3 وحدات من الحرس الجمهوري داخل بغداد وحولها وتعزيزات عسكرية في تكريت

TT

قال مسؤولون حكوميون ودبلوماسيون في بغداد ان القوات العراقية سترد على الغزو الاميركي بمحاولة استدراج القوات الاميركية باتجاه بغداد والمناطق الاخرى المأهولة بالسكان حيث يعتقد القادة العسكريون العراقيون ان جنودهم سيكونون اقل تعرضا للضربات الاميركية، كما يتوقعون ان يكون المدنيون اكثر رغبة في القتال الى جانب الحكومة. ويبدو ان هذه الاستراتيجية قائمة على اساس تجربة العراق السابقة خلال حرب الخليج الثانية عام 1991عندما فقد العراق آلاف الجنود في صحرائه الواسعة. فخلال تلك الحرب تمكنت القوات البرية الاميركية من التغلب بسهولة على القوات العراقية التي لم توفر لها الخنادق والمخابئ غطاء من المدفعية والقصف الجوي. ويقول المسؤولون العراقيون ان قواتهم ستخوض حربا مختلفة بتوجيه الجنود بالاحتماء بالمدن ومحاولة استدراج القوات الاميركية الى حرب مدن. فقد علق محمد مهدي صالح، وزير التجارة العراقي، قائلا: «لا شيء في الصحراء، فإذا أراد الاميركيون تغيير النظام في العراق فعليهم ان يأتوا الى بغداد، فنحن بانتظارهم».

وعلى الرغم من عدم وجود عمليات حشد عسكري واضحة في شوارع بغداد خلال الاسابيع الاخيرة، فإن محللين عسكريين غربيين قالوا ان هناك ثلاث وحدات على الاقل من قوات الحرس الجمهوري الموالية، التي تدين بولاء قوي للرئيس العراقي، داخل العاصمة بغداد وحولها والتي يقطنها حوالي 4.8 مليون نسمة. واوردت مصادر «المؤتمر الوطني العراقي» هذا الاسبوع ان صدام حسين اصدر تعليمات بجعل قيادة الحرس الجمهوري مركزية وامر ببناء تعزيزات جديدة حول بغداد. ولم يتضح بعد ما اذا كان الحديث حول حرب المدن في بغداد يعكس خططا عسكرية حقيقية ام يستخدم فقط لمقابلة تهديدات واشنطن. فالمسؤولون العراقيون لم يعلقوا من جانبهم على نشر القوات سوى بغرض التأكيد على استعدادهم طبقا لتعليق مستشار للرئيس العراقي اكد ان بغداد تتعامل مع هذه المسألة بجدية تامة وانها على استعداد كامل لأي شيء. ويرى دبلوماسي في بغداد ان العسكريين العراقيين يعتقدون وجود جانب تكتيكي ايجابي في مصلحتهم، اذ بوسع القوات العراقية الاختلاط مع السكان المدنيين، وتساءل الدبلوماسي قائلا: «اذا بدأ الجنود العراقيون في إطلاق النار من داخل المباني المكتظة بالسكان، ماذا سيفعل الاميركيون؟ لن يكون بوسعهم بالتأكيد نسف هذه المباني».

المحللون العسكريون الاميركيون قالوا من جانبهم انهم يدركون ان القتال في الحرب المرتقبة ربما يدور داخل المدن، واشار بعضهم الى ان جزءا من السكان المدنيين سيساعد قوات الغزو على تحديد مواقع قوات الامن العراقية. واورد مراقبون ان القوات العراقية تعمل على إقامة تعزيزات خارج مدن اخرى مثل تكريت، مسقط رأس الرئيس العراقي، الواقعة على نهر دجلة على بعد 100 ميل الى الشمال من بغداد. وكانت تكريت قد شهدت الثلاثاء الماضي نشاطا عسكريا واسعا، اذ ظهر في شوارع المدينة العديد من الجنود بملابس مدنية الى جانب دوريات عسكرية على الطريق السريع. ومدينة تكريت، التي تحيط بها قاعدتان عسكريتان كبيرتان، يعتبرها مسؤولون غربيون موقعا يستمد منه صدام حسين اقوى تأييد له ومركز تنسيق للانشطة الامنية للحكومة. ويعتقد ان لصدام حسين عدة قصور رئاسية في المنطقة. ويقول دبلوماسيون اجانب في بغداد ان تكريت ستتمتع بالحماية ايضا لأنها تمثل قلب النظام.

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط» (شارك في إعداد هذا التقرير فيرنون لويب من واشنطن)