الرئيس الكيني يحصل على موافقة مبدئية لترتيب لقاء بين البشير وقرنق في نيروبي ومبعوثه الخاص يصل الخـرطوم خلال يومين

TT

علمت «الشرق الأوسط» من مصادر دبلوماسية مطلعة في نيروبي ان الرئيس الكيني دانيال اراب موي يجري حاليا ترتيبات لاستضافة لقاء هام يجمع بين الرئيس السوداني عمر البشير وزعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان الدكتور جون قرنق في العاصمة الكينية في محاولة جديدة لازالة الخلافات بين الجانبين والعودة الى طاولة المفاوضات.

واشارت المصادر الى ان مبعوثا خاصا من الرئيس الكيني هو الجنرال لازاراس سيمبويو سيصل الى الخرطوم خلال اليومين القادمين حاملا رسالة الى الرئيس البشير تتعلق بترتيبات اللقاء المرتقب. واشارت المصادر الى وجود موافقة مبدئية لدى الطرفين للاجتماع في نيروبي. وكشفت المصادر ان الرئيس الكيني يهدف من جمع الطرفين السودانيين الحصول على موافقتهما بوقف اطلاق النار خلال المفاوضات، والعودة بالامور الى طبيعتها قبل استيلاء الحركة الشعبية لمدينة توريت الاستراتيجية بالجنوب، وتهيئة اجواء المفاوضات واعطائها دفعة معنوية جديدة. وكشفت ايضا عن وجود ضغوط أميركية وبريطانية على الرئيس الكيني للعب دور اكثر ايجابية في المسألة السودانية من اجل الوصول الى سلام يكون ختاما لدورته الرئاسية الاخيرة التي تنتهي في ديسمبر (كانون الأول) المقبل، وتتويجا لحكمه الذي دام نحو 20 عاما. واكدت المصادر وجود تلميحات اميركية بترشيح الرئيس الكيني دانيال اراب موي لنيل جائزة نوبل للسلام في حالة تمكنه من تحقيق السلام في السودان. ويعد اللقاء بين البشير وقرنق في حالة اقامته الثاني بينهما خلال ثلاثة اشهر، وكان الجانبان التقيا في يونيو (حزيران) الماضي في كمبالا، بعد وساطة من الرئيس الاوغندي يوري موسيفيني، وكان ذلك اللقاء الأول بين الرجلين في تاريخهما. من جهة ثانية اكد نجيب الخير وزير الدولة بوزارة الخارجية السودانية لـ«الشرق الأوسط»، ان الخرطوم تشهد حاليا جهودا حثيثة ومكثفة تقوم بها الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي وبعض الدول التي لديها علاقات وثيقة مع الحركة الشعبية، للتوصل إلى صيغة تساعد على توفير اجواء مناسبة لاستئناف المفاوضات في ماشاكوس في اقرب وقت. واكد ان هؤلاء الوسطاء تفهموا طلب الحكومة الخاص بضرورة وقف كافة اشكال العدائيات قبل بدء المحادثات. واجرى نجيب الخير محادثات مع جيف ملينجتون القائم بالاعمال الاميركي في الخرطوم ومع مسؤولة بالخارجية البريطانية، ورئيس وفد الاتحاد الأوروبي بالخرطوم، بالاضافة الى السفير البريطاني والقائم بالاعمال الهولندي بالخرطوم. وقال انه اكد لهم ان الحكومة لن تعود الى طاولة المفاوضات. الا في ظل ترتيبات أمنية وعسكرية تسمح بوقف العدائيات ابان فترة المفاوضات.

واشار الى ان الوسطاء تفهموا هذا الطلب الحكومي، مشيرا الى ان بعضهم حدثه بان الحركة الشعبية دفعت كلفة سياسية باهظة لانتصارها العسكري في توريت. وقال الخير ان رئيس وفد الاتحاد الاوروبي السفير سافير مارشال غادر الى نيروبي امس للقاء وفد الحركة الشعبية لاستكمال مساعيه الوساطية. ورفض نجيب الخير التحدث عن تاريخ لعودة المفاوضات لكنه اشار الى وجود مؤشرات ايجابية يمكن ان تؤدي الى تذليل العقبات والعودة الى طاولة الحوار في ماشاكوس في وقت قصير. وقال المسؤول السوداني انه طالب الوسطاء بضرورة تهيئة الاجواء للعودة للمفاوضات للضغط على الحركة الشعبية والزامها بوقف القتال.