الهندي لـ«الشرق الأوسط»: الاغتيالات أكدت وجود اختراقات إسرائيلية في الحلقة الضيقة للمستهدفين وبعض الفصائل لا تتعاون معنا لكشفها

TT

قال اللواء أمين الهندي رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية ان محاولة اغتيال محمد الضيف مسؤول الجناح العسكري لحركة «حماس» في غزة تؤكد وجود اختراقات أمنية استخبارية إسرائيلية في الدائرة الضيقة للمستهدفين من كوادر الفصائل الفلسطينية وان بعض هذه التنظيمات الفلسطينية لا تتعاون معنا في الكشف عن هذه الاختراقات الخطيرة.

وأضاف اللواء أمين الهندي في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «من خلال متابعتنا الأمنية لكافة عمليات الاغتيالات التي استهدفت كوادر الفصائل الفلسطينية توصلنا الى وجود اختراقات في الدائرة الضيقة للمستهدفين، حيث ان حصول المخابرات الإسرائيلية على معلومات دقيقة عن تحركات المستهدفين لا يأتي من عملاء هامشيين وخارج إطار الحلقة الضيقة. وتحدثنا مع كل التنظيمات الفلسطينية وطالبناهم باستمرار التعاون معنا من اجل الكشف عن هذه الاختراقات ولكن البعض رفض ذلك». وقال: «لدينا الإمكانات للكشف عن هذه الاختراقات، مما جعل مهمتنا صعبة ولكن ليست مستحيلة».

وردا على السؤال لماذا يجري اعتقال العملاء بعد اكمال عمليات الاغتيال وليس قبلها، قال الهندي: هذه نظرة سطحية للأمور وغير صحيحة. لقد اعتقلنا عملاء عديدين وهم في طور التخطيط والمتابعة الأمنية لاهداف فلسطينية واحبطنا العديد من محاولات الاغتيال في المهد. ولكن هذه حرب استخبارية نخوضها بكل ما نستطيع والجميع يعرف الفارق الهائل في الإمكانات بيننا وبين أجهزة الأمن الإسرائيلية. فهي تحاول وباستمرار تجنيد العملاء في الشارع الفلسطيني والسلطة وتبحث دائما عن المداخل والسبل لذلك، وتنجح أحيانا وتفشل أحيانا كثيرة ولا تعلن عن فشلها بالتأكيد. المشكلة التي نواجهها في إحباط الاغتيالات هي عدم تعاون بعض الفصائل معنا. ويجب ان يفهموا انه ليس عيبا ان يكون هنالك اختراقات فنحن في حالة صراع مع إسرائيل ونفترض ان تنجح اجهزتها في بعض الحالات، بل العيب ان نتجاهل الاختراقات لان وجودها في بعض التنظيمات الفلسطينية لا يمس بمكانتها ودورها النضالي فحسب بل ان هذا التجاهل يشكل خطا قاتلا ذا نتائج دموية.

وحول هدف رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون من محاولة اغتيال محمد الضيف في هذا الوقت قال الهندي «يتحدث الإسرائيليون انفسهم في وسائل إعلامهم عن ان شارون ينتظر عملية عسكرية في مناطق 48 لينفذ خطوة تصعيدية عسكرية جديدة. ويبدو ان شارون نفد صبره بعد ان عملت السلطة الفلسطينية بحوار متصل مع الفصائل لوقف العمليات فأقدم على محاولة اغتيال محمد الضيف لجر حماس إلى رد فعل عسكري تعطيه المبرر الذي يبحث عنه امام أوروبا وأميركا لتصعيد اعتداءاته ضد الشعب الفلسطيني خاصة اجتياح قطاع غزة الذي اعلن عنه شارون قبل ايام بان هدفه القادم للحملة العسكرية الإسرائيلية. ان خطة التصعيد الإسرائيلية جاهزة وإسرائيل تحشد قوتها لاجتياح القطاع وتنتظر الفرصة المواتية. نعتقد ان توقيت العملية الإسرائيلية الواسعة سيتزامن مع الضربة الأميركية للعراق».

وحول حصار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات قال «ان الوضع في ما تبقى من المقاطعة مأساوي حقيقة وانا على اتصال مع الاخوة هناك وهم يواجهون حصارا شديدا ولديهم وضع صحي وتمويني مأساوي ولكن معنويات الرئيس مرتفعة ويشد من أزر الاخوة المحاصرين معه، ويضرب أبو عمار مثلا رائعا في الصمود ويتحدى إرادة إسرائيل التي يحاول شارون فرضها على الشعب الفلسطيني وقيادته. فالجماهير الفلسطينية التي خرجت الى الشوارع في الضفة الغربية وغزة تأييدا للرئيس أكدت للعالم ان أبو عمار فوق الحصار وان ممارسات الاحتلال لن تنال من عزيمته».

واضاف الهندي: «ان وضع اسرائيل العميد توفيق الطيراوي على رأس قائمة المطلوبين له دلالات تعني ان إسرائيل تقوم بإنهاء كل الاتفاقيات مع السلطة وترى في ضرب جهاز المخابرات الفلسطينية استكمالاً لعملية ضرب السلطة الفلسطينية».

وحول البيانات التي صدرت في رام الله وتتهم شخصيات بالسعي لتشكيل قيادة بديلة قال الهندي «إننا في وضع حرج للغاية ونحن نخوض معركة ومشروعنا الوطني الفلسطيني مستهدف والرئيس أبو عمار محاصر ومستهدف. وفي هذه الظروف يجب ان تتجسد الوحدة الوطنية لحماية المشروع الوطني الفلسطيني واعطاء الأولوية لرفع الحصار عن الرئيس وإنهاء الاحتلال ورفع الحصار يجب ان يكون أول الأولويات لشعبنا وليس الدخول في جدل عقيم ونقاشات حول من المخطئ ومن المصيب. وما صدر من هذه البيانات غير مسؤولة وبعيدة عن الحقيقة والواقع، فلا يوجد فلسطيني واحد يسعى لتشكيل قيادة بديلة كما ان اللجنة المركزية لحركة فتح نفت علاقتها بهذه البيانات ودعت من أصدرها الى التوقف عن ذلك فلا مجال لصراعات داخلية ومكتب الرئيس عرفات رمز الشعب الفلسطيني يتعرض للقذائف الإسرائيلية ويهدم بالجرافات».