لحود يختتم زيارته الرسمية إلى سلطنة عُمان ومحادثاته مع السلطان قابوس تثمر اتفاقيتين

الرئيس اللبناني: يركز على ضرورة توحيد المواقف العربية لمواجهة الاستحقاقات

TT

اختتم الرئيس اللبناني العماد اميل لحود زيارته الرسمية الى سلطنة عُمان التي استغرقت يومين، وغادرها امس بعد جولة ثانية من المحادثات مع السلطان قابوس بن سعيد انتهت الى توقيع اتفاقيتين، تنص الاولى على تشكيل لجنة لبنانية ـ عُمانية مشتركة لتنمية العلاقات بين البلدين، والثانية على التشاور بين وزارتي الخارجية فيهما، وقد وقعهما عن الجانب اللبناني وزير الخارجية محمود حمود وعن الجانب العماني وزير الشؤون الخارجية يوسف بن علوي بن عبد الله. كما وجه الرئيس لحود الى السلطان قابوس دعوة لزيارة لبنان وعد الاخير بتلبيتها.

من ناحية ثانية افاد مصدر في الوفد العماني كان قد شارك في المحادثات: «ان التوافق كان تاما في وجهات النظر بين الرئيس لحود والسلطان قابوس على ضرورة تعزيز العلاقات بين البلدين وتطويرها في المجالات كافة، خصوصاً منها الاقتصادية والسياحية والثقافية» وقال: «ان قراءة التطورات الراهنة اقليمياً، وخصوصاً في المنطقة العربية، اظهرت التقاء في المواقف لا سيما في ما يتعلق بالتطورات في الاراضي الفلسطينية والوضع في العراق. وكان تأكيد من الجانبين اللبناني والعُماني على ضرورة توحيد مواقف الدول العربية في مواجهة الاستحقاقات المنتظرة.

وكان لحود قد استهل اليوم الثاني (امس) من زيارته الى سلطنة عمان، باستقبال سفراء الدول العربية في مقر اقامته بقصر الحصن الكبير في مدينة صلالة. وفي مستهل اللقاء، تحدث عميد السلك الدبلوماسي العربي السفير القطري سعد الحميدي مشيداً بالموقف الذي اتخذه الرئيس اللبناني خلال القمة العربية في بيروت، مركزاً على «اهمية المبادرات العربية في هذه المرحلة».

وعرض الرئيس لحود اهمية التضامن العربي في هذه الظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة العربية. وركز على ضرورة تنفيذ القرارات الدولية التي ارتكزت عليها المبادرة العربية للسلام من اجل اطلاق العملية السلمية من جديد في المنطقة، وعدم السماح بإحباطها او ضربها.

وأدان بشدة الاعتداءات الاسرائيلية المستمرة ضد الشعب الفلسطيني، رئيسا وقيادة وارضا، معتبراً انه لا يجوز استغلال تداعيات 11 سبتمبر (ايلول) 2001 من اجل فرض السياسة العدوانية الاسرائيلية.

وشرح لحود الموقف اللبناني من التطورات الراهنة، داعيا الى تطبيق قرارات القمة العربية التي انعقدت في بيروت. كما عرض للسفراء الذين التقاهم نتائج المحادثات التي اجراها مع السلطان قابوس في سبيل تعزيز العلاقات اللبنانية ـ العُمانية.

ثم رد على اسئلة السفراء، مركزا على اهمية وحدة الصف في هذه المرحلة وداعيا الدول العربية الى «التزام قرارات قمة بيروت وتعزيز التضامن». ورأى «ان الموقف العربي من التهديدات ضد العراق يجب ان يؤسس لمرحلة جديدة من العلاقات العربية ـ العربية».

كما دعا لحود الى «الحفاظ على مصداقية الامم المتحدة في مواجهة المحاولات الجارية لتهميشها وضرب حيادها»، معتبراً «ان مثل هذه الممارسات تفقد المنظمة الدولية دورها المميز»، وقال: «لا يجوز السماح بضرب الامم المتحدة. ويجب على الدول ان تستمر في دعمها وتأييد قراراتها والضغط لتنفيذها، تحقيقا للعدالة الدولية والسلام والاستقرار لجميع شعوب الامم».

ثم عرض لحود للاستعدادات الجارية لاستضافة القمة الفرنكوفونية، فاعتبر انها فرصة للتعاون العربي والاوروبي والافريقي واطلاق حوار الحضارات والثقافات، اضافة الى النواحي السياسية.

على صعيد آخر في اطار الزيارة، التقى الرئيس لحود ايضاً عدداً من افراد الجالية اللبنانية في سلطنة عمان، واطلع على احوالهم واستمع الى مطالبهم، كما اطمأن الى حسن سير اعمالهم وعلى الرعاية التي يلقونها من المسؤولين العمانيين بتوجيه من السلطان قابوس. وركز الرئيس على «اهمية التواصل بين اللبنانيين في عمان وبلدهم الام»، مشيراً الى ان محادثاته مع السلطان قابوس والمسؤولين العمانيين تناولت التعاون في الشؤون الاقتصادية والتجارية. واقترح انشاء لجنة صداقة لبنانية ـ عمانية لرجال الاعمال من اجل تطوير التعاون وعقد اجتماعات متبادلة والتشاور الدائم لتحسين مستوى العلاقات.