مجلس الدوما يؤيد الخط المتشدد لبوتين بخصوص جورجيا

TT

اعرب مجلس الدوما الروسي امس عن تأييده لموقف الرئيس فلاديمير بوتين الذي اعلنه حول ملاحقة المقاتلين الشيشان وضرب قواعدهم داخل الاراضي الجورجية. واشار بيان صدر عن «مجلس الدوما» الى ان «روسيا وبموجب المادة 51 من ميثاق الامم المتحدة حول حق الدفاع عن النفس جماعيا او فرديا في حالة التعرض لهجوم مسلح، تستطيع القيام بعملياتها العسكرية ضد التشكيلات والقواعد المسلحة للارهابيين الدوليين الموجودين في جزء من اراضي جورجيا». واتهم البيان تبليسي بالعجز عن فرض سيطرتها الكاملة على اراضيها. ورغم مسارعة وزارتي الدفاع والداخلية وهيئة رئاسة اركان القوات المسلحة الروسية بالاعلان عن وجود خطط لتنفيذ تعليمات بوتين حول ضرب قواعد المقاتلين الشيشان في وادي بانكيسي، حرص بعض اعضاء الدوما على الاشارة الى ضرورة ضبط النفس. فيما طالب آخرون باصدار توصية من المجلس الى الحكومة الروسية ببحث جدوى تقديم معونات اقتصادية الى جورجيا، بما في ذلك امدادها بالطاقة بأسعار مخفضة.

وفيما لمحت مصادر روسية الى ان بوتين فاتح نظيره الاميركي جورج بوش باحتمال اقدامه على توجيه ضربة عسكرية ضد المقاتلين الشيشان الذين اسماهم «الارهابيين» قالت، ان تعليق البيت الابيض على خطاب بوتين لم يتضمن موقفا قاطعا بالنسبة للضربة المحتملة ضد قواعد المقاتلين وان تضمن تحذيرا من احتمالات توسيع نطاقها لتشمل اراضي جورجية بعيدة عن القطاع الحدودي في وادى بانكيسي. واستبعد مصدر روسي ان يقدم بوش على مواجهة مع بوتين بسبب جورجيا لأن الوقت لا يزال غير مناسب.

واضاف «فالعراق على الابواب وتنظيم «القاعدة» لم يتحطم بعد والتوتر لا يزال يعم افغانستان. فيما يتضمن جدول اعمال بوش ايران وكوريا الشمالية وبلدانا «مقلقة» لا بد لواشنطن من الاتفاق بشأنها مع موسكو».

وقالت مصادر روسية ان هذه القضية تناولها وزيرا خارجية روسيا ايجور ايفانوف والولايات المتحدة كولن باول على هامش لقائهما امس في نيويورك. واشارت الى ان الجانب الاميركي ينطلق في موقفه من هذه القضية من معارضته لأية اعمال احادية الجانب لروسيا ضد المقاتلين الشيشان داخل الاراضي الجورجية. ولعل ذلك يمكن ان يكون تفسيرا للتصريحات التي ادلى بها امس في موسكو تيموراز جامتسيمليدزه الوزير المفوض لسفارة جورجيا لدى روسيا حول ان بلاده على استعداد لاستقبال «خبراء» من منظمة الامن والتعاون الاوروبي، بما في ذلك وبطبيعة الحال من روسيا. واضاف ان بلاده على استعداد للكشف عن كل حقائق الأوضاع ليس فقط في وادي بانكيسي بل وفي كل القطاع الشيشاني من الحدود الروسية ـ الجورجية. وعاد الدبلوماسي الجورجي ليؤكد تمسك بلاده بالتزاماتها في اطار التحالف الدولي المضاد للارهاب.

وتشير المصادر في موسكو الى ان هناك من «الصقور» في وزارة الدفاع وهيئة رئاسة اركان القوات المسلحة من يريد الاقدام على مثل هذه المغامرة العسكرية لتبرير الفشل والتقصير على صعيد تسوية الازمة الشيشانية. وتعزو تشدد بوتين الى محاولته «صرف» انظار الشارع الروسي بعيدا عن تعثر الحملة الشيشانية للعام الثالث على التوالي وامتصاص التذمر داخل القوات المسلحة لاسباب اقتصادية. لكنها تشير في الوقت نفسه الى ان بوتين يدرك جيدا مغبة الاقدام على مثل هذه المغامرة، لذلك يطرح في الوقت نفسه مهلة تقدر بشهر الى حين عقد القمة المرتقبة لرؤساء بلدان الكومنولث فى مولدوفا في اكتوبر (تشرين الاول ) المقبل التي قال ادوارد شيفارنادزه رئيس جورجيا انه على استعداد لمناقشة كل المسائل الخلافية مع روسيا خلالها وان علق ذلك على «احتمالات حضورها».