الكويت: حالة استنفار ترافق تنفيذ خطة الطوارئ وفتح باب التطوع تحسبا لتطورات الأزمة العراقية

TT

كل شيء في الكويت يوحي بان الحرب واقعة حتما، من تصريحات كبار المسؤولين، الى خطط الطوارئ التي وضعتها الحكومة وبدأت بتنفيذها تباعا، مرورا بالاستعدادات العسكرية الجدية. ورغم ان الكويتيين يرددون باستمرار انهم ليسوا طرفا في المواجهة مع العراق، الا ان قدرهم الجغرافي وضعهم في هذه الحالة شاؤوا ام ابوا. وكما قال نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ محمد الخالد «لقد عقلناها وتوكلنا»، معلنا ان إدارة الدفاع المدني ستفتح في الكويت الاسبوع المقبل باب التطوع «لكل من يحب هذه الارض الطيبة».

واعتبارا من اليوم تبدأ وزارة الاعلام حملة مكثفة لتوعية المواطنين والمقيمين على طريقة التصرف في حالات الخطر، خصوصا اذا ما حصل اي هجوم كيماوي بالصواريخ، كما يرجح البعض. وحسب رئيس مجلس الوزراء بالنيابة ووزير الخارجية الشيخ صباح الاحمد فإن «امام الكويت فترة انذار تصل الى 45 دقيقة، اذا ما اطلق العراق صاروخا تجاهها وقد اتخذنا كل الاستعدادات اللازمة لمواجهة مثل هذه الحالة، لكن من الممكن ان يحوشها طشار».

وخصصت الحكومة 7 ملايين دينار لتجهيز الملاجئ المنتشرة في مختلف المناطق، وجهّزت ستة مراكز لحالات الطوارئ في المحافظات الست تضم جميع الوزارات، وطلبت من وزارة التجارة شراء الكمية المطلوبة من الكمامات لبيعها بسعر رمزي، واستعانت بفرق ألمانية وتشيكية لتدريب المتطوعين على كيفية استعمالها. ولوحظ ان بعض الشركات الخاصة بدأت تتسابق في صرف كمامات لموظفيها وعائلاتهم انطلاقا من حرصها على سلامتهم وتحسبا لأي طارئ، اما السفارات، لا سيما سفارات الدول المعنية مباشرة بالازمة، فقد وضعت سلسلة خطط وقائية بانتظار ما سيحدث على الساحة السياسية. واهم ما تتضمن هذه الخطط دعوة مواطنيها الى الابقاء على الاتصال مع السفارة او من تنتدبه كحلقة وصل في مختلف المناطق السكنية، وتأمين مبلغ مالي معين بالدولار او الاسترليني او اليورو، ومحاولة الحصول على تأشيرة دخول الى السعودية لاستعمالها عند الحاجة.

وبدورها اتخذت المدارس سلسلة اجراءات وتدابير احترازية، وستبدأ اعتبارا من يوم الاحد المقبل بتنفيذها عبر رسائل الى الاهالي مع التلامذة. وكذلك فعلت المستشفيات التي طلبت كميات اضافية من الدواء منها كمية ضخمة من لقاح الجدري، رغم ان الكميات المتوفرة قليلة جدا في الاسواق العالمية.

لكن رغم كل هذه التدابير فان غالبية الكويتيين لا يزالون يتصرفون، أقله حتى الآن وكأن الضربة العسكرية لن تحصل في النهاية، وهم في ذلك يتفقون مع رئيس مجلس الامة جاسم الخرافي الذي قال كلاما مماثلا منذ ايام خلاصته ان الحرب لن تقع لأن صدام حسين سيرضخ في النهاية وينفذ جميع قرارات مجلس الامن ليحمي نفسه من ضربة قاضية. ويختلف هذا الموقف بالطبع عن موقف رئيس مجلس الوزراء بالنيابة ووزير الخارجية الشيخ صباح الاحمد الذي يعتبر ان الضربة آتية لا محالة وان الوضع خطير للغاية.

وبين موقفي رئيس المجلس ورئيس الحكومة بالنيابة يمارس الكويتيون لعبة الانتظار بكثير من التروي والهدوء والانضباط، فلا هجمة على شراء الغذاء، ولا تهافت على سحب الاموال، ولا اندفاع نحو محطات البنزين، ولو انهم يفكرون بذلك كل يوم.