حركة المطابع المغربية تتضاعف خلال الانتخابات والمضاربات حول الورق تتزايد

TT

تضاعفت أرقام معاملات المطابع المغربية مع انطلاق الحملة الانتخابية بسبب زيادة اقبال الأحزاب السياسية والمرشحين على المنشورات الدعائية والملصقات وغيرها من وسائل الدعاية.

وقدر مصدر من إدارة الجمارك المغربية حجم ازدياد الواردات المغربية من مادة الورق بستة أضعاف عما هو عليه الامر في الأيام العادية. بيد أن المصدر ذاته ،الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، اعتذر لـ«الشرق الأوسط» عن عدم تقديم الأرقام المتعلقة بحجم الزيادة لأنها غير نهائية على حد قوله.

الى ذلك، قال عمر أمزيان المسؤول الإداري والتقني بمطابع «سافا برنت» إن الارتفاع المسجل في أسعار الورق تفاوتت نسبتها بتفاوت جودة الورق نفسه، حيث «سجلنا ارتفاعا في اثمان الورق الممتاز في حدود مائة في المائة، إذ انتقل السعر من 15 درهما للكيلوغرام الواحد (الدولار يساوي 10 دراهم) الى 22 درهما، وبنسبة أقل في الورق الأبيض العادي حيث ارتفع السعر من 15 درهماً الى حدود 22 درهما للكيلوغرام الواحد، مع ملاحظة، أن هذه الاسعار قابلة للارتفاع مع ازدياد الالحاح في الطلب».

وتكون فرصة الحملة الانتخابية مناسبة للمطابع لتحقيق أرقام معاملات تمكنها من تغطية التزاماتها السابقة والاستثمار في تجديد الآليات لتحسين الأداء، خصوصا أن بعضها ينجح بالكاد في تغطية مصاريفه في الأيام العادية.

وقال عبد الغاني الدهابي ،مدير مطابع «أمبريال» أن مؤسسته تراهن كغيرها على هذه الفرصة لتحقيق أحسن الأرقام الممكنة، مؤكدا أن «امبريال» وضعت نصب أعينها مضاعفة رقم معاملاتها خمس مرات إذا مرت الحملة الانتخابية في ظروف جيدة ومن دون خسائر.

وقال الدهابي لـ«الشرق الأوسط» إنه يعتقد أن حركية الطبع والطباعة في المغرب لا تزال دون المستوى المأمول، وإن كان بعض منافسيه يستثمرون في القطاع استثمارات مهمة تكفل الجودة وتستجيب للمواصفات الدولية وللتقدم الحاصل في القطاع.

من جهته، عاد مسؤول في مطابع «الرسالة» ليذكر بأزمة المطبوعات المغربية وإن تضاعفت أحجام سحبها في فترة الانتخابات، معتبرا الرواج الذي تحققه المطابع في هذه الفترة لا يعدو كونه «حالة انتخابية مؤقتة» تنتهي بانتهاء الحملة الانتخابية.

وأضاف: «تزداد أرقام معاملاتنا إبان فترة الانتخابات، ليزداد معها انشغالنا على مستقبل القطاع والعاملين فيه، وتكفي نظرة بسيطة على أرقام سحب صحفنا ومطبوعاتنا لتوضيح الرؤية».

وبلغت طلبات الأحزاب السياسية والمرشحين أرقاما قياسية تتفاوت بين المستوى المالي للأحزاب وبين امكانيات المرشحين. وضاعفت الأحزاب من أرقام سحب صحفها وأصدرت أخرى صحفا يومية بالمناسبة كما هو الشأن بالنسبة لحزبي الحركة الوطنية الشعبية والمؤتمر الوطني الاتحادي ، أو أسبوعية كما هو الشأن بالنسبة لحزب القوات المواطنة.

وحضرت المطابع نفسها وكيفت تجهيزاتها وإمكانياتها التقنية لطبع برامج الأحزاب الانتخابية ومطبوعات تحمل صور مرشحي ورموز الأحزاب ومقتطفات من نفس البرامج ومنها من ابتدع ما أسماه «دليل الناخب» يطبع في مطويات حملت السيرة الذاتية للمرشح وبرنامجه الانتخابي المتعلق بالدائرة الانتخابية التي يترشح بها فضلا عن ملصقات حائطية ملونة تحمل اسماء وصور وكلاء اللوائح ووصفائهم.

وكشف الدهابي ان مطبعته تلقت طلبا من أحد الأحزاب لطبع 30 مليون نسخة من الرمز الحزبي على أوراق صغيرة الحجم و 18 ألف نسخة من كتيب البرنامج الحزبي المطبوع على ورق من القطع المتوسط و 5 ملايين من المطويات ونظيراتها من المنشورات الدعائية لمرشحي الحزب.

وبحساب بسيط يقف مدير مطبعة امبريال على أن مصاريف الحزب الواحد الدعائية فقط ستتراوح بين مليون ومليوني درهم (بين 100 و200 الف دولار) على أقل تقدير.

جدير بالذكر أن وزارة الداخلية المشرفة على العملية الانتخابية، انفقت بدورها مئات الآلاف من الدراهم لطبع ما يفوق 17 مليون بطاقة انتخابية و100 ألف نسخة من القوانين المرتبطة بالاقتراع واكثر من ألف منشور و60 الف بطاقة معلومات خاصة بالمترشحين ومليونين من أوراق إحصاء الأصوات فضلا عن 55 الف قنينة من المداد غير قابل للمحو.