بوتين يطالب إسرائيل بتطبيق القرار 1435وشارون يناشده وقف التعاون النووي مع ايران

TT

استهل ارييل شارون رئيس الوزراء الاسرائيلي برنامج زيارته للعاصمة الروسية بلقائه مع الرئيس فلاديمير بوتين في الكرملين. وبينما توقع الكثيرون ان يكون «العراق» احد اهم الموضوعات التي جاء من اجلها بادره الرئيس الروسي بتناول هذه القضية من خلال تأكيده «على ان موسكو ترى في عودة المفتشين الدوليين الى العراق جزءاً مهما من التحالف الدولي المناهض للارهاب». واكد بوتين ان «عودة المفتشين ستساهم والى حد كبير في تسوية الاوضاع حول هذه الدولة»، غير انه استطرد قائلاً «ان كل القضايا المتعلقة بالعراق يجب مناقشتها، بل والعمل من اجل ايجاد الحلول اللازمة لها عبر السبل السياسية الدبلوماسية في اطار مجلس الامن».

وتوقف الرئيس بوتين عند القضية الفلسطينية ليشير الى اهتمام بلاده بتبادل الرأي حول ما يجري في الشرق الأوسط عموما وفي اسرائيل خاصة. وقال «ان روسيا تهتم على وجه الخصوص بدور اسرائيل في اطار المثلث الذي يضم اسرائيل وسورية ولبنان» واذا كان ثمة من تصور من الجانب الاسرائيلي، اكتفاء موسكو بما اتخذه شارون بشأن رفع الحصار عن مقر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، وهي الخطوة التي قال بوتين انه يرحب بها فان ما قاله الرئيس الروسي يتضمن في طياته الاشارة الى ضرورة استكمال اسرائيل للمشوار والالتزام بتطبيق بنود القرار 1435 الصادر عن مجلس الامن بمبادرة روسية ويقضي ايضاً بعودة القوات الاسرائيلية الى خطوط 28 سبتمبر (ايلول) 2000 والمفاوضات. واشار بوتين الى ان هذا القرار يوفر الاساس الطيب لحل مجمل المشكلة، مؤكداً استعداد موسكو للعمل مع اسرائيل في هذا الاتجاه. ولم يغفل بوتين الاشارة الى ارتياحه بشأن تطور العلاقات الاقتصادية وارتفاع مستوى التبادل التجاري بين البلدين الى ما يزيد على مليار دولار.

ورغم ان المصادر الرسمية لم تذع بعد تفاصيل ما دار وراء الابواب المغلقة في الكرملين، يقول المراقبون ان رئيس الوزراء الاسرائيلي عاد مجدداً للتلويح بالخطر الايراني، والرغبة في وقف التعاون القائم بين روسيا وايران ولا سيما في مجال الطاقة النووية والكف عن المساعدات التي تقدمها موسكو الى طهران التي من الممكن الاستفادة منها لدعم القدرات العسكرية النووية لايران. وثمة من يقول ان الجانب الاسرائيلي طرح في موسكو ايضا خلال ما اجراه من لقاءات مسألة احتمالات امداد موسكو لدمشق بصواريخ مضادة للطائرات. واعرب شارون عن مخاوفه من وقوعها في ايدي مقاتلي «حزب الله» في لبنان وحاول اثارة موسكو ضد بغداد من خلال ادعاءاته حول تمويل العراق لمن يسميهم «بالارهابيين» الفلسطينيين (!) ولا يقتصر شارون في العاصمة الروسية على المباحثات مع رئيس الدولة والحكومة ووزير الخارجية وبطريرك الكنيسة الارثوذكسية، بل يتعادها الى اللقاءات الدورية مع ممثلي الطائفة اليهودية في روسيا والتي طالما لجأ اليها رؤساء الحكومات الاسرائيلية ينشدون دعمها خلال الانتخابات التي يخوضونها. وفي هذا الاطار لم تكن زيارة شارون استثناء، حيث اكدت المصادر الروسية حاجته الى نسبة 20 في المائة من اصوات الناخبين في الساحة الاسرائيلية والتي يمثلها المهاجرون من الاتحاد السوفياتي السابق.

ويشير المراقبون الى الناخب المهاجر من الكتلة السوفياتية الذي يقدم استعداده للتصويت لصالح اليمين واليسار على حد سواء دون اعتبار لايديولوجية او فكر طالما انحسرا امام الاعتبارات البراغماتية. ويرصد المراقبون «توقيت زيارات رؤساء الحكومات الاسرائيلية السابقة والحالية التي ترتبط دائما بموسكو بداية مع الاعلان عن موعد الانتخابات ثم بعد الفوز، في محاولة لخطب ود من لا يزال حتى اليوم من اهم دعائم الاقتصاد الاسرائيلي من ممثلي الاوليجاركيا الروسية من ذوي الاصول اليهودية».