية فيما يتعلق باتهامات المطلقات الاميركيات من السعوديين، مشددا على رفضه لما يروجه البعض من اتهام بلاده بأنها تحتجز مواطنين اميركيين ضد ارادتهم.

يأتي ذلك في اشارة الى الحملة الاعلامية الضارية التي تشنها وسائل اعلام اميركية، مستخدمة اتهامات المطلقات لأزواجهن بخطف ابنائهن بالاضافة الى تصريحات سياسيين اميركيين التقطوا موجة النزاع ووظفوها سياسيا للاستفادة من التعاطف المشوش مع القضية، لصالح حملاتهم الانتخابية المقبلة بعد اقل من شهر ونصف الشهر.

وقال الامير بندر ان «تحويل الموضوع الى كرة قدم سياسية من اجل الشهرة يحجب الحقيقة ويعقد المسار نحو ايجاد الحلول».

وكانت «الشرق الأوسط» قد تابعت زيارة النائب دان بيرتن الذي ترأس وفد الكونغرس، ونتج عن زيارته الالتقاء ببعض الابناء محل النزاع وبعض الازواج. وكان بيرتن قد خصص في ابريل (نيسان) الماضي جلسة استماع في الكونغرس لأقوال بات روش، مطلقة السعودي خالد الغشيان والتي تتهم زوجها السابق بخطف ابنتيها، عالية (23 عاما) وعائشة (20 عاما) منذ اكثر من 17 عاما، وهو الموضوع الذي اغلق قبل يومين باعلان دبلوماسيين اميركيين ان الابنتين اكدتا لمسؤولين في السفارة الاميركية في لندن رغبتهما القاطعة بعدم الالتقاء بوالدتهما او الاتصال بها، او حتى زيارة الولايات المتحدة. وفي الوقت الذي وصف فيه الامير بندر، عملية نزع اي طفل من والديه او احدهما بأنها مأساة انسانية، شدد على انه لا ينبغي استخدامها لتحقيق اغراض سياسية.

وفي لقاء غير رسمي، اشارت له «الشرق الأوسط» في حينه اقترح الامير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي خلال استقباله بيرتن في جدة اقرار «معاهدة دولية لمشاكل اطفال الزيجات المختلطة».

وهنا اكد الامير بندر، استغرابه من «الاشياء الكثيرة التي نسبت الى زيارة وفد الكونغرس، ولا تعكس ابداً المناقشات الحقيقية التي تمت خلال الاجتماع مع وزير الخارجية» السعودي. واكد الامير بندر ان الاجتماع اعتبر من الطرفين بداية لايجاد نهاية لتلك المأساة، عبر تقديم الجانبين حلولاً عملية يمكن تطبيقها، وتلبي حقوق كلا الوالدين وتحمي حقوق الاطفال الذين هم الضحايا الحقيقيون في تلك القضايا، وفق تعبير البيان.

والجدير بالذكر، ان الحكومتين السعودية والاميركية، اكدتا رسميا ولأكثر من مرة انهما لا تتدخلان في نزاعات عائلية بين رعاياهما، بيد ان ارتفاع وتيرة الخلاف بين الازواج ومطلقاتهم من كلا الجنسيتين بدأ يجبر الحكومتين على التدخل بصفة وسيط، حسبما اتضح من تداعيات القضية خلال الشهور القليلة الماضية.

وفي هذا الاتجاه، اشار الامير بندر الى ان البلدين «احرزا تقدما حقيقيا نحو حل 12 قضية».