الصحافة الإسرائيلية تعتبر حصار عرفات «نكسة حقيقية» لإسرائيل

TT

القدس المحتلة ـ أ.ف.ب: اجمعت الصحف الاسرائيلية الصادرة امس على وصف الحصار الذي اضطرت اسرائيل اول من امس لرفعه عن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في مقره في رام الله بضغط من الولايات المتحدة بأنه «نكسة حقيقية» بعد الفشل في اعتقال فلسطينيين مطلوبين.

ونشرت صحيفة «معاريف» على صدر صفحتها الاولى تقريرا بعنوان «اسرائيل اندحرت والارهابيون المطلوبون فروا» مرفقة بصورة للرئيس عرفات «خارجا من انقاض مقره محمولا على اكتاف مناصريه».

وحملت الصفحة الاولى لصحيفة «يديعوت احرونوت» الواسعة الانتشار صورة للرئيس الفلسطيني مشرق الوجه ورافعا شارة النصر، مرفقة بتقرير بعنوان «شارون: لا يمكننا ان نقول لا لأكبر اصدقائنا» (الولايات المتحدة).

من جهته كتب بين كاسبيت احد ابرز صحافيي «معاريف» ويغطي رحلة رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون الى موسكو التي بدأت اول من امس ان «الرحلة الى موسكو بالنسبة لشارون جاءت في وقتها المناسب تماما. في مثل هذا اليوم يجب الرحيل ولا يهم الى اين. لكن المهم الابتعاد اكثر ما يمكن عن المقاطعة» اي مقر عرفات.

واعتبرت الصحيفة ان حصار المقاطعة الذي بدأ بهدير الجرافات واجواء الحرب انتهى بشكل «مخجل».

وتحت ضغط الولايات المتحدة التي تريد ان تكون مطلقة اليدين لمهاجمة العراق رفعت اسرائيل، التي كانت تطالب باستسلام عشرين فلسطينيا تتهمهم بالتورط «بالارهاب»، اول من امس الحصار الذي كانت تفرضه منذ عشرة ايام على المقاطعة.

وكتب هيمي شاليف في افتتاحية نشرتها صحيفة «معاريف» على صفحتها الاولى ان «شارون يخلف وراءه هزيمة كبرى، هي الأفدح منذ توليه مهامه (في مارس / آذار 2001) وهناك اتفاق حول هذه النقطة على الساحة السياسية بمجملها». وقال ان «العملية العقابية التي بدأت بضخامة تحولت الى هزيمة، والفلسطينيين يسخرون، والافدح من ذلك والاخطر هو ان اعداء اسرائيل يمكن ان يستنتجوا، بعد الفشل الذريع في رام الله، بأن اسرائيل مكبلة اليدين حاليا وقد يبدأون باستفزازنا».

من جهته كتب ناحوم بارنيا كاتب الافتتاحية في «يديعوت احرونوت» على صدر صفحتها الاولى ان «شارون قرر تجنب مواجهة مع (الرئيس الاميركي جورج) بوش وتحمل اهانة التراجع»، مؤكدا ان «هذا القرار يتطلب شجاعة».

واضاف ان «العبرة التي يجب استخلاصها الآن للمستقبل تقول ان مفتاح اي اتفاق في الشرق الاوسط هو بين يدي الرئيس بوش وحده».

وقال «اذا اندلعت الحرب ضد العراق وتعرضت اسرائيل لهجوم بأسلحة غير تقليدية، فسيكون على الحكومة اتخاذ قرارات صعبة تتعلق بكيفية الرد وبأي اسلحة. لكن سيكون من سوء حظنا ان تتخذ هذه القرارات بنفس الطريقة المؤسفة التي اتخذ فيها قرار تدمير المقاطعة».

من جهتها كتبت صحيفة «هآرتس» (مستقلة) ان «القادة السياسيين في البلاد وقادة الجيش فشلوا تماما في قراءة مصالح السياسة الاميركية». واكدت الصحيفة ان «الخسارة الرئيسية في هذه القضية لأرييل شارون هي ظهور خلاف بين اسرائيل والولايات المتحدة، لأن التنسيق الوثيق مع حكومة الرئيس بوش كان يشكل حتى الآن حجر الزاوية لسياسته».

وخلصت «هآرتس» الى القول ان قضية المقاطعة «اثبتت ان الولايات المتحدة تدعم ارييل شارون طالما انه لا يخالف مصالحها وهذا ما يجب ان يقلق رئيس الوزراء في المستقبل.