بدء العد التنازلي لكشف أسرار الهرم الأكبر باستخدام روبوت صغير

TT

بدأ العد التنازلي لكشف اسرار الهرم الاكبر المشيد فوق هضبة الجيزة (مصر) منذ 4500 سنة، وسيتابع مشاهدو التلفزيون في جميع انحاء العالم يوم الثلاثاء المقبل رحلة روبوت صغير في الممر الضيق بغرفة دفن الملكة بهرم خوفو التي لم تكشف عن اسرارها بعد، واستخدم مثيل لهذا الروبوت للكشف عن احياء بين ركام برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك بعد تعرضهما للهجمات الارهابية في 11 سبتمبر (ايلول) الماضي. وستجري عملية الاكتشافات الجديدة تحت اشراف علماء الجمعية الجغرافية الاميركية بالتعاون والتنسيق مع هيئة الاثار المصرية وامينها العام الدكتور زاهي حواس. وكان العالم البريطاني واينمان ديكسون اول من اكتشف الممرين الضيقين في الجهتين الجنوبية والشمالية من غرفة الملكة عام 1872، وبعد ذلك بـ120 عاما نجح المهندس الالماني رودلف جاتنبرج عام 1993 في استخدام روبوت مزود بكاميرا فيديو لمحاولة الكشف عن اسرار الممرين الضيقين، الا ان الروبوت لم يستطع الالتفاف، غير انه صور بابا حجريا في نهاية الممر علقت به قطعتان معدنيتان. ويأمل علماء المصريات ان تؤدي الفجوات غير المكتشفة الى مقابر ملكية سلمت حتى الآن من السرقة، وصمم الروبوت الذي اطلق عليه اسم «بيراميد روفر» باحثون من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وهو يشبه الدبابة وطوله 30 سم وعرضه 12 سم، لكن ارتفاعه يتراوح بين 11 سم و28 سم، ويتحرك ملاصقا لأرض وسقف الممر الضيق، كما انه مزود بخمس كاميرات صغيرة. وسيشرف الدكتور زاهي حواس الامين العام لهيئة الاثار المصرية يوم 17 الشهر الجاري على التجربة. وستعتمد رحلة «بيراميد روفر» على ثقب صغير سيتم حفره في الباب الحجري وادخال كاميرا من الثقب لكشف العالم الخفي الذي لم يكتشف من قبل. وهناك اكثر من نظرية تدور بين علماء المصريات تتعلق بالفجوات منها نظرية تقول انها فجوات هوائية لتجديد الهواء في غرفتي الدفن داخل هرم خوفو، ورأي آخر يقول انها تتعلق بالطقوس الجنائزية، اذ يعتقد انها تسمح لروحي الملك والملكة بالخروج الى العالم الآخر.

وما تزال أهرام الجيزة في مصر، تشكل لغزاً محيراً للباحثين والعلماء، على الرغم من مرور آلاف السنين على بنائها. وهناك كثير من التساؤلات حول تقطيع ونقل ملايين الأطنان من الحجارة، وبناء أكبر معجزة معمارية عرفها التاريخ، لمجرد أن تصبح قبوراً للفراعنة، أم أن هناك سراً وراء هذه الصروح ما زال خافياً عنا، في انتظار كشف جديد يرفع عنه الستار. وقد ثار النزاع أخيرا بين اثنين من الباحثين، حول نظرية جديدة تقول بأن فكرة بناء الأهرام جاءت من عالم النجوم، على شكل نيزك سقط من السماء. ويعتقد الكثير من علماء المصريات ان الفجوات الضيقة بغرفة الملكة بهرم خوفو ستلقي كثيراً من الضوء على فترة بناء الاهرامات وجهة دقتها في الاتجاه نحو النجوم.