ليبيا تطلب رسميا الانضمام إلى مجموعة دول حوض النيل ومصر وكينيا ترحبان

TT

علمت «الشرق الأوسط» أن ليبيا طلبت رسميا وبشكل مفاجئ الانضمام إلى مجوعة دول حوض النيل التي تضم عشر دول أفريقية هي مصر واثيوبيا وبوروندى والسودان وكينيا وتنزانيا وأوغندا ورواندا واريتريا والكونغو الديمقراطية.

وقالت مصادر مصرية وليبية مطلعة ان الزعيم الليبي معمر القذافي فاتح الرئيس المصري حسني مبارك خلال القمة الثنائية التي عقدت بينهما الأسبوع الماضي في مدينة سرت الليبية في إمكانية انضمام بلاده لمجموعة دول حوض النيل لتوفير أقصى قدر ممكن من الموارد المائية التي تحتاجها دول القارة الأفريقية بالنظر إلى امتلاك ليبيا لمشروع النهر الصناعي العظيم.

ويحتفظ الزعيم الليبي بعلاقات وطيدة للغاية مع دول هذه المجموعة على نحو دفع مصادر عربية إلى التكهن بأن طلبه الانضمام إليها قد يحظى بموافقة رسمية في نهاية المطاف، لكن خبراء في ملف دول حوض النيل اعتبروا في المقابل أن انضمام ليبيا قد يفتح المجال مجددا أمام عدد من الدول الأفريقية للحذو حذوها مما يهدد بخلق مشكلات فنية بين الدول التي تتقاسم مياه نهر النيل.

وكان لافتا للانتباه، أثناء الزيارة السريعة التي قام بها الرئيس مبارك إلى ليبيا والتي دامت بضع ساعات فقط، أن الزعيم الليبي معمر القذافي اصطحبه في جولة تفقدية لمشروع النهر الصناعي العظيم، حيث قاما بزيارة خزاني القرضابية الكبير والصغير وعدد من المزارع التي تستفيد من مياه النهر.

وقبل توجهه إلى ليبيا التقى الرئيس مبارك الأسبوع الماضي مع عبد المجيد القاعود أمين اللجنة الشعبية العامة لمصادر المياه (وزير المياه الليبي) بحضور محمد امبارك القائم بالأعمال الليبي في القاهرة.

وأبلغت مصادر ليبية ومصرية متطابقة في القاهرة أن القذافي طرح على الرئيس مبارك فكرة انضمام ليبيا إلى مجموعة هيئة دول حوض النيل، مشيرة إلى أن الرئيس مبارك رحب بالفكرة شريطة الحصول على موافقة بقية الدول العشرة التي تضمها هذه المجموعة. وتوجه عبد المجيد القاعود المشرف على مشروع النهر الصناعي العظيم في جولة موسعة إلى عدد من دول حوض نهر النيل لاطلاعها على طلب بلاده في هذا الصدد والحصول على موافقاتها تمهيدا لانضمام ليبيا رسميا إليها.

والتقى القاعود أول من أمس في العاصمة الكينية نيروبي مع مارسيدن مادوكا وزير الخارجية والتعاون الدولي الكيني، حيث سلمه رسالة خطية من الزعيم الليبي معمر القذافى إلى الرئيس الكيني دانييل آراب موى في هذا الخصوص. وقال بيان رسمي للخارجية الكينية تلقت «الشرق الأوسط» نصه أمس ان الرسالة تتعلق برغبة ليبيا في الانضمام إلى مجموعة حوض نهر النيل وأوضح البيان أن ليبيا تسعى للقيام بدور نشط في هذه المجموعة انطلاقا من تجربتها في إنشاء مشروع النهر الصناعي العظيم.

ونقل البيان عن وزير الخارجية الكيني أن بلاده ستناقش الطلب الليبي في إطار المشاورات المستمرة بين دول حوض نهر النيل، مشيرا إلى أن تسخير الموارد لمصلحة الشعوب الأفريقية يجب تعزيزها في إطار أن الاندماج هو الهدف الأساسي للاتحاد الأفريقي الذي تم تدشينه مؤخرا في مدينة ديربان بجنوب أفريقيا.

ومن المقرر أن يناقش اجتماع وزاري لدول حوض النيل الطلب الليبي بعد تقديمه رسميا إلى هيئة المجموعة التي تتخذ من مدينة عنتيبي الأوغندية مقرا لها.