بوتين يطمئن شركات النفط الروسية بشأن العراق بعد إطاحة صدام ويدعو مجددا لعودة مفتشي الأسلحة «في أسرع وقت ممكن»

TT

دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التشيلي ريكاردو لاغوس امس الى عودة مفتشي نزع الاسلحة الدوليين الى العراق «في اسرع وقت ممكن» وذلك في بيان مشترك وقع في الكرملين. وجاء في البيان الذي وزع على الصحافة ان «روسيا وتشيلي متفقتان على واقع انه يجب ضمان عدم وجود اي اسلحة دمار شامل في العراق عبر التطبيق الكامل لقرارات مجلس الامن الدولي». واضاف «من اجل هذه الغاية، يجب تشجيع عودة مفتشي نزع الاسلحة الدوليين في اسرع وقت ممكن».

من جهته، اكد نائب وزير الخارجية الروسي يوري فيديتوف في تصريح بثته وكالة الانباء الروسية (ايتار تاس) امس رفض روسيا تبني قرار جديد في مجلس الامن حول العراق. وقال المسؤول الروسي للوكالة ان «القرارات القائمة في مجلس الامن الدولي حول المسألة العراقية كافية وتبني قرار تتجاوز متطلباته اطار (القرارات) القائمة ليس له معنى».

الى ذلك، ذكرت صحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية امس ان بوتين طمأن شركات النفط الروسية الكبرى الى انها سيكون بمقدورها الاحتفاظ بحصتها الضخمة في حقول النفط العراقية اذا اطيح بالرئيس العراقي صدام حسين. وابلغ فاجيت اليكبروف رئيس شركة لوك اويل الروسية الصحيفة ان بوتين يعطي اولوية متقدمة لمسألة الامتيازات النفطية الروسية في العراق. ونقلت الصحيفة عنه قوله انه تلقى تأكيدات بهذا المعنى من الحكومة الروسية. وقال اليكبروف انه حتى اذا سقط النظام الحاكم في العراق «فان القانون هو القانون. الدولة ما زالت قائمة». واضاف ان الحكومة الروسية طمأنته الى ان لوك اويل لن تخسر اصولها الثمينة في حقل القرنة الغربي في العراق الذي يعد احد اكبر الحقول النفطية في العالم.

وجاءت هذه التطورات غداة مكالمة هاتفية بين وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف ونظيره الاميركي كولن باول الذي يكثف جهوده في محاولة لاقناع الدول الاخرى الدائمة العضوية في مجلس الامن بضرورة تبني قرار جديد حول عمليات التفتيش. وقال باول انه بحث مع موسكو ودول اخرى في النتائج الاقتصادية والسياسية لاطاحة نظام صدام حسين. وتعارض الولايات المتحدة وبريطانيا مغادرة المفتشين الى العراق قبل تبني قرار جديد حول نظام التفتيش يسمح باللجوء التلقائي الى القوة في حال عدم وفاء العراق بالتزاماته. وقد لمح كبير مفتشي الامم المتحدة لنزع اسلحة الدمار الشامل العراقية هانس بليكس خلال عرضه لنتائج محادثاته مع وفد عراقي امام مجلس الامن الدولي اول من امس الى تخليه عن عودة المفتشين الى العراق اعتبارا من منتصف الشهر الجاري. وبحث بليكس الموضوع مع الادارة الاميركية في واشنطن امس. وقال بليكس قبل توجهه الى واشنطن للقاء باول ومستشارة الامن القومي كوندوليزا رايس نأمل ان نستمع لشيء من خططهم وسنبلغهم بخططنا». من جهته، اكد الامين العام للامم المتحدة كوفي انان اول من امس انه يعود الى مجلس الامن الدولي ان «يقرر اليوم او الاسبوع المقبل المرحلة المقبلة»، موضحا ان بليكس «سيواصل استعداداته في هذه الاثناء». واكد انان للصحافيين ضرورة «التركيز على مسألة ازالة الاسلحة» في ما يبدو انتقادا ضمنيا لتصريحات المسؤولين الاميركيين حول اطاحة نظام الرئيس صدام حسين. وفي فرنسا وقع 65 عسكريا ودبلوماسيا وجامعيا وكاتبا وطبيبا فرنسيا نص عريضة يطلب من فرنسا ان «تستخدم الفيتو ضد الحرب على العراق» لدى مجلس الامن حسب ما جاء في بيان. وتطلب العريضة من «رئيس الجمهورية ان تستخدم فرنسا حق الفيتو لدى مجلس الامن ضد اي قرار جديد او اي تحذير يكون من شأنه ان يفتح الطريق امام حرب جديدة او ان يسيء الى كرامة العراق ووحدته وسيادته». وجاء في نص العريضة ان «الموقعين يدينون التهديد بشن الحرب الذي تلوح به الولايات المتحدة ضد العراق. ان ايا من الاعذار المعلنة لا يمكن ان يبرر تدخلا عسكريا لن يكون هدفه سوى الرغبة التسلطية للولايات المتحدة بالسيطرة على الاحتياطي الرئيسي من النفط في العالم». ومن بين الموقعين الجنرالات بيار غالوا وكريستيان كلارك ودو درومانتان والمحامي جاك فيرجيس والكاتبان فينوس خوري غاتا وصلاح ستيتيه وسفير فرنسا ورئيس غرفة التجارة الفرنسية العربية سيرج بوادوفيه والصحافي بول بلطا والامين العام لجمعية الصداقة الفرنسية العراقية جيل مونييه.