شددت «اللجنة الوطنية التنفيذية» لحزب العمال البريطاني الحاكم على وجوب العمل لحل الصراع الفلسطيني ـ الاسرائيلي بحماس لا يقل عن ذاك الذي تكرسه الحكومة لمعالجة الأزمة العراقية. واعتبرت ان ثمة حاجة ماسة لاعادة بدء عملية السلام بين اسرائيل وفلسطين بما يتفق مع قرارات مجلس الأمن الحالية.
وأكد البيان على ضرورة عدم اللجوء الى الحرب الا كملاذ أخير وعلى تخويل الأمم المتحدة لعب دور قيادي في التعاطي مع الأزمة العراقية وإذ عكس البيان في شطره الأكبر موقف الحكومة البريطانية حيال الأزمة، فهو قد جاء في ختام جلسة طويلة عقدت الليلة قبل الماضية واجه خلالها رئيس الوزراء توني بلير زملاء آخرين في اللجنة من المعارضين لشن حرب ضد العراق. وبينما اخفقت محاولات ثلاثة من اعضاء اللجنة النافذة في تعديل البيان الرسمي لجهة الدعوة لعدم القيام بعمل عسكري في العراق، فسيشهد المؤتمر في وقت لاحق تقديم مذكرتين تطالبان بعدم اللجوء الى الحرب واعطاء المنظمة الدولية الفرصة الكافية لحل المشكلة. ويعتقد ان وزيرة التعاون الدولي كلير شورت ستحذر بشدة في كلمتها أمام المؤتمر من عواقب الحرب عموماً.
وكانت اللجنة التي تعتبر أرفع سلطة في الحزب الحاكم ويشترك في عضويتها بلير وثلاثة من أعضاء مجلس الوزراء قد عقدت جلسة الليلة قبل الماضية لاقرار البيان الرسمي حول العراق. وتمكن رئيس الحكومة وأنصاره بسهولة من افشال محاولة من مارك سيدون لتعديل الصيغة المقترحة. بيد ان التعديل المعارض للحرب الذي صوت لصالحه ثلاثة من أعضاء اللجنة الـ32، يعبر عن آراء قطاع واسع من ناشطي الحزب الحاكم. وتجلى قلق المؤتمرين من احتمال مشاركة بلادهم في «حرب اميركية منفردة ضد العراق»، من خلال مذكرتين طرحتا للاقتراع في اطار المناقشة المخصصة للأزمة العراقية الليلة الماضية.
وعلى الصعيد الفلسطيني طرح الوفد الممثل لأعضاء حزب العمال في فرع «هارو ايست» مشروع مذكرة تتصل بالنزاع الفلسطيني ـ الاسرائيلي. وتكاد المذكرة التي صوت عليها المؤتمرون الليلة الماضية تكون نسخة طبق الأصل من السياسة التي تنتهجها الحكومة حيال النزاع. فهي تدعو الى حل يستند الى قرارات الأمم المتحدة ويشتمل على الاقرار بوجود اسرائيل الآمن ضمن حدود معترف بها عربياً، وعلى اقامة دولة فلسطينية مستقلة.