الجزائر: تعزيزات أمنية هامة في منطقة القبائل وخوف من مواجهات دامية

TT

قالت مصادر متطابقة في تيزي وزو عاصمة منطقة القبائل الكبرى في الجزائر لـ«الشرق الأوسط»، إن تعزيزات أمنية واسعة بدأت تصل منذ أمس إلى المنطقة تحسبا لإضراب اليوم الذي ينظم بمناسبة الذكرى الـ14 لأحداث 5 أكتوبر (تشرين الأول) 1988، التي خلفت أزيد من مائة قتيل، وأسفرت عن دخول الجزائر مرحلة التعددية السياسية، وأيضا بمناسبة انتخابات البلدية المقررة يوم الخميس المقبل. وأضافت المصادر ذاتها أنها شاهدت «عشرات الشاحنات تنقل فرقا لشرطة مكافحة الشغب وأيضا سيارات تقل عددا كبيرا من رجال الشرطة في زي مدني، وهم يتوزعون على كبريات مدن المنطقة». وقدرت بعض الشهادات أن «حجم التعزيزات الأمنية هذه المرة يفوق تلك التي أرسلتها وزارة الداخلية، في مايو (أيار) الماضي، بمناسبة الانتخابات البرلمانية الأخيرة»، وهي الانتخابات التي لم تجر في ظروف عادية في منطقة القبائل. واضطر العديد من السكان إلى التزام بيوتهم بعد أن فشلت السلطة في حماية مكاتب التصويت من المتظاهرين الشباب.

وقالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن «التكهن صعب» بمصير الانتخابات المحلية بعد أن انقسمت منطقة القبائل بين مؤيد لإجرائها، كما هو الحال بالنسبة لحزب جبهة القوى الاشتراكية أكثر الأحزاب انتشارا في المنطقة، وبين رافض لها مثلما هو الأمر بالنسبة لحركة العروش والتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، الذي كان ضمن أحزاب الائتلاف الحاكم. وأوضحت المصادر ذاتها أن «أغلب الظن هو أن هذا الانقسام في المواقف سيظهر أيضا يوم الخميس المقبل، حيث ستجري الانتخابات في المناطق التي يسيطر عليها التيار المشارك ولا تتم في المناطق الأخرى»، وذهب أحدهم إلى حد توقع نسبة مشاركة في حدود 40 في المائة في منطقة القبائل بعد أن كانت لا تتعدى الخمسة في المائة في انتخابات 30 مايو (أيار) الأخير.

وكانت حركة العروش قد دعت إلى إضراب عام، ومسيرات شعبية في كافة منطقة القبائل اليوم على أن تزيد حدة الاحتجاج تصعيد قبل يوم واحد من تاريخ الاقتراع المرتقب، ويكون ذلك باحتلال مقرات البلديات وغلقها ومنع خروج صناديق الاقتراع منها، ويستمر ذلك حتى نهاية موعد الاقتراع، أي مساء يوم الخميس 10 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري.

وحذر الأمين الأول لجبهة القوى الاشتراكية أحمد جدّاعي، يوم الخميس الماضي الحكومة من ترك الفوضى تحل بالمنطقة. وقال في تجمع شعبي، نظمه في إطار الحملة الانتخابية بملعب مدينة تيزي وزو، إن السلطة مجبرة على حماية المواطنين يوم الاقتراع من المتطرفين، وإلا فإنها تتحمل مسؤولية أية قطرة دم تسيل بسبب مواجهات محتملة بين أنصار ومعارضي إجراء الانتخابات في منطقة القبائل.