لبنان يواصل نقل مياه الوزاني إلى قرى جنوبية وبري يبلغ وفدا فرنسيا قلقه من نوايا إسرائيل

TT

واصلت امس الورش الفنية التابعة لمجلس الجنوب في لبنان العمل لمد القساطل والشبكات التي ستنقل المياه من نبع الوزاني الى عدد من القرى اللبنانية في المنطقة الحدودية، وذلك على رغم تهديد اسرائيل بالحرب لمنع استفادة لبنان من حصته من مياه هذا النبع الذي يخرج من اراضيه ويصب في بحيرة طبريا في فلسطين المحتلة.

وفيما تفقد ثلاثة من نواب الكتلة البرلمانية التي يرأسها رئيس المجلس النيابي نبيه بري هذه الاشغال امس، نقل الوفد الفرنسي الذي يزور لبنان حالياً برئاسة رئيس جمعية الصداقة اللبنانية ـ الفرنسية في مجلس الشيوخ الفرنسي ادريان غوتيرون عن بري اعرابه عن القلق من النوايا الاسرائىلية حيال هذا الموضوع.

وقال غوتيرون عقب لقائه بري في مقر رئاسة المجلس النيابي في بيروت ان الاخير اكد شرعية الموقف اللبناني من موضوع المياه «وفهمنا جيداً ما قاله لنا والذي يستند الى معطيات قانونية».

والتقى نائب رئيس مجلس الوزراء السابق النائب ميشال المر في منزله وفد مجلس الشيوخ الفرنسي. واكد غوتيرون بعد اللقاء: «ان الروابط الفرنسية ـ اللبنانية تتعزز يوماً بعد يوم، وان هناك عملاً متواصلاً لتعزيزها ولانجاح باريس ـ 2، وكل ما من شأنه مساعدة لبنان، وهذه النقاط شدد عليها الرئيس الفرنسي جاك شيراك خلال لقائه الوفد قبل مجيئه الى بيروت». وقال غوتيرون: «استفسرنا من المسؤولين اللبنانيين عن موضوع المياه في الجنوب اللبناني ولا سيما بعدما استمعنا الى شرح من الرئيس المر ووجدنا انه من حق لبنان الاستفادة من مياهه وهذه قوانين دولية معتمدة يجب احترامها. وسوف ننقل وجهة النظر هذه الى الحكومة الفرنسية».

اما النائب المر وبصفته رئيس لجنة الصداقة اللبنانية ـ الفرنسية البرلمانية، فقد اكد رداً على سؤال: «ان الوفد يقوم باتصالات مع المسؤولين وان الانطباع لديه جيد جداً والاهتمام مركز على باريس ـ 2، لان هذا الموضوع يهم لبنان وفرنسا انطلاقاً من الصداقة التي تربط البلدين، ونحن اليوم بحاجة الى دعم فرنسا المؤثر في الاتحاد الاوروبي، وينعكس هذا الدعم الفرنسي على الوضع الاقتصادي في لبنان في حال نجح مؤتمر باريس ـ 2، كما تطرقنا الى موضوع الوزاني والحاصباني فشرحنا للوفد الوضع وحقوق لبنان والتهديدات الصادرة عن اسرائيل والتي تقول ان المياه لنا او الحرب. ان لبنان لا يخاف الحرب، لقد ناضلنا لتحرير الارض بفضل الجيش اللبناني والمقاومة ونحن اليوم على استعداد للمقاومة مرة ثانية كي لا تضيع حقوقنا، ولن ندعهم يستولون على مياه لبنان».

من جهة اخرى، تفقد النواب علي حسن خليل وعلي بزي (حركة «امل») وقاسم هاشم (حزب البعث العربي الاشتراكي) ورش مد شبكة مياه الوزاني. واعتبروا ان التهديدات الاسرائيلية في هذا المجال تؤكد اطماع الدولة العبرية في مياه لبنان. كما تفقد الاعمال مستشار رئيس الحكومة اللبنانية عصام قصقص الذي سينقل مشاهداته الى الرئيس رفيق الحريري.

الى ذلك، قال وزير خارجية لبنان السابق النائب فارس بويز: «ان التهديدات الاسرائيلية تأتي في وقت بالغ الدقة حيث ان نهري الحاصباني والوزاني ينبعان من لبنان ويسريان في الاراضي اللبنانية قبل ان يدخلا اسرائيل. ومن هنا ان حق لبنان ثابت من خلال المبادئ والاعراف الدولية التي ترتكز على اعتبارات عديدة في تحديد حصة كل من الدول في الانهر الدولية. وحتماً ان الحصة التي يستعملها لبنان ليست حتى الآن، ولن تكون رغم هذه الانشاءات الجديدة، الا جزءاً قليلاً جداً من حق لبنان في هذه المياه. وهذا امر تعرفه اسرائيل، الا انها حاولت تكبير الامور وتعظيمها من اجل جر لبنان الى مفاوضات تحت عنوان تحديد الحصص في المياه منتهية بالعناوين السياسية والامنية وغيرها ومخرجة عن اطار سلام شامل في المنطقة».

وفي الجانب الاسرائيلي، واصلت الدوريات العسكرية تحركها في الاماكن المقابلة لمواقع مد قساطل المياه في الاراضي اللبنانية، كما حلقت مروحيات عسكرية فوق المنطقة.

ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن ضابط تعمل وحدته في منطق مزارع شبعا اللبنانية المحتلة ان الجيش الاسرائىلي جاهز لمواجهة اي تصعيد قد يقدم عليه «حزب الله».