قوات الاحتلال تقتل 9 فلسطينيين وتجرح 50 آخرين بغزة في أول عملية توغل بعد تهديدات شارون باقتحام القطاع

TT

في اول عملية توغل لها بعد تهديدات رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون بشن حملة في قطاع غزة، ارتكبت قوات الاحتلال الاسرائيلي تعززها طائرات الهليكوبتر من طراز اباتشي والدبابات، في ساعات فجر امس الاولى في مدينة غزة، مجزرة بشعة راح ضحيتها تسعة قتلى وخمسون جريحا.

فبعيد منتصف الليل انطلقت اكثر من اربعين دبابة من مستوطنة نيتساريم جنوب غزة ومعبر المنطار (كارني) شرق غزة، ترافقها عدد من الجرافات وتغطيها طائرات الاباتشي نحو حيي الزيتون والشجاعية. وعلى الفور نادى المنادون عبر مكبرات الصوت في مساجد المدينة كل من يحمل السلاح للخروج للتصدي لقوات الاحتلال.

وانتشر المقاومون في جميع ارجاء المنطقة وزرعوا العبوات الناسفة في الطرق التي كانوا يتوقعون ان تمر فيها الدبابات لكنها سلكت طرقا مغايرة الامر الذي دل على نشطاء وعملاء المخابرات الاسرائيلية.

وفور دخول جيش الاحتلال الحيين حاول عبر مكبرات الصوت فرض نظام منع التجول، لكن لم يلتزم به المقاومون الذين خاطر بعضهم بوضع العبوات الناسفة امام الدبابات اثناء تقدمها، الامر الذي ادى الى مقتل عدد منهم برصاص طائرات الاباتشي التي كانت تطلق النار من رشاش عيار الف ملم، من بينهم المقدم محمد كشكو (الضابط في قوات امن الرئاسة واحد ابرز القادة المحليين لكتائب شهداء الاقصى الجناح العسكري لحركة «فتح» في المدينة)، وياسين نصار (53 عاما) احد نشطاء حركة حماس في المنطقة.

ولم ينج من الاباتشي المدنيون الذين حاول عشرة منهم في حي الزيتون الاحتماء تحت شجرة زيتون التي اصاب رصاصها عشرة فقتلت خمسة منهم واصابت الاخرين بجراح بعضهم في حالة الخطر الشديد. واصيب ايضا عدد من سكان الحي بينما كانوا في شرفات منازلهم يحاولون استطلاع ما يجري. والقتلى هم جابر الحرازين والشقيقان ايهاب ووليد المغني وعادل وخالد الديب واشرف زويد ونضال السرسك.

واعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس مسؤوليتها عن تفجير ثلاث دبابات من طراز «ميركافا 3». وقالت الكتائب انها استخدمت عبوات ناسفة تزن ستين كيلوغراما. واكد شهود عيان في المنطقة صحة ذلك حيث اكدوا انهم شاهدوا قوات الاحتلال وهي تستعين برافعات ضخمة لاخراج الدبابات الثلاث من حي الشجاعية.

وقامت جرافات الاحتلال التي تحيط بها الدبابات، بتدمير مخارط وورشات حدادة في كل من الحيين وصل عددها الى ثلاث عشرة مخرطة وورشة، بحجة انها تستخدم في انتاج صواريخ «القسام» وقذائف الهاون. وهذا اكبر عدد من الورش يتم تدميره في عملية اجتياح واحدة منذ ان اندلعت انتفاضة الاقصى.

ونسفت قوات الاحتلال منزل الفدائي محمد فرحات احد عناصر كتائب عز الدين القسام الذي قتل اثناء تنفيذه عملية اقتحام لمستوطنة عتصمونا. وقال والد محمد ان تدمير منزله لن يدفعه وافراد عائلته وسائر ابناء الشعب الفلسطيني الا لمزيد من التشبث بخيار المقاومة ضد الاحتلال. وكانت والدة محمد فرحات قد لفتت الانظار بعد مقتل ولدها عندما ظهرت في اشرطة فيديو تم تصويرها سلفا وظهر معها ولدها وهي تقوم بتوديعه وتطالبه بان يقتل اكبر عدد من المستوطنين.

وفشلت جرافات في الوصول الى منزل جهاد عمارين مؤسس كتائب الاقصى الذي اغتالته قبل اربعة اشهر في تفجير سيارته، كما فشلت في الوصول الى منزل حاتم ابو القمبز احد عناصر «سرايا القدس الجهاز العسكري لحركة الجهاد الاسلامي» الذي قتل في عملية فدائية اسفرت عن مقتل وجرح عدد من الجنود الاسرائيليين على حاجز ايرز شمال قطاع غزة.

واكدت مصادر امنية فلسطينية ان ما حدث في غزة فجر امس يعكس ترجمة فورية لتصريحات رئيس الحكومة ارييل شارون الذي صرح اول من امس ان عملية عسكرية في غزة هي امر مفروغ منه.

من ناحيته ادان صائب عريقات، وزير الحكم المحلي المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال في غزة. ووصف عريقات ما جرى في غزة بـ«جريمة وارهاب دولة تمارسه الحكومة الاسرائيلية». ودعا في تصريحات للصحافيين الى تدخل اللجنة الرباعية لـ«وقف شارون عند حده». واكد ان رئيس الوزراء الاسرائيلي يريد دفع الامور الى نقطة اللاعودة خاصة بعد جريمة الحرب في مدينة غزة التي تعتبر تمهيدا لاعادة احتلال قطاع غزة، على حد تعبير المسؤول الفلسطيني.

وفي الضفة الغربية اقدمت قوات الاحتلال على تدمير منزل صفوت عبد الرحمن أبو عيشة من بلدة بيت وزن القريبة من نابلس. يذكر ان ابو عيشة الذي ينتمي الى سرايا القدس قتل في عملية فدائية في مدينة تل ابيب تمت في 25 يناير (كانون الثاني) الماضي.

وفي مدينة الخليل شنت قوات الاحتلال حملة طالت العشرات من سكان احياء حارة الشيخ وابو سنينة وذلك في اعقاب قيام مسلح فلسطيني بقتل مستوطن واصابة اربعة اخرين بجراح بالقرب من المسجد الابراهيمي في البلدة القديمة. واكد شهود عيان ان قوات الاحتلال اعتقلت عائلات باكملها في المنطقة.