لبنان: احتفال «غير استفزازي» في 16 الجاري بجر مياه نهر الوزاني إلى قرى حدودية

«الشرق الأوسط» تنشر أسئلة المبعوث الأميركي «الدقيقة» إلى المسؤولين اللبنانيين

TT

اكد لبنان عزمه المضي في تنفيذ مشروع جر كميات من مياه نهر الوزاني لتأمين مياه الشرب الى عدد من القرى الحدودية غير مكترث للتهديدات الاسرائيلية التي ارتفعت وتيرتها في الايام الماضية منذرة بضرب المنشآت التي يجري تركيبها حالياً، والتي يتوقع ان ينتهي العمل فيها قبل السادس عشر من الشهر الجاري موعد الاحتفال الرسمي بانطلاق المشروع الذي يحضره رئيس مجلس النواب نبيه بري ممثلاً رئيس الجمهورية العماد اميل لحود وعدد كبير من الوزراء والنواب والسفراء وممثلي الامم المتحدة والمسؤولين في قوات الطوارئ الدولية العاملة في لبنان.

وفيما تشير المعلومات الى ان الاحتفال المذكور لن يكون «استفزازياً» للجانب الاسرائيلي بحيث يطغى عليه الطابع الرسمي وترفع فيه الاعلام اللبنانية دون غيرها من الاعلام الاخرى التابعة لاحزاب مثل «حزب الله» وحركة «امل» وغيرهما، مع لافتات تؤكد على حق لبنان في مياهه وتحرير ما تبقى من اراضيه التي تحتلها اسرائيل، يبدي المسؤولون اللبنانيون شيئاً من الارتياح للاجواء الدبلوماسية الاقليمية التي ترافق سير العمل في المشروع، والتي تؤشر الى استبعاد حصول تصعيد عسكري اسرائيلي في المنطقة عشية افتتاحه، منوهين في هذا الصدد بـ «النصيحة» الاميركية التي طالبت الاطراف المعنية التزام الهدوء وعدم التهور مع ما يعني ذلك من رسالة واضحة الى اسرائيل لا الى لبنان، باعتبار، انها هي التي ثارت ثائرتها جراء تصميم لبنان على جر مياه الوزاني وهددت بشن حرب على لبنان كما جاء على لسان رئيس وزراء اسرائيل ارييل شارون.

الا ان المسؤولين اللبنانيين، وعلى رغم التقارير العسكرية التي يتلقونها والتي تفيد بعدم حصول تحركات عسكرية غير طبيعية على الحدود اللبنانية ـ الاسرائيلية، يبدون خشيتهم من ان تلجأ اسرائيل الى نسف المشروع بفعل غارة جوية خاطفة، بحيث تظهر «النصيحة» الاميركية المشار اليها مجرد كلام، خصوصاً ان لدى هؤلاء المسؤولين شكوكاً في حقيقة موقف واشنطن من مشروع الوزاني، تكونت لديهم بعد استقبالهم الاسبوع قبل الماضي المبعوث الاميركي من وزارة الخارجية الخبير المائي ريتشارد لاوسن الذي تمنى عليهم «التريث في انجاز المشروع» كما سلمهم لائحة تضمنت مجموعة كبيرة من الاسئلة تهدف، تحت ستار التقنية، الى ما هو ابعد من ذلك كمثل معرفة التزايد السكاني المتوقع في المنطقة التي ستستفيد من مياه الوزاني، ومخططات الدولة اللبنانية فيما يتعلق بمياه نهر الليطاني، والاستعلام ما اذا كان استعمال مياه الوزاني سينحصر لاغراض اخرى غير الشرب مثل الزراعة وما هي الكميات التي ستستعمل لهذا الغرض. وكذلك الاستفسار عن الكلفة المالية لمشروع جر مياه الوزاني. وقد بلغت اسئلة المبعوث الاميركي من «الدقة» بمكان بحيث توقف عند اللافتة الموضوعة في موقع عمل المشروع والذي اطلق عليه اسم «مشروع حاصبيا ـ بنت جبيل».

ويشار في هذا الصدد الى ان رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي ابدى استغرابه لنوعية الاسئلة التي حملها اليه المندوب الاميركي حين التقاه برفقة السفير الاميركي لدى لبنان فنسنت باتل، لفت الى ان قسماً كبيراً منها يطغى عليها الطابع السياسي، كما رد على سؤال لباتل حول جهة استعمال المياه المنوي جرها من الوزاني بالقول «نريد انشاء بركة للسباحة (بيسين). هذه مياهنا وسنستخدمها كما يحلو لنا».

وكان المبعوث الاميركي الذي سبقته الى لبنان بعثة خبراء اميركيين عاينت سير العمل في مشروع الوزاني، قد التقى بالاضافة الى بري كلاً من رئيس مجلس الوزراء رفيق الحريري ووزير الطاقة والمياه عبد الحميد بيضون من دون الاجتماع مع رئيس الجمهورية العماد اميل لحود الذي لم يبد متحمساً لمهمة المبعوث الاميركي حيث يعتبر ان الامم المتحدة هي المرجع الصالح للنظر في هذه القضية.