بالاثيو تتحدث مع باول بشأن سوء التفاهم مع المغرب حول جزيرة ليلى

TT

بينما اوضحت وزيرة الخارجية الاسبانية، آنا بالاثيو، امس انها تحدثت مع نظيرها الاميركي، كولن باول، عن «سوء التفاهم» الواقع مع المغرب، مؤكدة انها لا تزال تأمل في ان يفي وزير الخارجية المغربي بالتزامه بالسفر الى اسبانيا، أعلنت جولي ريزايد، الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية، أن الولايات المتحدة «تبقى على اتصال وثيق» مع المغرب وإسبانيا بشأن قضية جزيرة تورة وتحثهما على «التشبث بالتفاهم» الذي توصلا إليه خلال الصيف الماضي.

وقالت المتحدثة في تعليق على احتجاجات المغرب على الاستفزازات الإسبانية الجديدة، إن «الطرفين أكدا لنا تشبثهما بإبقاء الوضع على ما هو عليه قبل يوليو (تموز) 2002». واضافت «سنواصل تتبع القضية عن قرب والعمل مع الطرفين من أجل التوصل إلى حل بناء للخلاف».

وقبل مداخلتها في لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الاسباني، أكدت بالاثيو مجددا ان القرار المغربي بإلغاء الاجتماع الذي كان من المقرر ان تعقده مع نظيرها المغربي، محمد بن عيسى، يوم اول من أمس في مدريد بسبب هبوط مزعوم لطائرة مروحية اسبانية على جزيرة تورة (ليلى)، (بيريخيل)، «يعود الى تفسير خاطئ للواقع». وقالت بالاثيو، في تصريحات ادلت بها للصحافيين في دهاليز البرلمان، ان «الاحداث محددة للغاية، ويتعلق الامر بتفسير خاطئ لتدخل طائرة مروحية تابعة للاسطول البحري الاسباني كانت تؤدي واجباتها وتحترم وتجبر على احترام الاتفاقية التي توصلنا اليها يوم 22 يوليو الماضي» والتي وضعت حدا لأزمة الجزيرة الصغيرة. واردفت الوزيرة قائلة انها تأمل في «تحديد موعد جديد (للاجتماع) قريبا، وان يطبق المغرب الالتزام الذي تعهد به وزير الخارجية بالسفر الى اسبانيا بعد العطلة الصيفية وفي اقرب وقت ممكن». واشارت عميدة الدبلوماسية الاسبانية الى انها لم تتحدث مع بن عيسى في الساعات الاخيرة الماضية، ولكنها اجرت مكالمة هاتفية مع نظيرها الاميركي، كولن باول، حول قضايا الساعة وأطلعته «من دون أهمية كبرى» على وضع «سوء التفاهم هذا، وأسف الحكومة الاسبانية لعدم حدوث زيارة وزير الخارجية المغربي». وبسبب «منصبها الحكومي» رفضت بالاثيو وصف السبب الذي اعتمدت عليه الرباط لإلغاء اللقاء بأنه «حجة»، مؤكدة من جديد انه يعود الى «تفسير خاطئ للواقع، وهذه هي المعلومات الموضوعية، وليستخلص كل واحد بعد ذلك استنتاجاته». واستطردت بالاثيو قائلة: «ان الاحداث ثابتة ويستطيع المرء غض النظر عنها وقتيا، ولكنها تفرض نفسها، وخصوصا الآن، إذ أن هناك سجلات وتقنيات تحفظ هذه الاحداث على مر الزمن». وذكّرت بالاثيو بأن منصب وزير الخارجية في النظام المغربي لا يتبع الحكومة، بل تابع للملك، وبالتالي اعتبرت ان الانتخابات التشريعية التي ستجري يوم الجمعة المقبل في البلد الجار «لا تؤثر عليه مبدئيا، من وجهة النظر المؤسساتية». وذهبت الوزيرة الاسبانية الى القول إن «الحكومة الاسبانية، سواء الحالية أو السابقة، اتخذت موقفا واضحا للغاية بغرض تحقيق افضل العلاقات الممكنة مع المغرب، وبذلت قصارى الجهد من أجل ذلك». وخلال مثولها امام لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان، اعربت بالاثيو عن اقتناعها بأنه «على الرغم من هذه التقلبات، لا يمكن ان نتجاهل أهمية المصالح المشتركة والتقارب بين شعبينا جغرافيا وتاريخيا، وضرورة التعاون والعمل جنبا الى جنب انطلاقا من الإرادة في التغلب على العوائق التي قد تطرأ» بين اسبانيا والمغرب. الى ذلك، قالت بالاثيو، ان الطائرة الصغيرة التي حلّقت اول من امس فوق المناطق القريبة من جزيرة تورة «كانت من طراز Cessna وتابعة لقناة Telecinco التلفزيونية الاسبانية الخاصة»، حسب المعلومات التي توصلت اليها. واضافت بالاثيو في تصريحات اذاعية: «نأمل في ان تعود المياه الى مجاريها وألا يدب هذا النوع من العصبية في الحكومة المغربية». واستطردت: «اعتقد ان هذا هو ما نرغب، نحن حكومة إسبانيا، ونأمله ونثق فيه بدافع المسؤولية التي تخص حكومة المغرب وحكومة اسبانيا».

وكان وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي، محمد بن عيسى، قد ندد مساء اول من امس بما سماه «خرق جديد للمجال الجوي» الوطني المغربي من طرف «طائرة تابعة لسلاح البحرية الإسباني، من طراز Cessna كانت تحمل اسم سلاح البحرية»، وحلّقت عدة مرات فوق جزيرة تورة ومنطقة وادي المرسى القارية، داخل الساحل الشمالي من البلاد».

واشار ناطق باسم قناة «تيليثينكو» التلفزيونية الاسبانية الى ان قسم الأخبار في القناة تعاقد مع طائرة صغيرة خاصة، حلّقت فوق المناطق القريبة من الجزيرة، من دون الدخول «في اي لحظة» في المجال الجوي المغربي.

الى ذلك قال خوسي ماريا ازنار، رئيس الحكومة الاسبانية امس، ان المغرب غير مهتم باصلاح العلاقات مع بلاده.

وتساءل ازنار الموجود حاليا في كوبنهاغن، حول مدى جدية المغرب في ايجاد حل بخصوص الخلاف الحاصل حول جزيرة تورة (بيريخيل). واتهم الرباط بخلق الاعذار لتعليق المحادثات التي كانت مرتقبة اول من امس. وقال «لقد ضيعنا فرصة للحوار، واعتقد ان المغرب واسبانيا لديهما الكثير من الاشياء يحتاجان للتباحث حولها».

واضاف «اسبانيا تظل راغبة في اجراء مباحثات، لكن العلاقات الثنائية تريد شريكين».

وجدد ازنار التأكيد على ان الطائرة الاسبانية التي دخلت الاجواء المغربية اول من امس، لم تكن طائرة عسكرية.