المؤبد للطالباني الأميركي بدلا من الإعدام لاعترافه بالذنب

TT

اصدرت محكمة اميركية (في ساعة متأخرة من مساء امس) حكما بالسجن المؤبد على جون ووكر ليند، الاصولي الاميركي الذي اعتقلته القوات الاميركية اثناء الحرب في افغانستان لمشاركته في الحرب ضمن صفوف طالبان في العام الماضي. وبموجب اتفاق تم التوصل اليه في يوليو (تموز) الماضي تفادى ليند حكما بالسجن مدى الحياة واسقطت جميع الاتهامات المتعلقة بالارهاب الموجهة ضده، مقابل اعترافه بانه مذنب في تهمتين، هما مساعدة طالبان ونقل متفجرات.

ووجهت الى ليند عشرة اتهامات، منها التآمر على قتل اميركيين والتآمر مع حركة طالبان الافغانية وتنظيم «القاعدة» بزعامة اسامة بن لادن الذي تحمله الولايات المتحدة المسؤولية عن هجمات 11 سبتمبر (ايلول) العام الماضي، التي سقط فيها اكثر من ثلاثة الاف قتيل. واعتقل ليند الذي يراه بعض الاميركيين خائنا في نوفمبر (تشرين الثاني)الماضي في افغانستان بينما كان يحارب في صفوف طالبان. وجرى تسليمه للجيش الاميركي في اول ديسمبر (كانون الاول) عام .2001 وقال ليند (21 عاما) انه رفض عرضا قدم له بالمشاركة فى الهجمات الانتحارية ضد الولايات المتحدة. ويظهر ملخص التحقيق أن ليند أخبر محققي مكتب المباحث الفيدرالي بأن بن لادن سأله شخصيا ما اذا كان بامكانه المشاركة فى مهمات ضد الولايات المتحدة واسرائيل. وقبل مغادرته لمعسكر الفاروق أخبره أحد مسؤوليه ان بن لادن أرسل نحو 50 شخصا سيقوم منهم 20 بعملية انتحارية، اعتقدت الجماعة أن الهجمات كانت تستهدف الولايات المتحدة واسرائيل.

ويظهر تقرير استجواب المكتب كذلك ان ليند كشف عن أن أحد مسؤولي التدريب السابقين فى معسكرات تنظيم «القاعدة» قال ان بن لادن قال ان هذا كان الهجوم الاول، وان الجماعة فكرت بأن الضربة الثانية ربما تشمل الهجوم على منشآت نووية أو أنابيب غاز أو بترول أو تشمل نوعا من الهجوم البيولوجي.

وأضاف ليند، وفقا لاقوال مرشده السابق في تنظيم «القاعدة»: «هذه هي الضربة الاولى (هجمات 11 سبتمبر على واشنطن ونيويورك) وستكون الضربة الثانية فى بداية رمضان منتصف شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بحيث تجعل الولايات المتحدة تنسى الهجمة الاولى». وقال هذا المرشد ان الموجة الثالثة من الهجمات ستكون في بداية عام .2002 وفيما أخبر ليند محققيه أن الهجمات الثانية قد تشمل أسلحة نووية فان تعليقا من المحققين يوضح أن ليند كان يطرح فرضيات وتخمينات مبنية على حديث بين رفاقه السابقين فى التنظيم.

وقد بدأ اهتمام ليند بالاسلام عقب مشاهدته فيلم «مالكولم اكس» عام 1992 عندما كان فى الثانية عشرة من عمره، قبل أن يأخذ دروسا في اللغة العربية في ولاية كاليفورنيا الشمالية ثم واصل هذه الدروس في اليمن وبعد ذلك انتقل الى باكستان ثم أفغانستان حيث انضم الى «القاعدة».

وبحسب تقارير المحققين فقد انضم ليند في صيف عام 2001 الى معسكر الفاروق التابع لتنظيم «القاعدة» في دورة تدريبية استمرت سبعة أسابيع.

والتقى ليند بابن لادن مرة واحدة استغرقت خمس دقائق حيث شكره بن لادن على مشاركته في الجهاد. وقد رفض ليند أداء قسم الولاء لـ«القاعدة» لكنه أقسم على الولاء للجهاد. وقال محققون أميركيون عسكريون ان ليند أظهر ندما حينما تم سؤاله عن رأيه فى هجمات 11 سبتمبر.

* خدمة «كريستيان ساينس مونتور» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»