3 نواب فرنسيين يزورون مواقع عراقية يشتبه في أنها تنتج أسلحة محظورة

TT

بغداد ـ أ.ف.ب: وصل ثلاثة نواب فرنسيين الى العراق حيث ستقودهم السلطات العراقية الى مواقع يشتبه بأنها تنتج اسلحة محظورة، كما افاد مصدر مقرب من الوفد الفرنسي. ووصل النواب الثلاثة الذين ينتمون الى الاتحاد من اجل الغالبية الرئاسية (يمين معتدل) وهم تييري مارياني وليونيل لوكا وايريك ديارد الى بغداد بعد ظهر أول من امس على متن طائرة قامت برحلة مباشرة من باريس الى العاصمة العراقية.

وفي تصريح صحافي في مطار بغداد قال مارياني الذي يقود الوفد «ان الرأي العام الفرنسي لا يريد الحرب والهدف من زيارتنا ليس رسميا ولكن لاجراء محادثات مع مسؤولين سياسيين عراقيين (...) والسعي لتجنب نزاع مسلح يبدو لنا ضربا من الجنون». وكان نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز اعلن أول من امس ان بلاده ستبحث اقتراح الرئيس الفرنسي جاك شيراك بشأن عودة مفتشي الأمم المتحدة للاسلحة في حال قبلت الأمم المتحدة ضمان منع هجوم أميركي.

وتساءل عزيز خلال مؤتمر صحافي في بغداد «هل بامكان السيد شيراك تقديم ضمانات بمنع العدوان؟ هل سيساعدنا على الدفاع عن سيادتنا ضد العدوان؟». واضاف «أنا اطرح بدوري السؤال عليه هل هو مستعد لتحمل المسؤولية حتى النهاية؟ عندها يمكننا ان ننظر في الامر». وكان عزيز يرد بذلك على اقتراح لشيراك نشرته اخيرا صحيفة «نيويورك تايمز» ويقضي بأن تتبنى الأمم المتحدة قرارا اولا يطلب عودة مفتشي الاسلحة الى العراق مع الاحتفاظ بحقها في تبني قرار ثان ينص على استخدام القوة في حال رفض العراقيون عودة المفتشين. واعتبر شيراك انه يجب منح العراقيين مهلة لا تزيد عن ثلاثة اسابيع للقبول بعودة المفتشين.

واعلنت وزارة الخارجية الفرنسية امس ان السلطات الفرنسية لا تقر زيارة النواب الثلاثة الى العراق، موضحة انهم لم يحصلوا على موافقة رسمية. وقال مساعد المتحدث باسم الوزارة برنار فاليرو ان «الامر يتعلق بمبادرة شخصية من قبل بعض البرلمانيين وهي لم تحظ بموافقة السلطات الفرنسية». واضاف «لقد ابلغنا بالتالي المعنيين بالطابع غير الملائم لهذه الزيارة في السياق الحالي».

ودعا النواب الثلاثة في وقت لاحق امس العراق الى السماح بعودة مفتشي الاسلحة الدوليين لتفادي الحرب وزاروا موقعا لمنشأة نووية سابقة تتهم واشنطن ولندن العراق باعادة تشغيلها. وقالوا ان السلطات العراقية قامت بتنظيم زيارة لهم الى موقع مفاعل تموز الواقع على بعد 30 كلم جنوب شرقي العاصمة العراقية الذي دمره سلاح الجو الاسرائيلي في يونيو (حزيران) 1981. واكدوا ان الموقع لا يستخدم على ما يبدو لاغراض عسكرية غير انهم اوضحوا انهم ليسو خبراء في هذا المجال وان خبراء نزع الاسلحة الدوليين مؤهلون اكثر منهم في الحكم على ذلك.

وكان خبير في وكالة الطاقة الذرية الدولية هو الفرنسي جاك بوت الذي سبق ان قام بعدة عمليات تفتيش في العراق اشار في 6 سبتمبر (أيلول) الى ان صورا للاقمار الصناعية اظهرت وجود منشآت جديدة في عدة مواقع نووية جرى تفتيشها في السابق بينها مفاعل تموز. وفي اليوم التالي استشهد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير بهذه التصريحات خلال القمة التي عقدها في كامب ديفيد مع الرئيس الأميركي جورج بوش للتأكيد على «التهديد الحقيقي» الذي يشكله الحكم العراقي. ونفى العراق الذي نظم زيارة للصحافيين الى موقع مفاعل تموز في التاسع من سبتمبر ان يكون قد استأنف انشطته النووية، معترفا بأنه اقام فيه منشآت جديدة للاستعمال «لأغراض مدنية». ومن المقرر ان يزور النواب الفرنسيون اليوم موقعا ثانيا يشتبه في انتاجه اسلحة محظورة يؤكدون انهم اختاروه بانفسهم وقالوا انه لم تتم زيارته منذ سنة 1997.