بغداد تحذر واشنطن من عواقب سياستها على مصالحها في العالم العربي

TT

حذر نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان الادارة الاميركية من عواقب سياستها على مصالحها في العالم العربي وذلك في تصريحات نشرت امس. وقال رمضان «اذا ارادت اميركا ان تحافظ على مصالحها في المنطقة وتضمن مستقبلا لهذه المصالح فعليها اعادة النظر في سياستها لان الوطن العربي سيعيد النظر بسياستها المعادية للعرب والمنحازة لاسرائيل».

واضاف رمضان «عندما تهدد بضرب العراق فعليها ان تعرف ان ربع مليار عربي يعتبر العدوان ضده شخصيا اىاً كان موقف هذا الحاكم او ذاك المعلن وغير المعلن». ونقلت صحيفة «تكريت» الاسبوعية عن رمضان قوله ان «أميركا تختلق ذرائع لضرب العراق، ولكنني اقول لـ (الرئيس الاميركي جورج بوش) لماذا لا تعلن بانك تبعث الروح في الاستعمار القديم في عصر ولى وانقضى». وشدد المسؤول العراقي على ان «اميركا غير مرتاحة لنظام الحكم في العراق بسبب مواقفه القومية وابرزها دعمه لقضية شعبنا الفلسطيني العادلة وانتفاضته الباسلة وتحديه للغطرسة الاميركية الرعناء».

وعن احتمالات توجيه ضربة اميركية للعراق، قال نائب رئيس الجمهورية «هناك جملة حسابات تعرفها اميركا لو ضربت العراق، وتعرف رد الفعل، ولهذا لو لم تحلل الموقف لضربت العراق منذ زمن .. واميركا الان تبحث عن ممول لتبتزه». واستبعد رمضان امكانية تغيير الموقف الاميركي من العراق قائلا «هم يهدفون لانهاء النظام ولكنهم يتظاهرون امام العالم بان المسألة، مسألة مفتشين واسلحة دمار شامل مزعومة توجد في اذهان الساسة الاميركيين والصهاينة». وقال «اميركا في نيتها ضرب العراق سواء قبل بعودة المفتشين ام لم يقبل ذلك».

من جهتها، صعدت الصحف العراقية امس من توجيه انتقاداتها للادارة الاميركية ونددت بالخطاب الذي القاه الرئيس الاميركي جورج بوش الخميس الماضي امام الجمعية العامة للامم المتحدة، واصفة بوش بأنه «كذاب». وقالت صحيفة «الثورة» في افتتاحيتها ان الرئيس الاميركي جورج بوش «كذاب، وهذه ليست شتيمة بل حقيقة واقعة. وخطابه في الجمعية العامة للامم المتحدة خطاب مضلل حافل بالاكاذيب. ولذلك قوبل بالفتور والامتعاض لانه عبر بوضوح عن غطرسة ادارته ونزعتها الحربية التي استنكرها العالم ورفضها ودانها». من جانبها شككت صحيفة العراق في مصداقية الخطاب واعتبرت اللغة التي جاء بها الخطاب «لغة الافاعي» فهي ناعمة الملمس ولكنها في الوقت ذاته قاتلة، فحديث بوش ليس اكثر من ذر الرماد في العيون للتعتيم على جرائم القتل والابادة التي مارسها على ابناء العراق العظيم».

وتحت عنوان «بوش وخطاب التناقضات»، كتبت صحيفة «بابل» ان خطاب بوش «جاء خاليا من اية ادلة او براهين لان ادارته الاميركية لا تمتلكها وفي نفس الوقت احتوى الخطاب على اكاذيب واباطيل وعدم احترام واستخفاف لذكاء الذين يتحدث اليهم الرئيس الاميركي». وتابعت «بابل» التي يملكها عدي صدام حسين النجل الاكبر للرئيس العراقي تقول ان الخطاب «عكس حقيقة مهمة هي ان ما تريد الادارة الاميركية تحقيقه في العراق لا علاقة له بالشرعية الدولية واسلحة الدمار الشامل والمفتشين وغير ذلك، وانما يهدف الى السيطرة على نفط وتنصيب حكومة عميلة... تحقق لهم استمرار هذه السيطرة واهدافهم المجرمة الاخرى في العراق».