التحقيقات مع بن الشيبة تكمل الحلقة المفقودة في دور شاكر العراقي

TT

كشف مسؤولون كبار في ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش ان رمزي بن الشيبة المشتبه في عضويته لمنظمة «القاعدة» والذي قبض عليه في باكستان الشهر الماضي، يقدم «معلومات مفيدة» للمحققين الاميركيين يتم التأكد منها بمقارنتها بمعلومات قدمها مسؤولان كبيران آخران في اعضاء «القاعدة» معتقلان أيضاً.

واوضح احد المسؤولين الاميركيين قائلاً: «كان (بن الشيبة) في قلب احداث 11 سبتمبر (أيلول)، وكان من المفترض ان يكون واحدا من الطيارين، ولكنه لم تكن لديه المسؤولية الواسعة التي تمتع بها الآخرون»، في اشارة الى ابو زبيدة الذي ساهم في توجيه عمليات الشبكة وقبض عليه في مارس (آذار) الماضي وابن الشيخ الليبي، الذي ادار معسكرا لـ«القاعدة» في افغانستان وقبض عليه في يناير (كانون الثاني) الماضي.

ويتولى مسؤولون اميركيون التحقيق مع الاشخاص الثلاثة في مناطق منفصلة خارج الولايات المتحدة لم يكشف عنها.

وقال المسؤولون ان بن الشيبة، اليمني المولد والبالغ من العمر 30 سنة، يتعاون ويقدم المزيد من التفاصيل عن الخطط والاستعدادات للهجوم على مركز التجارة العالمي في نيويورك ومبنى البنتاغون (وزارة الدفاع الاميركية) في واشنطن اكثر من تلك التي كشف عنها خلال المقابلة التي بثتها قناة «الجزيرة» القطرية في الذكرى الاولى للهجوم.

وكان بن الشيبة قد تفاخر في المقابلة بدوره في الاعداد للهجوم ووصف حياته وعمله مع زعيم الخاطفين محمد عطا. وكان من المخطط له ان يكون بن الشيبة واحدا من الطيارين الذين قادوا الطائرات المخطوفة ولكن ما حال دون ذلك هو رفض السلطات الاميركية اكثر من مرة طلبه للحصول على تأشيرة الى الولايات المتحدة، واصبح منسقا للخاطفين وقدم تمويلا لزكريا موساوي، الفرنسي المغربي الاصل المحتجز الآن في سجن بولاية فيرجينيا الاميركية انتظاراً لمحاكمته بتهمة الضلوع في الهجمات.

وكانت الشرطة الباكستانية قد قبضت على بن الشيبة في العاشر من الشهر الماضي وسلمته الى السلطات الاميركية بعد عدة ايام، حيث نقل من باكستان الى مكان لم تكشف عنه هذ السلطات.

وقال مسؤول اميركي انه بما ان بن الشيبة ظل ناشطا في «القاعدة» بعد احداث 11 سبتمبر فربما «يعرف اشياء تجري الان» في المنظمة. ولكن المسؤولين اشاروا الى ان استجواب بن الشيبة لا يزال في مراحله المبكرة «وهو لم يقض فترة طويلة في الحجز وان الامر يحتاج الى وقت طويل للحصول على معلومات هامة، ونحن نتعلم المزيد يوميا» طبقا لما قاله مسؤول اميركي.

وتجدر الاشارة الى ان استجواب بن الشيبة وابو زبيدة وابن الشيخ الليبي يتم بتنسيق بين خبراء التحقيق في وكالة الاستخبارات المركزية ومكتب المباحث الفيدرالي. ويتولى المحققون مقارنة شهادات كل من الرجال الثلاثة، وبعد ذلك كما ذكر مسؤول «يمكننا وضعها جميعا فيما يشبه الموزاييك».

ورفض مسؤول في ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش التكهنات التي ترددت بأن الشيبة او ابو زبيدة قدما معلومات جديدة بخصوص احمد حكمت شاكر، وهو عراقي ناشط في «القاعدة» تردد اسمه في تقارير صحافية في الاونة الاخيرة باعتباره صلة وصل جديدة بين «القاعدة» والرئيس العراقي صدام حسين.

واوضح المسؤول «نعرف نشاطات شاكر منذ اكثر من عام». واشار الى ان العديد من الاتهامات الاخيرة بوجود روابط بين العراق و«القاعدة» تعود لاواخر التسعينات.

وكان شاكر يؤمن استقبال الوافدين في مطار كوالا لمبور في ماليزيا في مطلع عام 2000 عندما كان اعضاء «القاعدة» يلتقون هناك. وقد ذكرت مجلة «نيوزويك» الاميركية في عددها الاخير ان شاكر التقى بخالد المحضار في المطار واخذه الى شقة حيث عقد فيها اجتماعاً، طبقا لعدد من المسؤولين في الادارة الاميركية. ثم عمل شاكر بعد ذلك لحساب الحكومة القطرية وقبضت عليه السلطات القطرية بعد 6 ايام من 11 سبتمبر للاشتباه في نشاط ارهابي له. وقد افرج عنه بعد فترة قصيرة وغادر قطر الى بغداد عبر الاردن. وعندما وصل الى مطار عمان قبضت عليه السلطات الاردنية التي احتجزته لمدة ثلاثة اشهر ولم يتم استجوابه من قبل الاميركيين. وبعد الافراج عنه في الاردن يعتقد انه طار الى العراق، ولكن المسؤولين الاميركيين يقولون انهم غير متأكدين من مكان وجوده الحالي.

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ «الشرق الأوسط»