قال نشطاء امازيغيون مغاربة ان الاحزاب السياسية تتعامل مع قضية الامازيغية «كورقة تصويت فقط، سرعان ما يتم نسيانها مع نهاية الانتخابات واعلان النتائج».
ووصف احمد عصيد، وهو من بين ابرز النشطاء الامازيغيين توجيه الاحزاب المشاركة في الانتخابات لخطابات باللغة الامازيغية عبر التلفزيون والاذاعة بأنها «ظاهرة لا علاقة لها بايمان تلك الاحزاب بالقضية الامازيغية، بقدر ما تندرج في اطار الحملة الانتخابية في محاولة لاستقطاب ناخبين امازيغ».
ونفى عصيد لـ«الشرق الأوسط» وجود اي حزب يحمل ايديولوجية امازيغية او يمكن نعته بانه امازيغي.
وسئل عصيد حول القيمة المضافة التي يمكن ان يعطيها وجود ثمانية احزاب في المغرب يتزعمها امازيغيون فقال «ليس المهم ان يتحدر زعماء الاحزاب من اصول امازيغية، ولكن المهم هو المبادئ التي يدافعون عنها. يمكن ان يكون الانسان من اصل عربي ويدافع عن الحقوق الامازيغية، كما يمكن ان يوجد امازيغ لا يهتمون بثقافتهم»، مشيرا الى ان عبد الكريم الخطيب الامين العام لحزب العدالة والتنمية (اطول معتدل) يدعو الى الاعتراف الدستوري بالامازيغية كلغة وطنية رغم كونه يتحدر من اصول عربية، فيما «تسجل الحركة الامازيغية تحفظ سعد الدين العثماني، نائب الامين العام لنفس الحزب على دسترة الامازيغية رغم كونه امازيغياً، ويكتفي فقط باقتسام الدعوة الى ادخالها في برامج التعليم».
ولفت عصيد الى ان الخطيب والمحجوبي احرضان الامين العام لحزب الحركة الوطنية الشعبية كانا اصدرا بيانا مشتركا يدعو الى دسترة الامازيغية، الا ان عصيد قال «ان مبادرة الخطيب واحرضان لم تخرج عن اطار المزايدة على الحركة الامازيغية في موضوع شديد الحساسية».
والاحزاب التي يتزعمها امازيغيون هي الحركة الشعبية ويتزعمها محند العنصر، والحركة الوطنية الشعبية بزعامة المحجوبي احرضان، والاتحاد الديمقراطي بزعامة بوعزة يكن، ويتزعم محمود عرشان الحركة الديمقراطية الاجتماعية، ويتزعم نجيب الوزاني حزب العهد، ويتزعم شاكر اشهبار حزب التجديد والانصاف، ويتزعم محمد بن سعيد ايت يدر اليسار الاشتراكي الموحد، ويتزعم عيسى الورديغي الحزب الاشتراكي الديمقراطي. ويجتمع الزعماء الستة الاوائل في كونهم بدأوا مشوارهم السياسي في الحركة الشعبية، بينما انشق الورديغي عن منظمة العمل الشعبي الديمقراطي التي اندمجت حاليا ضمن ما اصبح يعرف باسم اليسار الاشتراكي الموحد.
من جانبه، اعتبر احمد البوداري، وهو ناشط امازيغي، ان تبني الاحزاب السياسية لخطاب امازيغي يهدف فقط الى الركوب على القضية في الحملة الانتخابية لاستقطاب اصوات الامازيغيين، لكن البوداري اشار الى وجود مناضلين داخل الاحزاب السياسية لهم مواقف مبدئية وثابتة من القضية لم تتغير منذ السبعينات.
وقال مصطفى الرميد عضو الامانة العامة لحزب العدالة والتنمية ان مناضلي حزبه يجمعون على ضرورة ادماج الامازيغية في المنظومة التعليمية لكن من دون ان تصبح مدسترة. واشار الرميد الى ان الجميع داخل حزبه ضد ان تصبح الامازيغية لغة رسمية، لكن الكثيرين منهم مع جعلها لغة وطنية.
وفي رده على ما يقال في استخدام الامازيغية في الحملة الانتخابية لاستمالة الناخبين الامازيغيين، قال الرميد ان احضار الهواجس الانتخابية في التواصل مع المواطنين الذين يتكلمون لغة غير العربية يظل مع ذلك معطى ايجابيا ومؤشرا على الانفتاح مستقبلا على القضية الامازيغية.