بريطانيا واثقة من دعم دولي لقرار حازم حول العراق

باريس عارضت مجددا تهديد بغداد بالعمل العسكري وموسكو شددت على سرعة عودة المفتشين

TT

عبر رئيس الوزراء البريطاني توني بلير عن ثقته بان مجلس الامن الدولي سيدعم قرارا حازما ضد العراق، مؤكدا ضرورة ان يحترم الرئيس العراقي صدام حسين ارادة الاسرة الدولية او مواجهة خطر الحرب. من ناحيته، جدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين امس تأييده «لعودة سريعة لمفتشي الامم المتحدة» الى العراق، فيما أكدت فرنسا معارضتها لقرار صارم من مجلس الامن الدولي يهدد العراق باستخدام القوة العسكرية، كما حذرت من أن مثل هذا الاجراء قد يهدد الاستقرار الدولي.

وقال بلير ردا على انتقادات لسياسته حيال العراق خلال المؤتمر السنوي لحزبه حزب العمال في شمال غربي انجلترا، ان مجلس الامن الدولي هو «الطريق الوحيد» لمواجهة صدام حسين وتجريده من اسلحة الدمار الشامل. واوضح في حديث لهيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) «آمل ان نحصل على القرار الذي نريده واعتقد اننا سنتوصل الى ذلك». وقال بلير لمندوبي حزب العمال المجتمعين في بلاكبول ان «صدام لم يحترم ابدا في الواقع الارادة التي عبرت عنها الامم المتحدة والاسرة الدولية منذ سنوات». واضاف «لا اريد الحرب وليس هناك عاقل يريد الحرب. ليس علينا ان نحارب الا عندما يكون ذلك واجبا». وتابع بلير انه اذا تراجعت الاسرة الدولية عن موقفها «بعد ان عبرت عنه بوضوح فان ذلك سيعني اعطاء الضوء الاخضر ليس للعراق فقط بل لاي دولة اخرى في العالم لتطوير اسلحة للدمار الشامل وتهديد العالم بها». ورفض بلير ان يوضح ما اذا كانت بريطانيا ستشارك في عملية عسكرية ضد العراق مع الولايات المتحدة بدون قرار من مجلس الامن الدولي.

من جهة اخرى، رفض بلير امام مندوبات مسلمات في الحزب وصف النزاع مع العراق بانه انعكاس لخلاف بين المسيحيين والمسلمين. وقال ان «الذين تألموا وسقطوا بسبب صدام حسين في حرب الخليج وضم الكويت والحرب بين العراق وايران واضطهاد الاكراد مسلمون». وأكد رئيس الوزراء البريطاني انه «لا يدافع عن الادارة الاميركية بل عن العلاقات بين الولايات المتحدة واوروبا»، منتقدا بشدة «المعادين لاميركا من اليساريين والذين ينادون بالاختيار بين الولايات المتحدة واوروبا من اليمينيين». واضاف «اخالفهم الرأي بشكل كامل. ليس هناك ما نختاره. لدينا حلفاء وعلينا ان نكون حلفاء لاميركا واوروبا في الوقت نفسه. نحن جزء اساسي من اوروبا ونرى في علاقتنا مع الولايات المتحدة قوة».

الى ذلك، جدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين امس خلال استقباله رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون في الكرملين، تأييده «لعودة سريعة لمفتشي الامم المتحدة» الى العراق. واوضح الرئيس الروسي «نعتبر ان القضية الاهم تتمثل في عودة المفتشين الدوليين في اسرع وقت ممكن الى العراق». واضاف بوتين ان من المهم جدا «التحاور فضلا عن ايجاد حل سياسي نهائي في اطار مجلس الامن الدولي». وجاء كلام الرئيس الروسي غداة مشاورات روسية ـ اميركية شهدتها موسكو لم تسمح برفع المعارضة الروسية للجوء الى القوة ضد بغداد. وتقول روسيا انه ليست هناك حاجة لقرار جديد لاستئناف عمليات التفتيش عن اسلحة الدمار الشامل في العراق والتي توقفت عام .1998 وقال وزير الخارجية الروسي ايجور ايفانوف بعد المحادثات التي اجراها مساعد وزير الخارجية الاميركي مارك جروسمان في موسكو ان روسيا مستعدة لبحث القرار مع الاعضاء الاخرين في مجلس الامن. الا ان تقارير لوكالات الانباء الروسية نقلت عن مصدر لم تذكر اسمه قوله ان القرار غير قابل للتنفيذ.

من ناحيتها، أكدت فرنسا امس معارضتها لقرار صارم من مجلس الامن الدولي يهدد العراق باستخدام القوة العسكرية، كما حذرت من أن مثل هذا الاجراء قد يهدد الاستقرار الدولي. وقال وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيلبان لصحيفة «لوموند» «لا نريد أن نعطي موافقة مطلقة للقيام بعمل عسكري لاننا نريد أن نضطلع بمسؤولياتنا كاملة». وأضاف في المقابلة التي أذيعت مقتطفات منها قبل الموعد المقرر لنشرها في عدد اليوم «لذلك لا يمكننا أن نقبل قرارا يصرح من الان باستخدام القوة دون احالة الامر لمجلس الامن الدولي.