حزب الطليعة المغربي المعارض يتوقع قيام بعض المرشحين بعمليات تزوير

TT

توقع حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي المعارض حدوث عمليات تزوير في الانتخابات التشريعية التي ستجري في السابع والعشرين من الشهر الحالي، مشيراً الى أن عملية شراء أصوات من طرف بعض المرشحين تتم حالياً، كما أن بعض المرشحين لجأوا الى تقديم رشاوى حتى يتم ترتيبهم في رأس قائمة لوائح المرشحين.

بيد أن الحزب الذي دأب على توجيه انتقادات شديدة لوزارة الداخلية بدا أكثر اعتدالاً خلال مؤتمر صحافي عقدته قيادته امس في الرباط قبل يوم واحد من بدء الحملة الانتخابية. وقال احمد بن جلون الامين العام للحزب «إننا لا نشكك في النوايا الطيبة لادريس جطو (وزير الداخلية) لكن الأمر يتعلق ببنية ادارية موروثة..لقد تعهد الملك الراحل الحسن الثاني من قبل أن يضع ثقله حتى لا تتم عملية تزوير الانتخابات ورغم ذلك تم تزويرها» على حد قوله. ولام بن جلون الوزير جطو لأنه لم يطرق باب حزب الطليعة كما فعل مع الأحزاب الأخرى. وزاد قائلاً «كنا نتوقع أن يتصل بنا...لا أن يطلب منا فقط تحديد رمز انتخابي فقط وكأن المطلوب ان نقول إننا اخترنا نملة أو نحلة شعاراً وينتهي الأمر عند هذا الحد».

وقال بن جلون إن الحزب سيبدأ حملة تدعو الناخبين الى مقاطعة الانتخابات بكل الوسائل، مشيراً الى أن صحيفة «الطريق» التي توقفت في وقت سابق لأسباب مالية ستعاود الصدور، لكنه لم يحدد تاريخاً مضبوطاً لذلك.

وأوضح أن الحزب بدأ في تلقي معلومات من الأقاليم حول بعض الخروقات بيد أنه لم يحدد طبيعتها لكنه قال إن عدداً كبيراً من المرشحين ينظمون ولائم لإغراء الناخبين، وتابع ساخراً «أصبحوا يستغلون حتى مناسبات اعياد الميلاد التي تقام هذه الايام بلا حساب لشراء اصوات الناخبين وكأن جميع المغاربة ولدوا في شهر سبتمبر»، وانتقد بن جلون الحكومة الحالية. وقال إنها لا تمثل سوى 17 بالمائة من الناخبين طبقاً للأرقام الرسمية «مما يجعلها تفتقد الى الشرعية الديمقراطية التي تؤهلها لتنظيم انتخابات حرة ونزيهة وديمقراطية». بيد أن بن جلون قال إن حزبه ليس ضد الانتخابات بصفة مطلقة لكنه ضد التزوير وتزييف ارادة الناخبين، لذلك كان قد طالب بتأجيل الانتخابات وتشكيل حكومة وطنية للأشراف عليها، لكن لم يتم الالتفات لهذا الطلب.

وتطرق بن جلون الذي كان يتحدث في قاعة متواضعة داخل المقر الرئيسي للحزب في حي المحيط الشعبي في الرباط رفعت فيها صور المهدي بن بركة وعمر بن جلون وتشي غيفارا، عن موقف بعض الفصائل السياسية الاخرى التي قاطعت الانتخابات. وقال «لا يمكن مقارنة موقفنا المقاطع للانتخابات بموقف جماعة العدل والاحسان (الأصولية)... اسباب المقاطعة متباينة».

ورفض بن جلون أن يكون سبب مقاطعة الانتخابات هو ضعف البنية التنظيمية للحزب الذي كان تأسس نتيجة انشقاق في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في الثامن من مايو (آيار) .1983 وقال «حزبنا وتنظيماتنا موجودة في كل مكان.. وهم يعرفون ذلك».