واشنطن:*: القت الطائرات الاميركية آلاف المنشورات على منطقة حظر الطيران في جنوب العراق، محذرة اطقم الدفاع الجوي العراقي من انهم سيتعرضون للهجوم اذا اعترضوا الطائرات الاميركية والبريطانية أو اطلقوا النار عليها.
وقال مسؤولون اميركيون ان العراقيين اطلقوا قذائف المدافع المضادة للطائرات وصواريخ ارض جو على طائرات من طراز «ايه ـ 10» التي القت هذه المنشورات. وردت الطائرات الاميركية والبريطانية بالاغارة على مقر قيادة الدفاع الجوي ومركز العمليات بالقرب من تليلة على بعد 160 كيلومتراً جنوب شرقي بغداد.
وذكر المسؤولون في البنتاغون في واشنطن ان المنشورات ليست بداية لحملة تحض العراقيين على الهرب من المواقع العسكرية وتحذر الضباط العراقيين من استخدام الاسلحة البيولوجية والكيماوية والنووية. وكان المسؤولون في الاستخبارات الاميركية قد ذكروا ان الولايات المتحدة ستشن مثل هذه الحملة قبل اية عمليات عسكرية ضد العراق.
ورغم ذلك فان القاء المنشورات يعكس جهود البنتاغون لزيادة الضغوط النفسية على الوحدات العسكرية العراقية، بهدف اقناعها بعدم القتال في حال غزو الولايات المتحدة للعراق. كما اكد القاء تلك المنشورات التوتر المتزايد في المنطقة الجنوبية للعراق حيث ذكر المسؤولون الاميركيون ان فرق الدفاع الجوي العراقي هناك اطلقت النار على الطائرات الاميركية والبريطانية اكثر من 40 مرة منذ بداية الشهر الماضي. وردت طائرات التحالف بشن غارات ضد الدفاعات الجوية العراقية وتسهيلات الاتصالات الدفاعية 11 مرة، بما فيها ثلاث غارات منذ يوم السبت الماضي.
وتضمنت المنشورات الملقاة رسما لطائرة اميركية تطلق الصواريخ على مواقع الدفاعات الجوية وكلاما مكتوبا بالعربية في جانب وبالانجليزية عدا الجانب الآخر يقول «تحذير الى المضادات العراقية. لا تتبعوا تعليمات الرادار ولا تطلقوا النار على طائرات التحالف». وكذلك «ان اعمال التدمير التي تعرض لها زملاؤكم في مواقع الدفاعات الجوية الاخيرة هي رد على استمرار عدوانكم على طائرات قوات التحالف. لن نتساهل مع اي اعتراض او اطلاق النار على هذه الطائرات. قد تصبحون الهدف التالي».
وكان وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد قد ذكر لاول مرة الاربعاء الماضي ان طائرات التحالف التي تحلق فوق مناطق حظر الطيران تقوم بعمليات تفتيش جوي على الاسلحة طبقا لقرار اخر للامم المتحدة الذي يحظر على العراق انتاج اسلحة بيولوجية او كيميائية او نووية.
* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»