إسماعيل العلوي: نأمل في «طي صفحة اتسمت بالخروقات»

حزب التقدم والاشتراكية يقدم 287 مرشحا في 88 دائرة

TT

أكد إسماعيل العلوي، أمين عام حزب «التقدم والاشتراكية»، أن الحملة الانتخابية التي تنطلق اليوم، ستمكن من طي صفحة من تاريخ المغرب السياسي، قال عنها إنها اتسمت بـ« الخروقات». معربا عن الأمل في فتح صفحة جديدة تفرز «بزوغ قيم أساسية لتطوير المغرب، وظهور نخب جديدة قادرة على دفع البلاد إلى الأمام وإسعاد الشعب».

وتوقع العلوي، في لقاء نظمه الحزب أمس في الرباط لتقديم مرشحيه، أن تكون هذه الاستحقاقات مناسبة لإفراز غالبية قوية منسجمة، تؤمن بما تصرح به، وتجتهد لتحقيق ذلك، وقادرة على تشكيل حكومة أكثر نجاعة من الحكومة الحالية.

وأوضح أن المعايير التي تحكمت في اختيار مرشحي «التقدم والاشتراكية» تركزت بدرجة خاصة على النزاهة والاستقامة والكفاءة والاندماج الكلي في الدوائر التي يترشحون لتمثيلها. إضافة إلى معيار المسؤولية التي يجب أن يتحلى بها المرشح. مضيفا أن الحزب طلب اقتراحات الفروع لتدرسها اللجان الجهوية وترفعها بدورها إلى اللجنة المركزية التي بتت في هذه اللوائح.

وقال العلوي إن حزبه يقدم مرشحين في 88 دائرة انتخابية من أصل 91، موضحا أنه لم يقدم مرشحين في ثلاث دوائر نزولا عند ما يعتبره أساسيا في التصرف السياسي، وهو التخلي للحلفاء السياسيين الذين يعتمدون المعاملة بالمثل. وبذلك لم يقدم الحزب مرشحا في دائرة شتوكة آيت باها لفائدة محمد بن سعيد آيت يدر أمين عام «اليسار الاشتراكي الموحد»، وفي سياق التحالف مع الحزب «الاشتراكي الديمقراطي» لم يقدم الحزب أي مرشح في دائرتي الخميسات (شرق الرباط) وأوسرد (جنوب البلاد).

ويدخل حزب «التقدم والاشتراكية» هذه الانتخابات بمجموع 287 مرشحا، من بينهم 17 مرشحة، تحتل واحدة منهن رأس إحدى اللوائح الانتخابية في الدار البيضاء. وأكد العلوي أن عدد النساء المرشحات باسم حزبه جاء دون ما كان يطمح إليه. وعزا ذلك الى «الظروف التي لم تساعد» دون تحديد هذه الظروف، مؤكدا أن هذا «أمر لا يشرف الحزب مقارنة مع ما يطمح إليه وما تستحقه منتسباته».علما أن هذا الحزب، بواسطة وزيره السابق، سعيد السعدي، هو صاحب «الخطة الوطنية لإدماج المرأة في التنمية» التي أثارت جدلا واسعا في المغرب. كما أن الحزب في هذه الانتخابات يرفع شعار «لا تقدم دون نساء».

وبخصوص اللائحة الوطنية للنساء يلاحظ أن حصة الأسد كانت من نصيب نساء الرباط وسلا اللائي بلغ عددهن 12 من أصل 30، وجاءت بعدهن نساء الدار البيضاء بأربع مرشحات، ثم منطقتا الشمال ومكناس - تافيلالت بثلاث مرشحات لكل منهما. ومن حيث السن يلاحظ أن الغالبية بين هؤلاء النساء هي للشريحة العمرية التي تتراوح بين 45 و55 سنة، تليها الشريحة ما بين 25 و35 سنة. ومن حيث المهن فالغالبية لنساء التعليم، تليهن الموظفات ومالكات الشركات والعاملات في المجال الطبي.

ويرتكز البرنامج الانتخابي للحزب على خمسة مرتكزات، تتمثل في الجانب السياسي والجانب الاقتصادي وتشغيل الشباب والقضايا الاجتماعية إضافة إلى التأكيد على القيم التي يلتزم بها الحزب في ممارساته اليومية.

وكشف إسماعيل العلوي أن هناك انفتاحا في مجال اختيار المرشحين، وأن بعضا ممن يترأسون لوائح «التقدم والاشتراكية» ليسوا منتسبين للحزب، ولكنهم متعاطفون معه، مقدرا نسبتهم الإجمالية في حدود 10 في المائة.

واعتبر العلوي أن قبول ترشيحات أشخاص كانوا في هيئات سياسية أخرى لا يعتبر ظاهرة دالة كما يسعى البعض إلى تقديمها، مشيرا الى أن الساحة السياسية في المغرب ما زالت قيد التشكيل، وهو ما يفسر عملية الترحال الجارية بين الأحزاب. وتوقع أن تنتهي هذه الظاهرة «عندما نصل إلى حد من الاستقرار». وأكد أنه لا يوجد بين مرشحي حزبه أشخاص مرفوضون من أحزاب أخرى.

ويلاحظ أن عددا من العناصر القيادية في حزب «التقدم والاشتراكية» لا تدخل غمار هذه الانتخابات، مثل الوزير عمر الفاسي، والوزير السابق الطيب الشكيلي، إضافة إلى خالد الناصري ومحمد كرين ونبيل بنعبد الله. و نفى العلوي أن يكون ذلك راجعا لمعارضة قواعد الحزب لترشيح هؤلاء كما رددت بعض الصحف، مؤكدا أن المشاركة في الانتخابات لا تقتصر على الترشيح، وأن كافة أعضاء الحزب، من مواقعهم المختلفة، مشاركون في خضم الحملة الانتخابية لضمان أحسن تمثيلية في البرلمان المقبل، وضرب لذلك مثلا بنبيل بنعبد الله الذي لم يترشح لكنه هو الذي يقود حملة الحزب في جانبها الإعلامي. وبخصوص «التحالف الاشتراكي» الذي عقده الحزب قبل بضعة شهور مع «الاشتراكي الديمقراطي»، قال العلوي انه «من المفيد أن نتعرف على الوجود الحقيقي لكل من طرفي هذا التحالف، حتى نعمل على أساس واقعي»، موضحا أن «التحالف الاشتراكي» قائم وسيتقوى في المستقبل.