الجامعة العربية قلقة من تهديدات إسرائيل للبنان وبيروت تنتظر وصول وفد وساطة أميركي اليوم

TT

أعلنت الجامعة العربية انها تتابع بقلق شديد، التهديدات الاسرائيلية الموجهة ضد لبنان، والتي بلغت حد التهديد بالحرب لمنع لبنان من الاستفادة من مياه نهر الوزاني (أحد روافد نهر الحاصباني).

فيما ذكرت مصادر لبنانية أمس أن بيروت تنتظروصول وفد من خبراء المياه الاميركيين للتوسط في النزاع الذي اثارته اسرائيل.

وأكدت الجامعة في بيان أصدرته أمس على الموقف اللبناني المستند الى أسس قانونية والى مبادئ القانون الدولي، خاصة أن نهر الحاصباني ينبع من لبنان ويجري عشرين كيلو متراً داخل أراضيه، فضلاً عن أن لبنان يستغل من مياهه كمية تقل كثيراً عما يقره له القانون الدولي، اذ يحصل على سبعة ملايين متر مكعب فقط بينما تأخذ اسرائيل نحو مائة وخمسين مليون متر مكعب.

وقال البيان ان «افتعال اسرائيل قضية مياه الحاصباني ورافده الوزاني، وما صاحب ذلك من اطلاق تهديدات بالحرب ضد لبنان، يبين ان السياسة الاسرائيلية تواصل ممارسة خلق الذرائع الواحدة تلو الأخرى لتكرس عدم الاستقرار في المنطقة وابعاد أنظار المجتمع الدولي عن حقيقة الأوضاع المأساوية في الأراضي العربية المحتلة».

وتؤكد جامعة الدول العربية دعم لبنان حكومة وشعباً في مواجهة محاولات اسرائيل لزعزعة استقراره واعاقة خططه التنموية وخاصة في منطقة الجنوب التي احتلتها اسرائيل اثنين وعشرين عاماً متصلة واستغلت مواردها المائىة من نهر الحاصباني ورافده الوزاني دونما حساب.

وفي بيروت ذكرت المصادر اللبنانية ان الوفد الاميركي، الذي يضم خبيرا في القانون الدولي في قضايا المياه، سيتفقد نهر الحاصباني ورافده نهر الوزاني لتقييم اسباب التوتر المتصاعد بسبب مشروع لبنان زيادة استفادته من مياه النهرين بمعدل مليوني متر مكعب فقط لتلبية احتياجات القرى المحيطة بالنهرين. الا ان رئيس الوزراء الاسرائيلي، ارييل شارون، قال ان اسرائيل «تنظر بعين الجد» للمشروع اللبناني وانها «لا يمكن ان توافق عليه»، فيما قالت متحدثة باسم وزارة الدفاع الاسرائيلية لرويترز أمس ان نواه كينارتي، مستشار شؤون المياه في الوزارة، انضم الى وزير الخارجية شيمعون بيريس في واشنطن «من اجل التأكيد (للولايات المتحدة) ان اسرائيل لن توافق على تحويل مياه» الحاصباني. تجدر الاشارة الى ان العمل في المشروع اللبناني مستمر، وان لبنان طلب من الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن وكذلك من كوفي أنان الامين العام للامم المتحدة اقناع اسرائيل بالكف عن «تهديداتها».

ويؤكد لبنان ان خططه لضخ نحو تسعة ملايين متر مكعب من المياه في السنة الى خمس او ست قرى على ضفاف نهر الحاصباني بدلا من سبعة ملايين متر مكعب حاليا تجيء في نطاق الكمية التي يتيحها له القانون الدولي. الا ان صحيفة هاارتس الاسرائيلية قالت ان المسؤولين الاسرائيليين يرون ان المشروع «ينتهك الاتفاقيات الدولية التي ابرمت بوساطة اميركية ويمثل خطوة من جانب واحد من شأنها ان تضر باحتياطيات اسرائيل من المياه وبزراعتها في الشمال».

واضافت الصحيفة ان ردود اسرائيل على خطط لبنان لن تحكمها المخاوف بشأن حصة المياه فحسب. وتابعت «العامل الاساسي سيكون الرغبة في عدم احداث قلق بالمنطقة التي تقف على حافة هجوم اميركي محتمل ضد العراق».