إدريس البصري يتراجع عن الترشح للانتخابات التشريعية المغربية

TT

تراجع ادريس البصري وزير الداخلية المغربي الأسبق عن الترشح للانتخابات في المغرب. وقالت مصادر حزبية إن البصري كان يعتزم ترشيح نفسه في مدينة سطات مسقط رأسه والتي أصبحت تضم طبقاً للتوزيع الجديد اربعة مقاعد لكنه تراجع عن ذلك. ولم يتسن الاتصال بالبصري للتعليق على هذه الانباء اذ أن ارقام هواتف منزله في الرباط لم تكن ترد.

وقالت المصادر إن البصري كان قد نقل اسمه من اللوائح الانتخابية من حي السويسي في الرباط الى مدينة سطات (80 كيلومتراً جنوب الدار البيضاء) استعداداً لترشيح نفسه في الانتخابات، حيث يتيح القانون ان يتسجل الناخبون إما في مكان سكنهم أو في مسقط رأسهم، كما انه دأب على الانتقال الى سطات مرتين في الاسبوع لعقد اجتماعات مع مجموعة من الأشخاص كان من المفترض ان يشاركوا في حملته الانتخابية. ولم تقدم المصادر تفسيراً للأسباب التي دعت البصري الى التراجع لكنها اشارت الى أن تغييرات عرفتها جمعية الشاوية، وهي جمعية كانت تحظى بدعم قوي من طرف البصري ابان توليه وزارة الداخلية، اي عندما كان يتمتع بنفوذ كاسح، ربما أدت الى تراجع البصري عن ترشيح نفسه.

وأوضحت المصادر أن مكتب الجمعية التي تنشط في المجالات الاجتماعية والتنموية والثقافية استبدل بمكتب جديد، وكان يتولى رئاسة هذه الجمعية التي تحمل اسم الأقليم الذي تعد سطات أكبر حواضره، مصطفى أمهال وتم استبداله بشخص آخر هو محمد فرحات. ولم يعرف اسم الحزب الذي كان سيترشح باسمه البصري أو اذا كان قد اجرى بالفعل اتصالات في هذا الصدد ويرجح انه كان سيترشح كمستقل، وفي هذا السياق تجدر الاشارة الى ان شقيقاً للبصري يدعى محمد البصري كان نائباً عن المدينة نفسها في مجلس النواب باسم حزب الاتحاد الدستوري.

وكانت بعض التكهنات تشير الى أن البصري ربما سيؤسس حزباً، لكن بعض المصادر ترى أن تلك الأخبار لا تعدو أن تكون بمثابة بالونات اختبار تطلقها أوساطه. تجدر الاشارة الى ان البصري كانت توجه اليه باستمرار انتقادات بانه شجع على خلق عدة أحزاب كما عمل كذلك على خلق انقسامات داخل أحزاب اخرى في مساع لم تهدأ للتحكم في الساحة السياسية والحزبية في المغرب.

وكان ترشيح البصري اذا تم سيثير فضول المتابعين للانتخابات خصوصاً أن احزاب المعارضة كانت توجه له اتهامات بالتلاعب بنتائج الانتخابات طوال ربع قرن ظل فيها الوزير الأوسع نفوذاً داخل الدولة المغربية.

يشار الى ان البصري كان في حالة ترشحه في سطات سيواجه عبد الهادي خيرات وهو عضو في المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية (يقود لائحة الحزب في سطات)، وكان خيرات قد ارتبط اسمه بأزمة وقعت بين الاتحاد الاشتراكي وادريس البصري عندما وجه في البرلمان في مطلع التسعينات انتقادات لاذعة ومريرة لوزارة الداخلية ولعمال الأقاليم (المحافظين) التابعين للوزارة، مشيراً الى أنهم بمثابة حكام ديكتاتوريين في أقاليمهم، وأضطر الاتحاد الاشتراكي يومئذ الى تقديم اعتذار رسمي بشأن اللهجة التي استعملها خيرات في مداخلته البرلمانية. الى ذلك تجدر الاشارة الى أن بعض الشخصيات النافذة في عهد ادريس البصري ترشحت لهذه الانتخابات وقد تأكد أمس (الجمعة) على سبيل المثال حيث فتح باب الترشيح، ان حمودة القايد الذي شغل منصب والي مدينة الدار البيضاء ترشح في مدينة بن سليمان (40 كيلومتراً جنوب الرباط) باسم الحزب الوطني الديمقراطي (معارضة برلمانية).