شعبية عرفات ارتفعت حتى في صفوف الإسرائيليين إثر الحصار

TT

حتى في اسرائيل تسود القناعة بان العملية العسكرية الاسرائيلية الاخيرة لمحاصرة المقاطعة وتدمير معظم ابنيتها هي عملية فاشلة. وترك ذلك اثره بشكل واضح في هبوط شعبية رئيس الوزراء، ارييل شارون، بل على ارتفاع (من 15% الى 26%) في شعبية الرئيس الفلسطيني، ياسر عرفات، الذي يعتبر المكروه الاول بالنسبة للاسرائيليين منذ انطلاق الانتفاضة الاخيرة.

فقد دل استطلاع رأي نشرته صحيفة «معاريف» الصادرة باللغة العبرية، ان 55% من الاسرائيليين يرون في العملية فشلاً، و58% أيدوا قرار الحكومة الاستجابة لطلب الولايات المتحدة بالانسحاب من المقاطعة. وعندما سئلوا عن رأيهم في ما اذا كان الرئيس عرفات يصلح في نظرهم شريكاً في مفاوضات سلام، اجاب 26% نعم يصلح (15% في استطلاع الرأي السابق) و70% لا يصلح (80% في الاستطلاع السابق). لكن هذا التغيير لا يدل على بداية تحول من الاسرائيلييين تجاه الرئيس الفلسطيني. فقد سئلوا ان كانوا يرون في عرفات شريكا اذا ما احدث انعطافا حقيقيا في سياسته وبدأ فعلا يكافح الارهاب، فلم يجب بالايجاب سوى 36%، بينما قال 58% انهم لا يريدون عرفات في اي حال من الاحوال.

يلاحظ ان هناك تراجعا لدى الاسرائيليين حتى في الخطوط الاساسية ومبادئ عملية السلام. ففي حين كان 57% يقولون انهم يؤيدون، بشكل مبدئي، مشروع سلام يقوم على اساس «دولتان للشعبين، اسرائيل وفلسطين على قاعدة حدود 1967»، فان هذه النسبة هبطت الى 44% حاليا (46% يعارضون). ومع ان 51% قالوا انهم ما زالوا يأملون في امكانية التغلب على الازمة الحالية في العلاقات بين اسرائيل والفلسطينيين (41% غير مقتنعين بهذا)، فان الحلول التي يرونها لهذه الازمة هي: الفصل التام بين اسرائيل والفلسطينيين عن طريق انسحاب من جانب واحد من معظم المناطق (33%)، اتفاق سلام مع الفلسطينيين (29%)، الحل العسكري (18%).

وقد اعرب 51% عن تأييدهم «للخطة السلامية» الصادرة عن مكتب رئيس الحكومة الاسرائيلية المعروفة باسم خطة المراحل، اذا ما تم دمجها مع خطة اللجنة الرباعية. الدولية، (الولايات المتحدة والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا) ومفادها ان تجري انتخابات فلسطينية جديدة بعد تطبيق الاصلاحات واقامة دولة فلسطينية مؤقتة في المرحلة الاولى، ثم التفاوض على حل دائم حتى نهاية 2005. وهنا تبين ان اليمين الاسرائيلي بغالبيته يرفض هذه الخطة (53% مقابل 36%)، علما بان حكومة شارون كانت قد صادقت عليها. لكن في الوسط الليبرالي الاسرائيلي يؤيدها 59% وفي اليسار 80%.

جدير بالذكر ان الانحسار في شعبية شارون شمل كل مجالات عمله، ومع ذلك فما زال الاكثر شعبية بين السياسيين. فقد قال 53% انهم راضون عن سياسته بشكل عام (56% في الاستطلاع السابق) بينما قال 42% (35% في الاستطلاع السابق) انهم ليسوا راضين. وقال 19% فقط انهم راضون عن سياسته الاقتصادية (21% في الاستطلاع السابق). وتمكن منافسه اللدود في الليكود بنيامين نتنياهو، من احداث تقليص كبير في الفجوة القائمة بين شعبية كل منهما من 10 نقاط في الاستطلاع السابق (39% ـ 29%) الى 3 نقاط في الاستطلاع الجديد (33% ـ 30%).

واذا جرت الانتخابات اليوم فان شارون، حسب الاستطلاع المذكور، سيتغلب على كل منافسيه في الليكود وفي العمل. فاذا خاض الانتخابات أمام وزير دفاعه، رئيس حزب العمل، بنيامين بن اليعزر، سيفوز شارون عليه بنسبة 50% الى 21% (في الاستطلاع السابق 58% ـ 18%). واذا كان منافسه من حزب العمل هو المرشح الجديد، عمرام متسناع، فان شارون سيتغلب عليه بالنتيجة 51% الى 29% (في الاستطلاع السابق 58% الى 25%). واذا كان منافسه حاييم رامون، فان شارون سيهزمه بنسبة 57 % الى 24% (50% الى 23%).

اما داخل حزب العمل، فما زال متسناع صاحب اكبر الاصوات بين المنافسين على رئاسة الحزب، حيث حصل على 36% مقابل 25% لكل من رامون وبن اليعزر.