75 حزبا و9 تحالفات سياسية تتنافس على أصوات الناخبين البوسنيين في الانتخابات العامة اليوم

TT

تشهد البوسنة اليوم (السبت) انتخابات عامة يخوض غمارها 7.537 مرشحا يمثلون 75 حزبا سياسيا وتسعة تحالفات وثلاثة مستقلين. وشارك فيها 2.343.075 ناخبا سجلوا اسماءهم في قوائم الناخبين من بينهم 58.949 ناخبا من البوسنيين المقيمين في الخارج. وسيدلي الناخبون بأصواتهم عبر 4106 مراكز اقتراع، ويشرف على الانتخابات 6909 مراقبين دوليين، ومراقبون من الاحزاب البوسنية بلغ عددهم 514 مراقبا، اضافة للقوات العسكرية الدولية (سي فور) والشرطة الدولية التابعة للامم المتحدة. وتلك اخر انتخابات تقوم الامم المتحدة بالاشراف عليها داخل البوسنة والهرسك، حيث ستترك شرطة الامم المتحدة مكانها لقوة امنية تابعة للاتحاد الاوروبي في بداية السنة القادمة.

وسيختار الناخبون اعضاء جدد لثلاثة برلمانات هي البرلمان الفيدرالي والبرلمان الصربي، والبرلمان المركزي الذي يمثل عموم البوسنة والهرسك، ومحافظين جددا لعشرة اقاليم، واعضاء جددا لمجلس الرئاسة المكون من ثلاثة اعضاء احدهم بوشناقي مسلم والثاني صربي ارثوذكسي والثالث كرواتي كاثوليكي.

وبلغ عدد المرشحين لمجلس الرئاسة 35 مرشحا من الطوائف الثلاث في البوسنة والهرسك، منهم 8 مرشحين كروات و11 مرشحا بوشناقيا و16 مرشحا صربيا. ومن بين المرشحين البوشناق حارث سيلاجيتيش وزير خارجية البوسنة السابق ومؤسس حزب من اجل البوسنة، وسليمان تيهيتش رئيس حزب العمل الديمقراطي الذي اسسه الرئيس البوسني السابق علي عزت بيجوفيتش، وعلي بهمن رئيس الفيدرالية الحالي، واحد زعماء الحزب الاشتراكي الديمقراطي البوسني.

وكانت استطلاعات الرأي قد كشفت عن تقارب في شعبية كل من سيلاجيتش وتيهيتش، ومن المتوقع فوز احدهما بتمثيل البوشناق في مجلس الرئاسة.

وتميزت الحملة الانتخابية بالتنافس الشديد بين الاحزاب، حيث تحدثت المعارضة عن الاخفاقات، بينما تحدثت احزاب الحكومة عن الانجازات، واعتمدت الاحزاب في حملتها الانتخابية على المهرجانات والحفلات المجانية وموائد الطعام لاستقدام الناخبين ومخاطبتهم، وعرض برامجها ووعودها عليهم، كما استخدمت في حملاتها الانتخابية مواكب السيارات والحافلات التي تحمل اعلامها وانصارها في مظاهرات لاستعراض القوة.

وتمثل هذه الانتخابات اهمية قصوى بالنسبة للاحزاب البوسنية لا سيما الكبيرة منها، حيث تطمح الى الفوز لتشكيل الحكومة المقبلة التي ستحكم اربع سنوات قادمة.

وبلغت حدة التنافس بين الاحزاب الى حد نزع ملصقات الخصوم السياسيين ووضع ملصقاتها مكانها، وملء صناديق البريد الشخصية للمواطنين بمنشوراتها الدعائية ووعودها للناخبين.

وبامكان غير القادرين على الذهاب الى اماكن الاقتراع ان يشاركوا عبر الانترنت، والهواتف الجوالة، ويشمل هذا الاجراء المرضى والسجناء والاطباء وعمال المطافئ وعناصر الشرطة. وتتكون لجنة الانتخابات من 7 اعضاء، اربعة منهم بوسنيون وثلاثة اجانب وهم ليديا كوارتش (مساعدة وزير العدل البوسني ومساعدة وزير حقوق الانسان لمجلس الوزراء الموسع، الذي يمثل الحكومة المركزية بالبوسنة)، وحلمو باشيتش (حقوقي) ووحيد شيهيتش (حقوقي وعضو هيئة هلنسكي لحقوق الانسان) وبرانكو بيريتش (حقوقي) عمل مدعيا عاما وقاضيا وصحافيا) وجيرهارد انفر شروبنجز (الماني، حقوقي يجيد الروسية والبوسنية وعمل في عدة دول من بينها روسيا واسبانيا وبنغلاديش ويوغوسلافيا) وفيكتور الكسندر تكاشنكو (سفير روسيا بالبوسنة، وعمل حوالي 36 سنة في المجال الدبلوماسي، وكان سفيرا لبلاده في الامم المتحدة، كما عمل مسؤولا عن شعبة شؤون اميركا اللاتينية بوزارة الخارجية الروسية، وكان في بداية حياته صحافيا، ويجيد الانجليزية والاسبانية والبوسنية، قام بتأليف كتابين في العلاقات الدولية)، وروبرت بيكروفت (عينه الرئيس الاميركي جورج بوش في البوسنة برتبة سفير الى جانب السفير الاميركي كليفورد بوند، العام الماضي بعد احداث 11 سبتمبر، وعمل في القاهرة وعمان ويتكلم العربية والفرنسية والالمانية والنرويجية والدنماركية ويفهم عددا من اللغات الاخرى.

وقد لوحظ ان المسجلين في قوائم الناخبين البوسنيين في الخارج اقل من عددهم في الانتخابات الماضية التي جرت قبل سنتين حيث شارك في سنة 2000 2.508.349 ناخبا منهم 739.232 ناخبا من البوسنيين المقيمين في الخارج. بينما انخفضت نسبة مشاركة البوسنيين في الخارج هذه السنة، حيث لم يسجل سوى 58.949 ناخبا اسماءهم في قوائم الناخبين.

وهو ما يعني عزوف البوسنيين في الخارج عن المشاركة في الشأن العام البوسني. ويعود ذلك لقرار الحكومة البوسنية الحالية التي قررت تخيير المواطنين بالخارج بين الجنسية البوسنية او جنسية البلدان التي يقيمون فيها، وسيبدأ سريان هذا القرار بداية عام 2003. وتخلي ما يقرب من 200 الف بوسني عن تسجيل اسمائهم دليل على ان البوسنيين بالمهجر يفضلون حياة الغربة على بلدهم الاصلي الذي يعيش ازمات سياسية واقتصادية واجتماعية حادة.