وزير خارجية قطر: سندرس بجدية أي طلب أميركي باستخدام قاعدة «العديد» ضد العراق

TT

اعلن الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني وزير خارجية قطر ان حكومته ستدرس جديا اي طلب من ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش لاستخدام قاعدة العديد الجوية القطرية لانطلاق الطائرات والقوات، واشار الى علاقات قطر «الخاصة للغاية مع الولايات المتحدة».

وكان الشيخ حمد يتحدث في لقاء في معهد بروكينغز والتقى بصفته الشخصية مع عدد من اعضاء لجنة العلاقات الدولية في مجلس النواب. وكانت القيادة المركزية الاميركية قد اعلنت يوم الاربعاء انها سترسل في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) 600 شخص من قيادتها في تامبا بولاية فلوريدا لاختبار المقر الذي يمكن استخدامه في الحرب ضد العراق.

وأكد الشيخ حمد ان الولايات المتحدة لم تطلب بعد «السماح بهجوم من قطر على العراق. واذا طلبوا فسندرس الامر بجدية، ولكن في الوقت الراهن لا يوجد اي قرار، لعدم وجود طلب».

وقال الشيخ حمد انه التقى مؤخرا مع الرئيس العراقي صدام حسين. وانه ابلغه، في محاولة لتجنب حرب في المنطقة، بضرورة السماح لمفتشي الاسلحة التابعين للامم المتحدة بدخول العراق بدون اية شروط.

غير ان الشيخ حمد اوضح ان صدام حسين لا يساوره الشك في أين التعاطف القطري في حالة نشوب نزاع مع الولايات المتحدة. «يعرف العراقيون اننا على علاقة في غاية الخصوصية مع الولايات المتحدة. وليس الامر سرا ان القوات الاميركية موجودة بالفعل في قاعدة العديد».

وفي الوقت الذي ذكر فيه البنتاغون ان سفر 600 عسكري أميركي الى قطر في شهر نوفمبر القادم هو للمشاركة في مناورات نصف سنوية تستمر لمدة اسبوع، فقد اعترف ان بعض افراد هذه القوة، إن لم تكن كل القيادة المركزية يمكن ان تبقى في الخليج اذا قاربت الحرب ضد العراق، وقد انفق البنتاغون معظم شهور العام الحالي في توسيع وجوده في العديد، وهي قاعدة تبعد 400 ميل من الحدود الجنوبية للعراق و 710 اميال من بغداد. ويوجد بها ممر يصل طوله الى 15 الف قدم وهو قادر على التعامل مع جميع انواع الطائرات الاميركية.

وقال كينيث بولاك مدير الابحاث في مركز سابن لسياسة الشرق الاوسط في مركز بروكينغز ان القطريين يعتبرون علاقاتهم بالولايات المتحدة مهمة الى درجة انهم «سيترددون جدا جدا في رفض التعامل معنا»، اذا طلب الاميركيون السماح بمهاجمة العراق من القواعد الواقعة في اراضيهم.

غير انه اوضح ان القطريين لا يزالون في موقف غير سهل، «فهم يفضلون الا نفعل ذلك الان، واعتقد انهم يشعرون بتوتر شديد بخصوص المضمون السياسي الذي يمكن ان يقع فيه الهجوم ـ ما اذا كان الفلسطينيون والاسرائيليون في صراع ام لا».

وقال بولاك ان «القطريين يقدرون علاقتهم مع السعودية، ولا يريدون ان تشن الولايات المتحدة هجوما على العراق بدون قبول السعوديين».

واضاف بولاك «ان السعوديين يشعرون بقلق بخصوص وضع العنف بين الفلسطينيين والاسرائيليين وما يعتبرونه عجزنا. غير ان الشائعات عن تدهور العلاقة السعودية ـ الاميركية كانت مبالغة بدرجة كبيرة». تجدر الاشارة الى ان بولاك كان محللاً سابقا بوكالة الاستخبارات المركزية، وعمل في مجلس الامن القومي الأميركي في ادارة الرئيس السابق بيل كلينتون.

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»