مبارك والأسد يدعوان مجلس الأمن لإلزام إسرائيل احترام تعهداتها وباستنفاد جميع الوسائل السلمية في التعامل مع العراق

TT

كانت الضربة الاميركية المحتملة للعراق وتطور التصعيد العسكري الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية المحتلة محور مباحثات القمة المصرية السورية التي عقدت أمس بالقاهرة. ودعا الرئيسان المصري حسني مبارك والسوري بشار الأسد في ختام مباحثاتهما مجلس الأمن الدولي والقوى الدولية الى إلزام اسرائيل باحترام تعهداتها والتزاماتها وحملها على تنفيذ قرارات الشرعية الدولية دون ازدواجية في المعايير، من أجل توفير مناخ موات لانقاذ عملية السلام طبقا للمرجعية الدولية.

وأكد الرئيسان مبارك والأسد في بيان تلاه على الصحافيين وزير الاعلام المصري صفوت الشريف عقب المباحثات التي جرت بالقاهرة أمس أهمية النظر في قضية العراق بما تتطلبه من أهمية وما تمثله من خطورة على جميع الاطراف.

وطالب الرئيسان بتعزيز الموقف الدولي الرافض لتوجيه ضربة الى العراق بما يجنب شعوب المنطقة الأهوال التي يمكن أن تتعرض لها مع متابعة الجهود الدولية المبذولة للخروج من الموقف المتأزم.

وقال صفوت الشريف للصحافيين ان المباحثات بين مبارك والأسد عكست تطابق وجهات النظر حيال القضايا العربية خاصة القضية الفلسطينية والقضية العراقية، وانه على ضوء المباحثات التي تمت صدر بيان مشترك فيما يلي نصه.

في إطار المشاورات الأخوية التي يجريها القادة العرب لمواجهة التحديات المتزايدة التي تتعرض لها الأمة العربية وقضاياها في الآونة الأخيرة ومتابعة للاتصالات التي تمت على مستوى القمة في الاسابيع الماضية، استقبل الرئيس المصري حسني مبارك الرئيس بشار الأسد بالقاهرة واستعرض الرئيسان التطورات الأخيرة التي طرأت على الموقف في المنطقة من منطلق حرص القطرين الشقيقين وباقي الاقطار العربية الشقيقة على حماية مصالحها الاستراتيجية والتصدي بفاعلية للاخطار التي تتعرض لها، مما يتطلب صياغة رؤية متكاملة وموحدة تتبلور حول التزام عربي جماعي واضح لكيفية التعامل مع الموقف بكافة أبعاده وجوانبه، فقد استعرض الرئيسان الاخطار التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني نتيجة السياسات والممارسات الاسرائيلية المضادة للسلام وتنكرها للاتفاقيات والالتزامات وتهديد أمن واستقرار المنطقة.

ودعا الرئيسان مبارك وبشار الاسد مجلس الأمن الدولي والقوى الدولية المعنية بالعمل على إلزام اسرائيل بوجوب احترام تعهداتها والتزاماتها وحملها على تنفيذ قرارات مجلس الأمن دون ازدواجية في المعايير وخاصة قرار مجلس الأمن الأخير الذي يطالب اسرائيل بالانسحاب من المناطق التي احتلتها باعتبار ان هذا هو الكفيل بوقف التدهور في الموقف وإيجاد المناخ المواتي لانقاذ عملية السلام على المسارات المختلفة طبقا للمرجعية الدولية التي وضعها المجتمع الدولي.

كما استعرض الرئيسان التطورات الأخيرة والاحتمالات المختلفة للمسألة العراقية وتداعياتها الخطيرة على دول المنطقة كافة ودعا الرئيسان الى النظر الى هذه القضية بما تتطلبه من أهمية وما تمثله من خطورة على جميع الاطراف.

والتقت ارادة الرئيسين على وجوب استنفاد جميع الوسائل للتعامل مع الموقف بالوسائل السلمية بما يجنب شعوب المنطقة الأهوال التي يمكن ان تتعرض لها، كل هذا في اطار مسؤولية مجلس الأمن عن حفظ السلم والأمن الدوليين ومتابعة الجهود المبذولة للتوصل الى مخرج للموقف المتأزم وتجنيب المنطقة مآسي الحروب والاسراع في استئناف عمليات التفتيش التي تقوم بها فرق التفتيش على اسلحة الدمار الشامل بتفويض من مجلس الأمن».

وكانت المباحثات المصرية السورية قد بدأت ظهر أمس فور وصول الرئيس السوري بشار الأسد الى القاهرة، بجلسة ثنائية بين مبارك والاسد انضم إليها بعد ذلك وفدا البلدين. حيث ضم الجانب المصري المشير محمد حسين طنطاوي وزير الدفاع والانتاج الحربي وصفوت الشريف وزير الاعلام والدكتور اسامة الباز المستشار السياسي لرئيس الجمهورية، وضم الجانب السوري عبد الحليم خدام نائب الرئيس السوري وفاروق الشرع نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية .