مكاتب التصويت في المحافظات الصحراوية عرفت إقبالا ضعيفا في الصباح وارتفعت وتيرته في المساء

TT

اجمعت مصادر متطابقة من المحافظات الصحراوية لـ«الشرق الأوسط» ان عملية التصويت، مرت في اجواء تميزت بالتنافس الحاد بين المرشحين. وحتى حدود منتصف نهار امس، ومع ازدياد عدد الوافدين على مكاتب التصويت، اخذت الامور منحى آخر عندما ظهرت نوايا بعض المرشحين الذين لجأوا الى استعمال الانتماء القبلي واستثماره لانتزاع اصوات اضافية. وفيما اكدت المصادر ذاتها ان القاسم المشترك الذي يوحد العملية الانتخابية في هذه المحافظات هو التوافد المتواصل للسكان على مكاتب التصويت، ورغبتهم في تفعيل المسلسل الديمقراطي الذي يعرفه المغرب مما يعجل بتسوية ملف الصحراء، وتطبيق اتفاق الاطار المقترح من قبل الموفد الخاص للامين العام للامم المتحدة، جيمس بيكر.

وقال حسن الدرهم، مرشح حزب التجمع الوطني للاحرار في مدينة العيون، كبرى المحافظات الصحراوية، ان درجة توافد الناخبين على مكاتب التصويت كانت ضعيفة في الصباح لكنها سرعان ما عرفت دينامية في المساء.

واكد الدرهم في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» ان الاجواء العامة كانت جيدة، رغم بعض السلوكات غير الديمقراطية وغير المسؤولة التي صدرت عن انصار بعض المرشحين الذين لجأوا الى استعمال المال وشراء اصوات الناخبين.

واضاف الدرهم «ان الدولة قامت بواجبها على اكمل وجه في مجال اعداد البنيات التحتية، واتخاذ التدابير الجذرية اللازمة اذا ما ثبت تورط احد في مخالفة القانون»، مشيرا الى ان الخلل يكمن في ان القناعات لم تترسخ بعد لدى المواطنين، وان المواطن في الاقاليم الجنوبية مثله مثل المواطن في بقية المحافظات الاخرى ليست له من المعرفة والحنكة السياسية اللتين تخول له قراءة البرامج السياسية لدى الاحزاب واختيار المرشح المؤهل.

وشدد الدرهم على ان الرغبة في ان تكون هذه الانتخابات في الاقاليم الصحراوية انتخابات نزيهة، خيار يجمع عليه كل ابناء المنطقة لان ذلك من شأنه ان ينعكس على مسار الوحدة، «لكن المال وشراء الاصوات قد يفسد علينا هذا الاختيار المستقبلي لهذه الجهات».

وأوضح مصدر من مدينة طانطان (300 كلم شمال العيون) ان المدينة عرفت حملة اكتساح واسعة النطاق قام بها انصار احد المرشحين، تميزت باستعمال المال، وأن الشرطة القضائية استنطقت مجموعة من الناخبين الذين اكدوا لها بعد حصولهم على ضمانات انهم تلقوا اموالا من قبل احد المرشحين قيمتها 200 درهم مقابل التصويت على اللائحة المحلية، وترك الخيار امامهم بالنسبة للائحة الوطنية.

وأكد المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته ان حي بئر انزران في مدينة طانطان كان مسرحا للعديد من المواجهات بين انصار مرشحين.

واضاف المصدر ان الميزة الجيدة التي تم رصدها على مستوى السير العام للانتخاب امس هو مشاركة الشباب بصورة كثيفة، واتفقت اختياراتهم كلها على دعم المرشحين الشباب، وذلك اقتناعا منهم بأن الوجوه القديمة لم تقدم جديدا على مدى السنوات الماضية، وان الرهان معلق على الجيل الجديد الذي سيضطلع بمهمة ترجمة الاختيارات العامة الاقتصادية والسياسية للعهد الجديد.