رامسفيلد يقترح تشكيل قوة ضاربة للناتو على مستوى العالم

TT

وارسو ـ وكالات الأنباء: اقترحت الولايات المتحدة امس علاجا مكلفا لحلف شمال الاطلسي المتقادم وحثت وزراء دفاع الدول الاعضاء على تشكيل قوة عسكرية ضاربة جديدة تشن الحرب على الارهاب وتتعامل مع تحديات اخرى على مستوى العالم. وفي اجتماع غير رسمي عقد في العاصمة البولندية وارسو كشف دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الاميركي عن اقتراح لتشكيل قوة رد سريع قوامها 20 الفا تكون جاهزة للانتشار في اي مكان من العالم.

وستسلح هذه الوحدات الاوروبية ـ الاميركية التي تتكون من كتائب تضم كل منها 5000 فرد بأسلحة عالية التقنية، مثل القنابل الموجهة بالاقمار الصناعية، وستكون قادرة على حماية نفسها من اي هجوم كيماوي وبيولوجي. وقال رامسفيلد: «نشعر ان تلك ستكون طريقة جيدة يضمن بها حلف شمال الاطلسي الا يعفو عليه الزمن».

وفي افتتاح اجتماع لوزراء دفاع دول الحلف في وارسو تبنى جورج روبرتسون الامين العام للحلف وجهة النظر الاميركية الداعية الى تحديثه. وتشكل حلف الاطلسي خلال الحرب الباردة لكن بعد انهيار الاتحاد السوفياتي غاب الخطر الذي كان يتهدده. ودعا روبرتسون الى اضطلاع الحلف بدور حيوي في الحرب ضد الارهاب والحد من مخاطر اسلحة الدمار الشامل.

ولم يذكر روبرتسون العراق بالاسم، لكنه ربط الارهاب «بدول اجرامية خاصة مسلحة باسلحة صممت للدمار الشامل العشوائي».

ويعارض غالبية الحلفاء الاوروبيين الحملة الاميركية لتوجيه ضربات وقائية ضد العراق الذي تتهمه واشنطن بتطوير أسلحة دمار شامل. لكن روبرتسون قال في كلمته انه ما دام الردع غير كاف فانه يتعين اتخاذ خطوات للقضاء على مواطن الخطر.

وقال روبرتسون: «هدفنا المشترك يجب ان يتمثل في الحفاظ على الارادة والقدرة على ردع تهديدات القرن الواحد والعشرين هذه كلما امكن واقتلاعها من جذورها وتدميرها ما دام الردع لم ينجح في ذلك». واضاف: «علينا ان نفكر بعناية شديدة في دور هذا الحلف في المستقبل لا في حماية مواطنينا فقط من المجرمين الارهابيين والدول الاجرامية خاصة حين تكون مسلحة باسلحة دمار شامل لاحداث دمار عشوائي».

واقر رامسفيلد وروبرتسون بان تطوير القدرات العسكرية للحلف سيكون مكلفا ومؤلما لاوروبا في وقت تعاني فيه القارة الاوروبية من مشاكل اقتصادية. اذ تتقلص ميزانيات الدفاع الاوروبية في الوقت الذي زاد فيه الانفاق العسكري الاميركي بشكل مطرد ليصل الى نحو 400 مليار دولار في العام.

وقد يستغرق تشكيل القوة الضاربة الجديدة نحو عامين. وفي حالة موافقة وزراء الدفاع عليها في وارسو ستعرض على قمة الحلف التي تعقد في براغ في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وجاء رد فعل الحلفاء الاوروبيين متحفظا ازاء الخطة الاميركية.

فبالاضافة الى ميزانيات الدفاع المتقلصة يخشى البعض من ان تنافس القوة الضاربة الجديدة قوة التدخل السريع التي شكلها الاتحاد الاوروبي وقوامها 60 الفا والتي لم تختبر بعد وستصبح جاهزة تماما للعمل العام القادم.

وتقول الولايات المتحدة انها لا تسعى لتهميش الاتحاد الاوروبي بل تريد اعطاء حلف الاطلسي الذي لعب حتى الان دورا محدودا في الحرب الاميركية ضد ما تسميه واشنطن «الارهاب» وسيلة للرد السريع على مشاكل ساخنة تقع في مواقع شتى من العالم. وقال مسؤول من الحلف ان القوة الضاربة المقترحة ستعطي واشنطن بعض الضمانات لامكانية التحرك السريع «دون تفكير طويل مثلما يحدث الان بالنسبة للعراق». وعادة ما يرفض حلف الاطلسي التحرك خارج ارضه.