قاضي قطار الصعيد لـ«الشرق الأوسط»: انتقادي للمسؤولين ليس تبريرا لحكم البراءة

TT

أعرب المستشار سعد عبد الواحد رئيس محكمة جنايات الجيزة عن ألمه من تقديم المتهمين الـ11 للمحاكمة في حادث قطار الصعيد . وقال انه شعر بالضيق من المشاهد التي رافقت الحادث وانتقد في بداية حديثه لـ«الشرق الأوسط» رئيس الوزراء المصري الدكتور عاطف عبيد الذي قال إنه أخذ يصرح ويدلي بتصريحاته منذ وقوع الحادث عن السبب. كما انتقد رئيس المحكمة أيضاً الاعلام المصري الذي قال إنه أصدر أحكاماً قبل أن يقول القضاء كلمته وانتقد تقرير اللجان الفنية واصفاً تقريرها «بالميوعة». وفي ما يلي نص الحديث:

* هل الحكم الذي أصدرته ببراءة المتهمين وتوجيه اللوم للسلطات كان سياسيا؟

ـ الدفاع والمتهمون سعوا كثيراً إلى أن يضعوا القضية في اطار سياسي واستغلوها سياسياً ضد النظام، ولكن المحكمة حاولت وسعت أن تكون القضية والحكم حسب القانون ونصوصه فقط وليس سياسياً، إلا أن المناخ العام عندما يصدر حكم بنقد المسؤول أو النظام يتم تحويله سياسياً. لكني أؤكد أن القضاء ليس له شأن بالسياسة.

* هل هيئة المحكمة راضية عن الحكم؟

ـ نعم، الحمد لله أرضيت ضميري وربنا. فقد كنت أشعر منذ وقت طويل ببراءة هؤلاء المتهمين بل شعرت أنهم مجني عليهم وليسوا جناة.

* ذكرت في البيان قبل النطق بالحكم ان المتهم الحقيقي خارج القفص، من هو؟

ـ قصدت المحكمة كبار المسؤولين من رؤساء الهيئة السابقين وكبار المسؤولين من شرطة النقل والمواصلات وأعضاء مجلس الادارة الذين لم يراعوا ربهم ولا ضمائرهم.

* هل الحكم شكل من أشكال الانتقاد لنظام الدولة؟

ـ أنا ليس لي شأن بالدولة، فالقضاء ينظر القانون ولكن أردت أن أضع الأمور في نصابها في هذا الحكم حتى لا نعلق المسؤولية في رقاب ضعاف القوم ويظل الجاني الحقيقي خارج القفص.

* هل هذه الانتقادات تبرير لحكم البراءة؟

ـ القضاء لا يبرر أحكامه ولكن أردت أن أرضي ضميري وأعلن ما شاهدته من خلال فحص واستعراض ودراسة جوانب القضية.

* من المتسبب الحقيقي اذن في وقوع الحادث؟

ـ الله أعلم وأؤكد أن الأوراق خالية من تحديد المسؤولية أو تحديد سبب الحادث على سبيل القطع والجزم واليقين.

* ألم يكن تقرير اللجان الفنية كافيا لادانة المتهمين؟ ولماذا لم تأخذ به المحكمة؟

ـ التقرير لم يقطع الشك ولم يستطع تحديد سبب أو لم يحدده، الله أعلم. ولكنه لم يقطع وبنسبة عالية أي سبب من الأسباب الثلاثة التي ذكرها وتضمن فقط الإشارة إلى أن 75% من «موقد الكيروسين» وشكك في نسبة 25% أن يكون الحادث من شيء آخر. الشك دائماً يفسر لصالح المتهم ولذلك أصدرت المحكمة حكمها بالبراءة.

* المحكمة أجرت معاينة للقطار المنكوب وقلما يحدث هذا هل تشككت في شيء ؟

ـ نعم أجرينا معاينة لأننا وجدنا مبرراً لذلك وأردنا أن نعايش الحادث على الطبيعة وعوامل الأمان واطفاء الحريق، لأن ذلك تم عندما وجدنا أن المعاينات الأخرى تمت على قطار جديد غير القطار المنكوب ووجدنا أشياء لم نود الافصاح عنها.

* ألم يكن للمتهمين المبرئين دور في الحادث ولو من بعيد؟

ـ لا، انهم ليسوا أصحاب قرار وأنه لو كان قد تم اختيار قيادات قادرة على مواجهة الأزمات ولو كان من بينهم رجل مسؤول يراعي ربنا لأخرج كذا قطار في مثل هذه الظروف.