أقرباء خاطف الطائرة اللبناني المختفي يشككون في رواية فراره من السجن في سويسرا

TT

دير قانون النهر (لبنان) ـ أ.ف.ب: ذكرت عائلة اللبناني حسين حريري ،الذي خطف طائرة عام 1987 وقتل احد ركابها وحكم عليه بالسجن المؤبد في سويسرا، انها لا تصدق انه فر من السجن، معربة عن قلقها على مصيره. وقالت هالة، الشقيقة الكبرى لحسين حريري (48 عاما) ،لوكالة فرانس برس في دير قانون النهر ـ مسقط رأسها في جنوب لبنان ـ «لا املك اي خبر عنه. لا اعرف ان كان حيا او ميتا، واشك كثيرا بكونه هرب».

وكان اعلن الاسبوع الماضي ان حسين حريري استغل فرصة حصوله على اذن للخروج من السجن واختفى.

واضافت شقيقة حسين ان هذا الاخير شرح لها ان الحكم بالسجن المؤبد في سويسرا يعني في الواقع السجن لمدة عشرين سنة، واكد انه حصل على تخفيض لمدة خمس سنوات «لحسن السلوك».

وسألت «لماذا ينظم عملية فراره في وقت لم يتبق له سوى اقل من شهرين من العقوبة»؟

وحكمت المحكمة الفدرالية في لوزان على حسين حريري الذي خطف طائرة تابعة «لايرافريك» في يوليو (تموز) 1987الى جنيف وقتل احد ركابها، بالسجن المؤبد. وتقدم حسين حريري في ديسمبر (كانون الاول) 1999 بطلب عفو الا ان الطلب رفض. واعتبارا من ابريل (نيسان) قررت السلطات تخفيف شروط سجنه، وافاد في هذا الاطار من ثلاثة اذون للخروج من السجن لفترة محددة. لكنه لم يعد في المرة الرابعة في 8 سبتمبر (ايلول).

وتروي هالة ان ابنها علي وصل راكضا الثلاثاء الماضي حاملا صحيفة وقال لها «يقولون ان خالي حسين قد هرب». وتابعت هالة «لقد قال لنا انهم نقلوه الى سجن في لوزان يشبه الفندق. في البداية كان يتصل بنا باستمرار من سجنه الجديد، واحيانا ثلاث مرات في الاسبوع. واخبرنا انه في حال جيدة، مؤكدا انه سيفرج عنه خلال اشهر. ثم سمحت له الشرطة بالخروج والتجول في لوزان كما يشاء ومن دون اي مراقبة. فلماذا يفكر بالفرار»؟

وقالت «انا واثقة بانه لم يهرب. اذا حصل له مكروه فان الحكومة السويسرية هي التي تتحمل مسؤولية امنه، ونحن نطلب من اللجنة الدولية للصليب الاحمر التدخل لان اختفاءه يبدو لنا مشبوها».

وتحدثت شقيقة اخرى لحسين حريري لم تشأ الافصاح عن اسمها عن احتمال ان يكون شقيقها خطف على ايدي «اجهزة استخبارات». وقالت دامعة «في المرة الاخيرة التي تحدث فيها معي هاتفيا قبل حوالى عام اخبرني انه تعلم التصوير في السجن وانه يرغب بالعمل كمصور لدى خروجه». واضافت وهي تمسح عينيها بحجابها «كذلك اخبرني انه يعد كتابا جديدا عن حياته وعن عذابه منذ خطف الطائرة وعن الجريمة التي ارتكبها. وقد وضع من قبل كتابين آخرين وبعث لنا بنسخ عنهما. عنوان الكتاب الاول (الحياة والانسان)، والثاني يتحدث عن فلسفة الحياة». وتابعت «ارجو ان اطمئن سريعا على مصيره. لقد اتصلت باشقائي، احدهم في افريقيا والثاني في المغرب والثالث في الكويت، ولا احد منهم لديه معلومات عنه».

من جهة اخرى، قالت نائبة سويسرية في حديث الى صحيفة «لوماتان ديمانش» الصادرة أمس ان حسين حريري كان يعد كتابا تحت عنوان «انا لست ارهابيا»، مشيرة الى انها كانت تساعده على وضع الكتاب.واضافت النائبة آن كاترين مينيتري التي ارتبطت بعلاقة صداقة مع السجين اللبناني انها لا تصدق انه اقام علاقات مع اسلاميين خلال الاذونات الاولى التي حصل عليها او انه لجأ الى معسكر تدريب.

وقالت النائبة السويسرية «لا اصدق، اذ يكون ذلك مناقضا لكل ما عبر عنه» واضافت «في البداية ظننت ان شيئا ما قد حصل له. ولكن لو كان ذلك صحيحا لكنا عرفنا اليوم». وكان السجين قال للنائبة لدى عودته من اذن خروج اول في يونيو (حزيران) استغرق بضع ساعات ان «العودة الى السجن قاسية جدا» وقد التقت النائبة السويسرية حسين حريري ثماني مرات منذ 1999 على مدى ساعتين ونصف كل مرة في سجنه بهدف مساعدته على وضع كتاب يروي فيه طفولته في جنوب لبنان وانخراطه في حزب الله وعملية الخطف التي نفذها ثم الانقلاب الذي حصل له خلال سنوات سجنه الطويلة. وقالت مينيتري «في السجن تحول حسين الى شخص مؤمن جدا الا ان اسلامه كان متسامحا ومنفتحا». وقد ادان في كتابه غير المنجز استخدام العنف، مع الاحتفاظ بانتقاداته لاسرائيل والولايات المتحدة، بحسب قولها.