أجاويد ينفي أن تكون واشنطن طلبت استخدام القواعد التركية ويحذر أكراد العراق من اعتبار رسالة باول لبرلمانهم تأييدا لاستقلالهم

TT

نفى رئيس الوزراء التركي بولند اجاويد امس في مقابلة تلفزيونية ان تكون الولايات المتحدة طلبت من تركيا السماح لها باستخدام قواعدها الجوية في هجوم محتمل ضد العراق. واكد لصحافيين «كلا لم نتلق طلبات بشأن القواعد»، وذلك تعليقا على ما اذاعته شبكة التلفزيون الاخبارية التركية «ان.تي.في» امس من ان الولايات المتحدة طلبت رسميا من تركيا السماح لها باستعمال قواعدها الجوية في انجرليك وباتمان وديار بكر .

وقالت الشبكة ان هذا الطلب كان السبب غير المعلن للاجتماع المفاجئ الذي عقد أول من امس وشارك فيه الرئيس التركي أحمد نجدت سزر واجاويد ووزير الدفاع صباح الدين تشاكماك اوغلو. وقال المتحدث باسم الرئيس التركي تاجان ايلدم في ختام الاجتماع ان قيام واشنطن بعملية احادية الجانب لا تستند الى «شرعية دولية» سيكون امرا «غير مقبول» بالنسبة لتركيا. وردا على سؤال حول التحضيرات التركية لمواجهة هجوم أميركي ضد العراق، اكتفى المتحدث بالقول ان بلاده تتخذ «كل التدابير الضرورية لمواجهة أي احتمال». وتخشى تركيا، العضو في حلف شمال الاطلسي التي تشكل قاعدة للطائرات الأميركية والبريطانية التي تراقب منطقة الحظر الجوي شمال العراق بعد حرب الخليج عام 1991، من ان يزيد التوتر في المنطقة من الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها ويعرض حدودها مع العراق المأهولة بالأكراد، للاضطراب.

الى ذلك، حذرت تركيا الأكراد العراقيين مجددا امس من استخدام الدعم الأميركي للبرلمان المحلي الذي اعيد افتتاحه أول من امس كترخيص لاعلان دولة مستقلة. وقال اجاويد «لن نسمح ابدا له (البرلمان) ان تكون له صورة برلمان دولة». واضاف «نحن نراقب باستمرار الوضع. اذا ما استمر الامر في التدهور فان تركيا ستتخذ الاجراءات اللازمة». وبعث وزير الخارجية الأميركي كولن باول رسالة تأييد للبرلمان الكردي. وذكر اجاويد ان رسالة باول لا يجب ان ينظر لها على انها موافقة أميركية على قيام دولة كردية منفصلة. واضاف «لا اعلم ماذا كان الهدف من توجيه هذه الرسالة. ولكن اذا كانت هناك دولة مستقلة ستقام فاننا لن نرحب بها او نعتبر انها بادرة موضع ترحيب... ولكني اشك ان هذا كان هو هدف الرسالة».

ويقترح حزبا الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني اللذان يسيطران على شمال العراق مشروع قرار فيما يتعلق بفترة ما بعد اطاحة صدام حسين يعتبر ان للمنطقة حكما ذاتيا واسع النطاق في اطار نظام فيدرالي. كما ان الحزبين يعتبران كركوك الغنية بالنفط والتي تسيطر عليها حاليا الحكومة العراقية عاصمة المنطقة. وقال اجاويد ان اغلب هذه الخطوات اثارت قلق تركيا التي تخشى من ان المجلس يرغب في «ان الا يكون برلمان سلطة محلية بل برلمان دولة». وتابع «ان اقامة دولة مستقلة بجوار حدودنا مباشرة ليس امرا يمكننا قبوله. الا اننا سنعلن الاجراءات التي قد يتعين علينا اتخاذها في هذا الامر بوضوح عندما يحين الوقت».