5 متهمين بتشكيل شبكة تجسس لحساب إسرائيل يروون للمحكمة العسكرية اللبنانية تفاصيل اتصالاتهم

TT

أنهت المحكمة العسكرية الدائمة في لبنان محاكمة افراد شبكة تجسس متهمة بـ«العمل لحساب جهاز الموساد الاسرائيلي، والاتصال بالعدو وعملائه ودس الدسائس لديه وافشاء معلومات يجب ان تبقى سرية». والمتهمون في القضية هم: المسؤول السابق في الادارة المدنية لميليشيا «جيش لبنان الجنوبي» رضوان الحاج، وعماد الرز ومحمد ابو ملحم وهنادي رمضان والقيادي السابق في حركة «امل» حسن هاشم.

وقد باشرت المحكمة باستجواب المتهم رضوان الحاج الذي كان ـ بحسب افادته ـ «دينامو» هذه الشبكة. وافاد بأن والده الذي كان مسؤولاً في الادارة المدنية لميليشيا «جيش لبنان الجنوبي» كلفه الذهاب الى بيروت ولقاء عمه محمد ابو ملحم الذي كان يملك مكتباً مالياً في منطقة الروشة، موضحاً انه كان يشعر ان ابو ملحم على علاقة خفية بالمخابرات الاسرائيلية. وقد كلف ان يبحث معه موضوع تجنيد حسن هاشم. وذكر انه بعد فترة وجيزة وكان ذلك في عام 1993 تلقى اتصالاً من الخارج وكان من عمه محمد ابو ملحم يبلغه فيه انه اصبح في لندن هو وحسن هاشم وانه نجح في تجنيده ليعمل لحساب الاسرائيليين.

وتحدث المتهم الحاج عن علاقته بالمتهم عماد الرز الذي تعرف اليه كمدير لمكتب عمه محمد ابو ملحم وانه عرض عليه التعامل مع الاسرائيليين مقابل ترتيب وضعه المالي وكان ذلك في عام 1995، وانه منذ ذلك التاريخ لم يعد باستطاعته المجيء الى لبنان لصدور مذكرة بحث وتحر بحقه في موضوع التجارة مع الاسرائيليين، كاشفاً عن سفره برفقه الرز الى ايطاليا حيث اجتمع الاخير في السفارة الاسرائيلية في روما بضابط اسرائيلي. اما بشأن المتهمة هنادي رمضان فأوضح الحاج انه كان يرتبط بعلاقة غرامية بها وبعدما انتقلت الى جزين عرَّفها الى المسؤول الامني في ميليشا «جيش لبنان الجنوبي» المدعو عباس ابو عباس والملقب بـ«الكونتي» وقد عرفها الاخير الى ضابط اسرائيلي راح يطلب منها معلومات لقاء مبلغ اتفقا عليه.

ثم استجوبت المحكمة المتهم محمد ابو ملحم الذي اعترف صراحة بأنه كان يعمل لحساب الاسرائيليين بالتنسيق مع شقيقه والد رضوان الحاج الذي طلب منه ان يجند حسن هاشم نظراً للموقع القيادي الذي يحتله (نائب رئيس حركة «امل» سابقاً) وعلاقاته الواسعة. وذكر ابو ملحم ان هاشم تردد عندما بحث معه في موضوع العمل لحساب الاسرائيليين «لكنني اقنعته وبررت له ذلك بأن السلام قادم وان الحالة العدائية مع اسرائيل ستنتهي الى اتفاق صلح»، موضحاً انه وهاشم سافرا الى لندن حيث التقى ضباط اسرائيليون مع هاشم.

من جهته، نفى المتهم حسن هاشم تهمة التعامل مع الاسرائيليين بالمطلق. وافاد ان سفره الى لندن مع ابو ملحم كان بهدف الاتفاق مع دار نشر «ليدي بيرد» بهدف تسويق المطبوعات التي يملكها في دار النشر خاصته في بيروت، لكنه هناك فوجئ بأن الاشخاص الذين قابلهم غير جديين في العمل بموضوع النشر وانهم راحوا يتحدثون في السياسة وفي اوضاع المنطقة. وذكر انه عاد الى بيروت من دون ان يتفق معهم على اي شيء. ونفى علمه بأن من كان يقابلهم هم اسرائيليون.

اما بالنسبة الى المتهم عماد الرز فاعترف بقبوله بالتعامل مع الاسرائيليين في موضوع «البزنس» وانه سافر مع رضوان الحاج الى ايطاليا واجتمع بضابط اسرائيلي على اساس التعاون في الامور التجارية، وتمويله في انشاء مدرسة ودار للنشر، وقال: «هناك في السفارة فوجئت بالضابط يسألني عن «حزب الله» وشخصيات لبنانية، وهنا دار جدال بيني وبينه لأني رفضت التعاون معه في امور امنية»، مؤكداً ان علاقته بالاسرائيليين انقطعت منذ عام 1997 عندما اصبح مديراً مالياً في مستشفى الشرق الاوسط.

وقد تراجع الرز عن معظم الاعترافات التي وردت في افادته الاولية ومنها انه تحدث مع طبيب من آل حيدر عاين الطيار الاسرائيلي رون آراد في احد مستشفيات بعلبك وانه وعد الاسرائيليين بمعلومات عنه.

اما المتهمة هنادي رمضان فاعترفت بأنها التقت ضابطاً اسرائيلياً يدعى شاي في شمال اسرائيل وانه طلب منها جمع معلومات عن «حزب الله» ومواقعه في الضاحية الجنوبية لبيروت مقابل مبالغ مالية. وذكرت انها ابلغت «الكونتي» المسؤول في «جيش لبنان الجنوبي» عدم قدرتها على تلبية طلبات الاسرائيليين.