نيودلهي تعلن أن مهاجمي المعبد الهندوسي باكستانيان وإسلام آباد تتهم جواسيس هنودا بقتل المسيحيين في كراتشي

TT

نيودلهي ـ وكالات الأنباء: تبادلت الهند وباكستان امس اتهامات بالوقوف وراء اعمال ارهابية جرت فيهما اخيرا، اذ قالت الشرطة الباكستانية ان جواسيس من الهند تآمروا لقتل سبعة موظفين مسيحيين بجمعية خيرية في كراتشي. لكن وزير الخارجية الهندي ياشوانت سينها قال امس: «ليس لديهم (الباكستانيون) اي دليل عن تورط اي جهة بالهند.. انها ليست المرة الاولى التي تطلق فيها باكستان مثل تلك الاتهامات».

وكان مسلحون قد اقتحموا مكتب جمعية خيرية مسيحية بباكستان قبل يومين واوثقوا الموظفين وكمموهم قبل اطلاق النار عليهم في الرأس، واحدا اثر الآخر، من مسافة قريبة. وهذا هو الهجوم السابع على مسيحيين او اهداف غربية في باكستان خلال الاشهر الاثني عشر الماضية والتي قتل خلالها اكثر من 60 شخصا والقيت بالمسؤولية عنها على جماعات اصولية متشددة اغضبها تأييد حكومة اسلام اباد للحرب التي تقودها الولايات المتحدة في افغانستان المجاورة.

وفي الوقت نفسه نقلت وكالة «برس تراست»الهندية للانباء امس عن مصادر امنية رسمية قولها : «ان المسلحين الاصوليّين اللذين اقتحما معبدا هندوسيا بغرب الهند يوم الثلاثاء الماضي وقتلوا 28 شخصا يحملون الجنسية الباكستانية». واضافت ان احد المسلحين من لاهور والثاني من مدينة اتوك التي تبعد 80 كيلومترا الى الغرب من العاصمة الباكستانية اسلام اباد. واشارت الى انه لم يتضح بعد الجماعة التي ينتمي اليها الرجلان. وداهم المسلحان معبد اكشاردام والقوا قنابل واطلقوا النيران بشكل عشوائي يوم الثلاثاء الماضي مما اسفر عن مقتل 28 من المصلين من بينهم نساء واطفال. وقتل المسلحان بالرصاص في نهاية الامر بعد محاصرة للمعبد في جانديناجار عاصمة ولاية غوجارات.

واعلنت السلطات الهندية امس توقيف شخصين بينهما سائق سيارة يرجح ان يكون نقل المهاجمين الى المعبد. ونقلت الوكالة الهندية عن محققين قولهم ان المهاجمين هما محمد امجد بهائي وحافظ ياسر، وهما باكستانيان. وقالت السلطات الهندية انه عثر على رسالتين مكتوبتين بالاوردو (احدى اللغات الرسمية في باكستان) في حوزة المهاجمين اللذين قتلا بعد الهجوم تتبنى فيهما الهجوم «حركة تحريك القصاص» وهي مجموعة اصولية غير معروفة، ويرجح انها تريد بذلك الانتقام لمقتل مئات المسلمين في غوجارات في الربيع الماضي على يد متطرفين من الهندوس. وتتهم نيودلهي باكستان بتشجيع «عمليات تسلل الاصوليين» الى الاراضي الهندية وخصوصا من كشمير الباكستانية.

وعلى الصعيد الميداني عادت الانشطة التجارية والصناعية الى طبيعتها امس بولاية غوجارات بغرب الهند بعد اضراب استمر يوما واحدا احتجاجا على مذبحة ارتكبها المسلحان بمعبد هندوسي الا ان الخوف لايزال يعتري سكان الولاية خشية تجدد العنف.

وقال رشيد خان وهو صاحب مطعم في احمد اباد المدينة الرئيسية بالولاية: «لازلنا في حالة من القلق. لايزال بمقدور هؤلاء الناس «المتطرفون الهندوس» خلق اضطرابات بعد ابتعاد قوات الشرطة والجيش عن الشوارع».

ويخشى سكان الولاية من تجدد اعمال العنف الطائفية التي اجتاحت احمد اباد ومناطق اخرى من الولاية في وقت سابق من العام الحالي عندما قتل الف شخص على الاقل معظمهم مسلمون في اعمال عنف انتقامية متبادلة، بعد ان احرق اصوليون قطارا في فبراير( شباط) الماضي مما اسفر عن مقتل 59 هندوسيا.

ولم ترد انباء عن وقوع اعمال عنف في الولاية امس، باستثناء حوادث متفرقة وعم الهدوء ارجاء الولاية خلال اضراب عام دعا اليه متشددون هندوس. وفرضت حراسة مشددة على المعبد الهندوسي في جانديناجار عاصمة الولاية. وقالت حكومة غوجارات انها ستقرر ما اذا كان يتعين الابقاء على القوات المرابطة في شتى ارجاء الولاية بعد ان فتحت المتاجر والمدارس والانشطة ابوابها. وتشتبه الهند بوجود صلة بين مهاجمي المعبد وباكستان التي نفت هذه الصلة بصورة قاطعة. وتفاقم التوتر بين الخصمين النوويين في اعقاب هجوم مسلحين على مجمع بالبرلمان الهندي في ديسمبر (كانون الاول) الماضي. كما تأزمت العلاقات بينهما بعد تبادل الاتهامات بشأن سلسلة من اعمال العنف التي وقعت على اراضي البلدين.

ومشطت القوات الهندية مدينة احمد اباد امس الاول للحيلولة دون وقوع اعمال عنف طائفي. وفي نيودلهي نظم نحو ثلاثة الاف محتج يضمون اعضاء من حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي الحاكم مسيرة الى السفارة الباكستانية مطالبين باتخاذ اجراء ضد اسلام اباد التي تتهمها الهند بأنها وراء الهجوم وهو اتهام تنفيه باكستان. واستخدمت الشرطة مدافع المياه لوقف المحتجين حينما كانوا يسيرون في حي السفارات الراقي في نيودلهي تجاه السفارة الباكستانية.

ونشرت الحكومة الهندية الجيش في ولاية غوجارات لاخماد اعمال العنف في وقت سابق هذا العام، الا انها وجهت لها انتقادات لتأجيل نشر القوات عدة ايام اصبحت خلالها الاضطرابات خارجة عن نطاق السيطرة.