المغرب يرجئ زيارة وزير خارجيته إلى بروكسل وإسبانيا تسعى إلى «أوربة» أزمتها مع الرباط

TT

أرجأ محمد بن عيسى، وزير الخارجية والتعاون المغربي الزيارة التي كان يعتزم القيام بها يوم الاثنين المقبل لبروكسل للقاء كبار مسؤولي الاتحاد الاوروبي، وعلى رأسهم رومانو برودي، رئيس المفوضية الاوروبية.

وكان برودي قد قرر مساء اول من امس ارجاء موعد اجتماعه مع بن عيسى، وعزا ذلك الارجاء الى ان جدول اعماله سيكون مكثفا للغاية مطلع الاسبوع المقبل.

وابرز جوناثان فول، الناطق باسم رئيس المفوضية الاوروبية في مؤتمر صحافي،ان برودي «سيلتقي الوزير» بن عيسى «في مناسبة اخرى خلال زيارة اخرى لبروكسل».

وفي سياق ذلك، عبرت السفيرة عائشة بلعربي، رئيسة البعثة المغربية لدى الاتحاد الاوروبي عن استغرابها لتأجيل اللقاءات التي كان من المنتظر عقدها يومي الاثنين والثلاثاء في بروكسل بين بن عيسى وكبار المسؤولين في المفوضية الاوروبية، من طرف الجانب الاوروبي.

وذكرت السفيرة بلعربي في بيان تلقت «الشرق الأوسط» امس نسخة منه، أن زيارة بن عيسى لبروكسل تمت برمجتها بعد اللقاء الذي خص به العاهل المغربي الملك محمد السادس، رومانو برودي رئيس المفوضية الاوروبية، وبطلب من هذا الاخير. وذلك على هامش قمة التنمية المستدامة التي احتضنتها جوهانسبورغ بداية الشهر الجاري.

وقالت السفيرة بلعربي ان الزيارة التي اجلت تأتي في إطار اتفاقية الشراكة والتعاون الاوروبي ـ المتوسطي التي انطلقت في برشلونة عام .1995 وقالت السفيرة المغربية إنها علمت من مصادر المجموعة الاوروبية، إن إرجاء لقاء برودي ـ بن عيسى في آخر لحظة، جاء نتيجة لضغوطات ملحة من طرف الاسبان.

وقالت السفيرة بلعربي ان المغرب الذي يظل دائما متشبتا بعلاقاته مع الاتحاد الاوروبي ودوله الاعضاء يأسف لهذا التأجيل، ويأسف لأسبابه ايضا، وأيضا لمحاولة اسبانيا «أوربة» خلاف ذي طابع ثنائي مع دولة تربطها علاقة شراكة مع الاتحاد الاوروبي. ويرى المراقبون انه في الوقت الذي اعتبر فيه الاتحاد الاوروبي، الازمة المغربية ـ الاسبانية بأنها «ثنائية» تسعى الحكومة الاسبانية الى «اوربتها»، وذلك بضغط من المؤسسة العسكرية الاسبانية. خاصة ان الملف المغربي اصبحت تتولاه المؤسسة العسكرية نفسها.

وكان لقاء بن عيسى مع كبار المسؤولين الاوروبيين، لو لم يتم ارجاؤه سيتم على هامش اجتماع الشؤون العامة والعلاقات الخارجية الذي تعقده الدول الاعضاء الـ15 في الاتحاد الاوروبي يوم الاثنين المقبل بحضور وزيرة الخارجية الاسبانية، آنا بالاثيو. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصدر دبلوماسي في بروكسل، ان بالاثيو هددت بعدم حضور الاجتماع إذا استقبل المسؤلون الاوروبيون، وخاصة برودي، الوزير بن عيسى.

واعلنت مصادر دبلوماسية اول من امس لوكالة إفي الاسبانية انه ليس هناك ما يثبت ان بن عيسى طلب الاجتماع مع الـ15 ولو ان «قوانين الاتحاد لا تسمح بذلك».