خاتمي: نحن والكويت نوجه العتب إلى العراق

جابر المبارك: ما يحدث بين الكويت وإيران خطوة أولى ولا معوقات للتواصل

TT

اكد الرئيس الايراني محمد خاتمي ان دول الشرق الاوسط بلغت مستوى الفهم الذي يمكنها من الحفاظ على أمنها واستقرارها.

واضاف خلال استقباله نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الكويتي الشيخ جابر المبارك الصباح مساء اول من امس ان ايران على استعداد لتطوير العلاقات مع جيرانها، لاسيما على الصعيد العسكري. ورأى ان «العلاقة بين البلدين طيبة ويمكن ان تكون نموذجية يحتذى بها دوليا نتيجة العوامل المشتركة دينيا واجتماعيا، فضلا عن حاجتنا الى الأمن والاستقرار وتبادل الخبرات».

واشار الى ان ثمة «جوانب لم نستثمرها، وما يهمنا هو ارادة وعزيمة المسؤولين من الطرفين، لان المنطقة مهمة لنا ولعالمنا، وكلما كانت الاهمية اكثر زادت المشاكل والتحديات».

واوضح: «ان النزاعات التوسعية والاحتكارية لن تكون ناجحة وفاعلة في العالم المعاصر ما دمنا ندرك واقعنا والمصير الذي يربطنا». واشار الى «ان المنطقة شهدت حربين في عقد من الزمان، الاولى بين ايران والعراق استغرقت 8 سنوات، والثانية خلال الاحتلال العراقي للكويت، ونحن لا نريد العودة الى الماضي، لكننا اذا اردنا توجيه العتب، فإننا والكويت نوجهه الى العراق».

وشدد الرئيس الايراني ان بلاده ليست مع ضرب العراق قائلا: «لسنا مع ضرب العراق بأي شكل، لان ذلك يؤذي الشعب العراقي وينطوي على مخاطر في المنطقة».

واعرب عن الأمل في ان «تتخذ الحكومة العراقية الموقف السليم والصحيح، حتى لا تعطي الفرصة لأي جهة كانت لضربه».

وتطرق خاتمي الى سياسة الحكومة الايرانية التي «تنتهج الانفراج وتدعو الى تجاوز مرحلة العلاقات الاعتيادية الى التجارية والعسكرية». واستشهد بالتقارب الايراني ـ السعودي، «إذ لم يتصور احد ان نوقع مع السعودية مذكرات تتناول الجوانب الأمنية بهذه السرعة، لكن بوجود النوايا والاحترام والعزيمة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية والاستثمار، كلها سهلت لنا الأمور».

واكد «ان ايران تحترم الكويت بشكل خاص ونرى الشعور ذاته لدى الكويتيين تجاهنا».

وقال ان زيارة وزير الدفاع الايراني الادميرال علي شمخاني الاخيرة الى الكويت والاستجابة السريعة في رد الزيارة من قبل الشيخ جابر المبارك مؤشر على تبادل الثقة بين البلدين.

واعتبر خاتمي ان «اي تعاون مع دول المنطقة في المجالين الامني والعسكري لن يكون على حساب دولة اخرى، لاننا ننظر الى اهمية تعزيز الامن في المنطقة لتصبح مستقرة وآمنة من دون الحاجة الى الحضور الاجنبي. وطالب خاتمي ببذل الجهود «لاثبات ان المنطقة يمكن ان تحل قضاياها من قبل دولها الواقعة في محيطها».

واشار الى «اننا لن نسمح للعدو الصهيوني باستغلال احداث سبتمبر ليصبح مصير الشعب الفلسطيني للنسيان، فما يهمنا هو السلام الذي يجب ان يبنى على العدالة مع التأكيد على حق الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج».

من جانبه، اكد الشيخ جابر المبارك ان «ايران جار عزيز وتعزيز العلاقة يعود الفضل فيه الى وزير الدفاع الايراني، الذي سبقنا الى زيارة الكويت». ورأى انه «رغم تأخرنا كثيرا في اللقاء، لكننا نعتبر ما يحدث حاليا خطوة اولى ونتمنى ان تكون الثانية للتعاون بين البلدين». وقال ان «المشاكل التي تعرضت اليها منطقتنا في السنوات الاخيرة ابعدتنا عن بعضنا وحان الوقت لان نعزز الثقة فيما بيننا، وان ندرك بان الدولة التي تتعرض الى الاذى ستؤذي بقية الدول الاخرى».

واضاف ان «الكويت واجهت الضرر من الجار العراقي ولا يزال الشعب العراقي يتعرض الى الضرر من نظام ندرت حالته على مستوى العالم».

وعلى صعيد ذي صلة، رفض الامين العام للمجلس الاعلى للامن الوطني الايراني الدكتور حسن روحاني تجزئه امن الكويت عن امن ايران، وابدى خلال لقائه الشيخ جابر المبارك الصباح ارتياحا لتنمية العلاقات مع الكويت، قائلا: «علينا النظر الى المستقبل وليس الماضي».

واشار الى ان الظروف العالمية والاقليمية تحتم زيادة وتكثيف المشاورات للخروج بمواقف مشتركة تجاه القضايات الدولية «فنحن نقع في منطقة حساسة من الناحية الجيوستراتيجية والمصادر الغنية في بلدينا دفعت الآخرين ان ينظروا الينا بطمع».